لا تكن حاقداً أو نافخ فتنة .. لا تقُل أن فرق بين المشهدين “صليب” مسالم و “اسلام” متشدد !؟
لا تكن حاقداً أو نافخ فتنة .. لا تقُل أن فرق بين المشهدين “صليب” مسالم و “اسلام” متشدد !؟
● مقالات رأي ١٨ أغسطس ٢٠١٦

لا تكن حاقداً أو نافخ فتنة .. لا تقُل أن فرق بين المشهدين “صليب” مسالم و “اسلام” متشدد !؟

لافرق بين المشهدين إلا تلك البسمة المرسومة على شفاه الجميع ، و تلك الطفلة التي تعيش بهدوء و سعادة وسط حضور كاهن يلعب دور المطمّئن، وفي نفس الوقت ينتشر جنود على شاكلة “الاحتلال الاسرائيلي” شكلاً و فوقونهم اجراماً و حقداً .

الفرق البارز بين الصورتين اذا ما قررنا المقارنة ، هو ابتسامة طفلة تدل على السلام الأمان ، بفضل حضور مجموعة من العساكر لا يحملون معهم قنابل أو تسبقهم طائرات، بل قالوا أنهم يحملون في شاحناتهم مساعدات و أغذية و بعض الألعاب، لضمان اريحية و حياة طبيعية لهم، و طبعاً كانت الغاية أن يظهر الأمر اعتيادياً عاماً، يشمل كل المناطق السورية التي وعد، “القيصر” الصغير الباحث عن “المجد” فلا ديمير بوتين، الشعب السوري به، على شاشات التلفزة و البيانات المصدرة من مكتبه أو مكتب آخر من مكاتب القتل الذي يسمى تجاوزاً بـ”الخارجية” تارة و “الدفاع” تارة أخرى.

و لكن الخطين المتصالبين ، على شكل الصليب الذي قيل أنه حُمل المسيح عليه ، أبى إلا أن يخرج و يكشف الحقيقة التي كسوريين لا نحتاج لتلك الهفوة كي تظهر، فهي منذ اللحظة الأولى و طوال المدة الماضية جميعها ظاهرة و معروفة و محسومة.

“حرب مقدسة “، “حماية المسيحين في الشرق” ، “سندافع عن وجودهم” ، لن يكون الشرق بدونهم ، ذلك ابان انطلاق العدوان الفلعلي من العدو الروسي في أيلول ٢٠١٥، و سبقه قبل سنوات قليلة دعم لدير الموت في صيدنايا “دير الشيروبيم” ، و لمناطق عدة لا مكان لذكرها خشية أن يتحول الموضوع لصراع ديني ، و إن كان هذا الصراع، جزء من الصراعات التي توجه إلى الشعب السوري منذ عقود طويلة أخذ منحاه الواضح خلال السنين الست الماضية.

بين المشهدين طفلة محمولة على يد والدته و هو ضاحك باسم مطمئن بجانب كاهن عسكري ، و في الصورة المقابلة كيسٌ أبيض صامت و ضجيج طائرات تواصل حوامها في السماء ، فداخل الكيس يضج ببقايا جسد طفل ، لم ينال حتى شرف البكاء من والدته التي لا زال البحث جارياً عن بقايا جسدها المتناثر ، في ساحة السوق الذي كان في أيام مضت سوقاً و بات مقبرة تائهة ، بلا شواهد لمدافنها ، فلا أجساد كاملة، و الجميع اختلط بالجميع و باتوا يشكلون “الجسد السوري” في المقبرة الكبيرة سوريا، و خطأ أن نقول سوريا ككل و لنقل أؤلائك “المسلمين” السوريين في الأراضي المسلمة في سوريا.

يقال لا تنفخ يا فتى ببوق الحقد و التشدد و الكراهية ، و تعامل مع الأمر من منظور انساني بحت ، و لاتشر إلى الدين أو الطائفة أو المنطقة الجغرافية ، كي لا تقع في المحظور و تضاف إلى قائمة القمئين ، “الحقيرين” و مداني التصرفات، و المنبوذون من العالم و المتحضرين و ذوي العقول المنفتحة، و اطرح القصة على أنها وجهان يمكن تواجدهما مساعدات و ابتسامات في منطقة مسالمة ، وقذائف و “قذارات” و قتل في مناطق تشهد صراع متعدد الأطراف ليس الروس وحدهم من فيه فهناك “المتشددون” الاسلاميون ، ونرجوا منك التركيز على الأخيرين.

في الحقيقة الدور المتحضر لا ينجح مع أمثالي ، لسبب بسيط ذكرته بالأمس عن قصة ، الرقم “٢٦” و المحتوى “طفل” ، بأننا “لايمكن الحديث بعنجهة أمام موت من النوع الذي نشاهده، فهنا الواقع يفرض نفسه بأن نسمي الأمور بمسمياتها، فهم يسعون لاذلالنا حتى في طريقة الموت، ، ليكون طموحنا فيما تبقى من حياتنا بأن تكون “النهاية أقرب” .”

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ