للتذكير: مخيم اليرموك ... في سوريا
للتذكير: مخيم اليرموك ... في سوريا
● مقالات رأي ١١ أبريل ٢٠١٥

للتذكير: مخيم اليرموك ... في سوريا

نشعر بكثير من الغبطة أمام  الكم الهائل الذي حصل عليه مخيم اليرموك على الساحة الإعلامية و كثرت التصريحات و الإجتماعات التي عُقدت باسمه ، و كذلك تلك الدموع التي ذرفت على أبوابه ، و على نساءه و أطفاله و شيوخه ، و حجارته أيضاً ، فالغطبة كبيرة وصلت لحد الحسد و الإنزعاج.

للحظات ، في خضم هذا الإهتمام الجلل و الواسع الطيف ، ظننا فيها أن المخيم هو قطعة أرض على كوكب ثاني لم تصل أخباره إلا قبل أيام قليلة مضت ، أو بما أن السوريين باتت المعاناة عندهم شيء من البديهي و ضمن أقل من الطبيعي ، فإن هذا المخيم موجود على أرض غير أرضنا ، لذا الجميع مصدوم من حجم المآساة و المعاناة.

تطول قائمة التنديد و الشجب ( الأمر لايتعدى الكلمات دون أي فاعلية على الأرض) لاوضاع المخيم بعد تمدد تنظيم الدولة ، ونعم فلولا ذلك التمدد لما كنا نرى شيء ، لذا فإن هذا التمدد يستوجب منا الشكر و الإمتنان و العرفان ، و قد تطول هذه القائمة أيضاً لتصل إلى حد تقبيل اليد التي تمددت على المخيم و انتشلته من النسيان و لو أذاقته الموت ، فالموت ليس مُر كما يظن كُثر ، فالموت في حالات حصار الموت ، هو خلاص .

و مع كل حديث يأتي على ذكر المخيم يمر اسم سوريا سريعاً و بشكل لا تشعر به ، يمر اسم دمشق كالبرق ، بإسلوب تشعر أن الأمر كله تم اختزاله في 2 كيلومتر مربع فقط ، و ماتبقى خارج أي اهتمام ، أمتار قليلة يبعد بقية الجنوب الدمشقي المحاصر هو أيضاً ، و إمتدت عليه نفس اليد ، و عانى ذات المعاناة ، و نال أكثر و أشد.

مرور اهتمام الجميع على المخيم بعد التمدد "الداعشي" يدفعنا للمطالبة بذات التمدد على كل مكان و كل رقعة و كل حجر ، و ليكن أولها قصر الأسد ، و بعض قطعه العسكرية القريب لحد يجعلها هدف لـ"حجر" .

ليس استهزاء بمعاناة شعبنا في اليرموك ، و إنما استغباء بالعالم أجمع ، بدوله و هيئاته و منظماته و سياسيه ، تغابيهم يحولنا إلى طالبي الإحتراق بالرمضاء و النار معاً ، علنا نرى نوعاً من الإهتمام و لو كان إعلامي .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ