قصة قصيرة ............. لمعاناة طويلة
قصة قصيرة ............. لمعاناة طويلة
● مقالات رأي ٥ يونيو ٢٠١٥

قصة قصيرة ............. لمعاناة طويلة

بدأ الطيران التابع لنظام الاسد المجرم رحلته اليومية التي يبحث بها عن اماكن يلقي عليها براميله المتفجرة وصواريخه الفراغية ليحصد المزيد من أرواح المدنيين الأبرياء ،فكان إقلاعه من مطارات حمص وحماة واللاذقية والوجهة في الغالب بلدات الريف الإدلبي والحلبي ،وبعد أقل من ربع ساعة يصل الطيران لأجواء المنطقة بصوته القوي ويبدأ بمناورات الحرب الاعتيادية يميناً وشمالا يرتفع تارة ويهوي بسرعة تارات أخرى فيلقي عدة براميل أو صواريخ كانت ملاصقة لجنبيه لايوجد فيها إلا بضع أطنان من المواد المتفجرة والشظايا القاتلة ، تتساقط كحبات المطر بسرعة فوق منازل للمدنين ، و الذين كانوا يأملون من هذه الطائرات أن تدك عروش عدوهم في الجولان وتحرر أرضهم المغتصبة في فلسطين ولكن شاءت الأقدار أن يروها تحلق في سماء بلادهم لتحمي عرش قائدهم المفدى الرمز نظراً لما تتعرض له بلادهم من هجمة لجهات مدسوسة تريد أن تخرب هذا البلد وتدمره فكان لابد من  استخدام القوة في ضرب المدنين العزل ، ولاضير إن قتل العشرات بل المئات أو حتى الألاف منهم فهم كثر وخصوصاً من أبناء أهل السنة أعدادهم كبيرة وانتشارهم كبير في الأرض السورية وهم يتزاوجون وينجبون الكثير من الأولاد فلاضير إن قدمت أرواحهم وارتقت للسماء في سبيل الحفاظ على الحكم وكرسي الشعب الذي طالما ناضل وجاهد وقاتل في سبيل تقدم واذدهار هذا الشعب ، أليس هذا النظام الذي يحاربونه ويسعون للقضاء عليه وتدمير البلد وتفتيت اللحمة الوطنية فيه هو من قدم لأبنائه المدارس والمشافي المجانية وعلمهم منذ الصغر وقدم لهم الكتب والأقلام فعلمهم حب الوطن وقائده وتمجيد رموزه وبطولاتهم في حرب تشرين وزرع في نفوسهم الأمل القادم بتحرير فلسطين واستعادة الجولان المغتصب ولواء اسكندرون وأن الجيش السوري هو درع الوطن وحامي الديار وأن الساحل وجبل العرب هم منبع للأحرار الذين وقفوا في وجه فرنسا والأستعمار .

ولكن.....
كل هذا العلم والتطمينات التي قدمها النظام لوجود النفط في أيدي أمينة لم تمنع الشعب في سوريا سوريا الأسد سوريا حافظ الأسد سوريا بشار الأسد كما علمونا من تقليد شعوب تونس وليبيا ومصر في الخروج في الساحات ورفع الأعلام والهتاف لما قالوا أنها الحرية التي مافتىء النظام يحذر منها وان هذه الحرية كذب غربي وماخطاب الغرب المتحرر إلا أعلام أعوج لم يرتقي لمستوى الإعلام السوري الفذ الذي أذهل العالم بمدى صدقه وموضوعيته وتجنبه الحياد في الاشكالات الحاصلة بين الشعب وحاكمه .


كل موجات التنبيه والتحذير لشيخ الأمة مفتي الديار أحمد بدر الدين حسون لم تستطع أن تضبط عقول الشباب بعد تناولهم وجبات سندويش الفلافل المليىء بحبوب الهلوسة المستوردة من قطر وتركيا فأعمت على قلوبهم وبصيرتهم فتحدو نظام الأسد وتحدو ملّة طهران وقوة حزب الله التي لاتقهر ولم يكتفوا بالحراك السلمي ضد هذه النظام بل حملوا السلاح بوجهه ووجهوا البنادق لتخريب البلد وقتل أخوانهم من الطائفة العلوية فلم يتركو للنظام مجالا لتركهم يخربون الديار فكان لابد من استخدام القوة بعد المحاولات لاسترضائهم وتلبية مطالبهم باءت جميعا بالفشل نتيجة التدخل الغربي والعربي المعادي لحكم الأسد وكل حاكم فذ أمثاله ،

وبعد تروي وطول انتظار وأخذ الفتاوى من حسون والبوطي والتي كان لابد منها لتجنب غضب الله ومخافة ارتكاب الذنوب بدأ الضرب بالنار والحديد لتخليص سوريا مما ألم عليها من كرب بعد أعوام طالت عم فيها الأم والسلم والأمان في ظل حماة الديار فبدأ الطيران الحربي في وقت متأخر باستخدام القوة بعد أن فشلت محاولات اسكات الأصوات المنادية بتخريب البلد بالمدفعية والصواريخ والاعتقال فكان لابد من خيار الطيران الحربي والمروحي وتجهيز البراميل التي تقصف المناطق الخارجة عن القانون فترعبهم علهم يعودو لحضن الوطن وتعود لسوريا الفرحة ويعم السلام في ظل حكم الأسد وواخوانه الساهرين على راحة الشعب ليل نهار .

وها هو طيران الوطن الذي دفعنا ثمنه من أرواحنا يحلق عاليا كالنسر وينقض على أعداء الوطن يقصفهم ويدمرهم تدميرا فيقتل الأطفال الذين حاولوا تخريب البلد وأمهاتهم اللواتي أرضعهن حليب البغض للوطن وقيادته وأبائهم وأجدادهم للتخلص من ذرياتهم التي اشبعت بنار العداء لهذا الوطن فكان لابد من القضاء عليهن ، وهاي هي البراميل تنهال على المندسين والمخربين في حلب وإدلب وحماة ودرعا ودمشق وريفها والقنيطرة وحمص الأبية والحسكة ودير الزور والرقة حاملة معها رسالة واضحة من الشعب السوري أن لامكان لمن يثور على حاكم البلاد بيننا .

هذا حال سوريا وهذا حال قصتنا ................ ولكننا ماضون حتى النهاية .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ