" موسكو2".. مضحك حتى شفا الموت
" موسكو2".. مضحك حتى شفا الموت
● مقالات رأي ٨ أبريل ٢٠١٥

" موسكو2".. مضحك حتى شفا الموت

بدأت الجولات الفعلية على حلبة موسكو2  و لنقل الحوار المسمى "نظام الأسد مع نفسه" عفواً "السوري- السوري" كما يحب الروس تسميته و تتغنى فعاليات الأسد به ، و يرى هؤلاء أنه المنقذ من أتون الحرب التي تدور رحاها في أصقاع سورية.

لا يمكن لعاقل أن يتفهم أو يقتنع أن ما يحدث في موسكو في النسخة الثانية من مؤتمرها يهدف لايجاد رؤية موحدة للحل بين النظام و المعارضة ، فاستعراض الاسماء وحده كافي لأن تعرف أن ما يحدث هو مجرد "ثغاء مجموعة من الأغنام تسعى وراء الكبش الروسي" في مرعى الاجرام .

مضحك حتى شفا الموت هو التصريحات التي تخرج من خلف الأبواب الذي يصفونها بأنها مغلقة بوجه الإعلام ، إلا من رحم النظام و أراد له الحضور وفق رؤيته ، و قيل بالأمس أن المعارضة أعدت ورقة موحدة ستقدمها خلال مباحثاتها مع وفد الأسد ، و لكن المعارضين المذكورين آنفاً اختلفوا على المصطلحات ، بين ما اذا كان ما نواجهه مؤامرة أم أزمة ، و هل القتل يتم بيد داعش وحدها أم جبهة النصرة تساعدها ، و ما تعريف الجيش هل هو جيش سوري أم جيش خليط من مكونات الشيعة من ايرانيين و لبنانيين و أفغان و باقي الجنسيات المساندة للقضية الأم يعتبرون وطنيين أكثر من السوريين أنفسهم.

بالفعل شيء مقزز ما يدور في ذلك المكان ، لماذا يجتمعون هناك ، و لم عناء السفر ، فالجميع متاح لهم التواجد في دمشق و بجانب و رفقة الأصدقاء الأمنيين ، و تحت نظر و رعاية الأب القانوني للجميع بشار الأسد ، لكن بلا روسيا يبدو الأمر مستهجن و غير محبب ، فـ روسيا الأب الفعلي لكل ما يحدث ، فكيف تحرم من جمعت الابناء.

بالعودة إلى المسودة التي خرج به السادة المعارضون فهي تتضمن طبعاً جنيف 1 و الانتقال الديمقراطي و الايقاف الفوري لاطلاق النار و اطلاق سراح معتقلي الرأي الذي كانت بادرته باطلاق لؤي حسين ، و هنا تفوقت المعارضة السلمية على نفسها و طالبت بعدم استهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة و كذلك بتلك المسماة بـ "مدفع جهنم" ، و قبل أن ننسى دعوة الأطراف الدولية للكف عن مد الارهابيين بالدعم .

هذه ابرز البنود التي خرج بها من يطلق عليهم عدة تسمية كـ "معارضة الداخل ، ياسمين الدمشق ، لا للطائفية ، و سورية بخير .......) .

في المقابل جاء الرد من الأسد عبر وفده الذي يرأسه بشار الجعفري الذي عاد و كرر كلامه الذي قاله في موسكو1 من مؤامرة و اسرائيل و المقاومة و الممانعة ، و الارهاب الذي يغزو الأرض و الجيش الذي يعمر و يدافع ، و طبعا الدول العربية و الاقليمية و مطامعها الاستعمارية ، و لاننسى اشارته للحل السياسي بتسليم الجميع أنفسهم للسلطات المختص أو انسحابهم الى ما وراء البحار ليعيد النظام استرجاع ما سرق منه من قوى الاستكبار( المصلح الايراني الذي يغزوا الاسواق في هذه المرحلة الفريدة من الزمن ).

اذا في موسكو2 هناك تفوق كبير حققته الأطراف على ذاتها ، تفوق في البغي و الغوص في الاجرام السياسي بشكل يندى له من يملك جبين ، فأما المجتمعون فهم سعداء حالياً و لكن لهم القصاص عندما يحين موعد القطاف .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ