
لـ تُدمر سوريا كلها بـ "بشرها"... و لكن "تدمر" لاااا !!؟؟
مجزرة في مدينة دوما راح ضحيتها 5 أطفال وعدد من الجرحى جراء قصف الأحياء السكنية بصاروخ أرض ارض ، مجزرة كفرعويد بريف إدلب حسب أخر إحصائية أكثر من 26 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم حالات خطيرة جراء غارات جوية على منازل المدنيين ، ومجزرة أخرى في مدينة سراقب نفذتها طائرات الأسد الحربية حيث استهدفت المدنيين سقط جرائها 8 شهداء وعدد من الجرحى وما تزال فرق الإنقاذ تحاول انتشال الناجين من تحت الأنقاض ، بالأمس 100 شهيد في مجزرة في منبج ، عشرات الشهداء و الجرحى في قصف على المساجد في ادلب ، 22 حالة اختناق بغاز الكلور جراء استهداف ريف جسر الشغور بغاز الكلور .
عذراً إنها أخبار إعتيادية و اقل من عادية ، و لأنتقل إلى الخبر الذي هز العالم بأسره ، قض مضاجع الأمم و الدول المتحضرة ، أرعب المجتمعات المخملية المعنية بالرقي و الحضارات و تماذج التاريخ ، إنها "تدمر" و آثارها فإن زنوبيا و تاريخها في خطر .
و كيف لا فهذا هو إرث سوريا ، إرث الحضارة البشرية ، إرث للأجيال القادمة ... هذه الحجارة المرصوفة منذ آلاف السنين يجب أن تبقى لو فني الجميع ، و لو لم يبق أي وارث أو مورث ، المهم أن تبقى .
كيف لا ينتفض المجتمع المخملي على هذه الهمجية القادمة ، و تستهدف التاريخ ، تستهدف الحضارة ، أمم متحدة ، دول حضارية ، نظام (الأسد) المخملي المهذب و المثقف ، معارضة وسورية راقية ، تؤمن بالحفاظ على سوريا الحجر و لو فني البشر.
تدمر التي يتسابق الجميع من يبكي أكثر عليها ، باتت فارغة من كل ما هو ثمين و بات تحت يد نظام الأسد ، تدمر الأثرية ليست إلا أطلال ، و لكن تدمير سوريا هو الأساس ، يهدفون على الحفاظ على الحضارة الحجرية دون الإكتراث بتدمير الحضارة الحالية ، و الروح البشرية لسوريا .
عندما يتم القتل المستمر الممنهج و المستمر و المتواصل للسوريين في كل مكان ، فلا حاجة لنا بكل آثار الدنيا ، و ليست "تدمر" في عينها ، بل كل شيء لا يسوي أي قيمة أمام أطفال و نساء و شيوخ و رجال سوريا ، و لو كان أغلى مكان لأي دين أو مذهب ، ابتداءً من الكعبة و انتهاءاً بحائط المبكى .
سوريا هي الانسان الذي يقتل و يجتهد الجميع للتعامي عنه ، و الركض وراء الحجارة ، كل ما يحدث ليس له دليل و لكن أن يوجد خطر على "تدمر" فهذا شيء غير محمول يسترعي من الجميع الإنتفاض في وجهه ، أما استخدام الكلور و الأسلحة الكيميائية فإنه لا دليل على ذلك ، و إن وجد دليل فيجب أن نتباحث في شأنه .
ليس دفاعاً عن داعش و أفعالها المدانة و لا خلاف على هذا الأمر ، و إنما مهاجمة لكل متكاذب على الحضارة و متعامي عن موت شعب بأكمله .
فلتدمر تدمر و يبقى السوري الحي ... و لا شيء يجاوز أهمية دمعة طفل سوريا مهما عظم في أعين الجميع ، فإنه في أعيننا صغير أمام مستقبل أاطفال .
و أجمل ما سمعت حول الآثار و ردات الفعل أنه يجب علينا أن نصبغ شهدائنا بلون ذهبي علّنا نجد من يتباكى علينا ...!؟