موت بلا خروج لـ"الروح".. #السوريون-لاجئون-بكرامة
موت بلا خروج لـ"الروح".. #السوريون-لاجئون-بكرامة
● مقالات رأي ٣٠ يونيو ٢٠١٦

موت بلا خروج لـ"الروح".. #السوريون-لاجئون-بكرامة

على السوريين حمد الله كثيراً على مرور اعتداءات مطار أتاتورك في إسطنبول دون وجود لأي سوري، لا بين المنفذين أو الضحايا ولا حتى العثور على جوار سفر أو ورقة تنتمي لهذا الشعب الشريد الطريد، وفي الوقت نفسه على الشعب السوري أن يتضرع طويلاً لله ، و لله وحده ، لأن تمر أزمات "القاع" و "الرقبان" و "أسوان" بأقل الخسائر الممكنة.

و لم يكن ينقص اللاجئ السوري المسحوق إلا أن تنضم الشرطة المصرية لقافلة أجهزة الجيش و الأمن و المخابرات اللبنانية و الأردنية، التي وجهت كل قدراتها و أسلحتها باتجاه العراة و المشردين من السوريين، الذين دفعتهم آلة القتل الأسدية و الطائفية للهيام في دول كان يظن أن هناك ما يجمعهم معها من روابط دم و عروبة و طبعاً دين، فإذا به يجد نفسه داخل شبكة من التعقيدات تخنقه دون أن تميته.

حملة مسعورة يقودها هذه الأيام الجيش اللبناني العتيد ، الذي قررت حكومته انتهاج "النأي بالنفس" عن تدخلات حزب الله الإرهابي في سوريا ، و باتت صريعة هذا الحزب و خاضعة له، و تحولت لأداة إذلال لمن هرب و بات ملاحق، بلا حول و لا قوة.

قائمة طويلة من المعتقلين الذين يقبعون في سجون يطلق عليها أنها تابعة للدولة اللبنانية شكلاً و لحزب الله الإرهابي حقيقة ، الذي وجد في هذه الطريقة خير وسيلة للانتقام لآلاف قتلاه في سوريا، و فشل كافة مشاريعه و انهيار كل ما يملك من الاسم و تاريخ عمد على تزييفه عشرات السنوات.

في الأردن يقبع على تلك الحدود الصحراوية قرابة مئة ألف شريد من النظام و تنظيم الدولة من جهة و السلاح و الجيش الأردني من جهة أخرى، لاذنب لهم إلا أنه حصارهم و قتلهم ببطئ عطشاً و جوعاً، هو وسيلة لتفريغ قيح داخلي و ملل دولي من حملهم و عجزهم أمام انهاء السبب و المسبب المستمر في جحافل النزوح.

اليوم لم تفاجئنا الصحف المصرية باعتقال ١٨ سورياً دخلوا أرض الكنانة بدون إذن، بعد أن كان الدخول و الخروج منها مرحباً به في عهد ما سبق الانقلاب، فهذه الحالة موجودة و التجاوزات بحق السوريون كثيرة في ظل ذلك النظام الشبيه بنظام الأسد، لكن التوقيت كان قاسياً ، و تحولت قضيتهم إلى جانب قضايا السوريون في لبنان و الأردن إلى جرح أعمق و أقسى و أشد إيلاماً.

السوريون المحاصرون في حزام دموي من كل الأطراف شمالاً التي أغلقت بنيران البنادق التي قتلت المئات، و جنوباً التي يحاصرون في كيظ الصحراء، و في الغرب يتربص العنصريون الذين يتغنون بتاريخ من السوء بأنهم من أتباع "الفنيق"، شرقاً يجلس المارد الشيعي بانتظار الفرصة للإتيان على ماتبقى، فيما ينتظرهم ملاحقات في مصر من نظام قرر دعم شبيهة و آثر المشاركة في القتل تسليحاً و سياسة.

في سوريا آلام الموت قصفاً قد تكون أخف وطئه ، من الموت المستمر و المتواصل و لكن دون خروج للروح...!؟

 

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ