لم يبق أحد في إدلب .. !! .. هكذا قالت روسيا "الإنسانية"
للوهلة الأولى حين تتابع ما يروجه الإعلام الروسي من أكاذيب، تشعر أن أحداً لم يبق في إدلب، وأنهم جميعاً خرجوا بالآلاف باتجاه معابر روسيا "الإنسانية" التي تزعم فتحها أمام المدنيين للعودة لمناطق سيطرة النظام لاسيما مؤخراً باتجاه منطقة شرقي سكة الحديد.
ليست المرة الأولى التي تروج فيها روسيا لإنسانيتها المصطنعة، وليست الرسالة لنا نحن كمدنيين في الداخل السوري، بل هي رسالة سياسية توجهها للمجتمع الدولي بأنها روسيا "حمامة السلام" وبعد أن قضت على "الإرهاب" بحسب مزاعمها، بدأت تعيد المدنيين لديارهم ومنازلهم عبر معابرها "الإنسانية".
هذا ماترمي إليه روسيا من وراء كل هذا الزخم الإعلامي في كل مرة تعلن فيها عن افتتاح معابر إنسانية لعودة المدنيين، وهذه هي الصورة التي يروجها إعلامها دوماً، ولكن الحقيقة على أرض الواقع مخالفة تماماً لما يروج، وكيف يعود من دمر بيته وقتل أبنائه واعتقل أقربائه وذاق الويلات من الموت اليومي تحت حمم قذائف طائرات روسيا وحلفائها.
من عايش المشهد الدموي ومافعلته روسيا بحق مئات الألاف من المدنيين في شرقي سكة الحديد يدرك تماماً أن من خرج من هذه الأرض هارباً من الموت والجحيم الذي مارسته روسيا لايمكن أن يعود إليها إلا بعد رحيل المحتلين الجدد.
ووقوفاً على مزاعم روسيا قام عدد من نشطاء إدلب بالتوجه إلى معبر تل الطوكان القريب من منطقة أبو الظهور، حيث تزعم روسيا عبور الألاف يومياً، كان المشهد واضحاً إذ لا أحد في المعبر، والمنطقة شبه خالية إلا من بضع المدنيين.
حالة الخوف الكبيرة التي عبر عنها قاطنو المنطقة الشرقية من مغبة العودة لمناطق النظام عبر هذه المعابر جراء ما تمارسه ميليشياتها من عمليات اعتقال وتشليح لكل من يرغب بالعودة، حيث تجبر من أراد الدخول لتلك المناطق على دفع مبالغ مالية كبيرة على كل فرد يدخل وعلى السيارات وحتى على رؤوس الماشية في عملية استغلال كبيرة.
عشرات المخيمات باتت تغص بألاف المهجرين من منطقة شرقي سكة الحديد، يرفضون العودة لمناطق سيطرة النظام وروسيا إلا بعد خروج الأخير منها، لإدراكهم المصير الذي سيواجهون هناك من اعتقال وتضييق على يد ميليشياتها، هذا عدا عن منازلهم التي دمرت وممتلكاتهم التي سرقت بكل مافيها، وكيف يعودون وأرضهم محتلة ممن هجرهم وكان سبباً في معاناتهم وتشريدهم.