قصة ضريح داريا وضوء على التغلغل الإيراني في دمشق
قصة ضريح داريا وضوء على التغلغل الإيراني في دمشق
● مقالات رأي ٣١ أغسطس ٢٠١٦

قصة ضريح داريا وضوء على التغلغل الإيراني في دمشق

لطالما أحببت الصحافة الاستقصائية التي تسعى إلى نبش الحقائق التي تسقط بالتقادم ، ورغم أني تركتها منذ فترة طويلة، إلا أنني ما زلتُ أحن إليها..

وقد أثارتها لدي مؤخراً قصة مقام "سكينة بنت علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه
التي زعم أتباع حكومة الاحتلال أن لها مقاماً مهملاً في داريا، ولا بد من بنائه!
فقد قرأت التاريخ جيداً، ولم يسبق لي أن قرأت عن ابنة لسيدنا علي باسم سكينة!
فمن أين جاء مقام سكينة بنت علي إذن؟
بالعودة إلى جذور هذا الموضوع، بدأت تتكشف لدي خيوط القصة برمتها..
القصة لا تعدو كونها تأليفاً من أحد كبار مجرمي النظام الذين جمعوا المليارات
من المتاجرة بعقارات ريف دمشق ومختلف أنواع الفساد والإفساد،
ألا وهو "لص ريف دمشق" ومحافظ ريفها، المجرم علي زيود!
الذي سبق أن وصف الشيخ صالح العلي بأنه قاطع طريق!

ففي عام 2004، وأثناء عمليات شق الطرق في داريا، تعين مرور الطريق
بتكية قديمة كتلك الموجودة في كل قرية وبلدة، ويحترمها بعض عجائز داريا..
لم نستطع التحقق ممن بدأ بالفكرة: المخابرات الإيرانية أم علي زيود نفسه
ولكن الشيء المؤكد أن علي زيود قبض مبلغاً هائلاً من المال لحبك قصة جديدة،
فأمر المهندسين بتلافي هدم التكية على أساس أنها مقام للسيدة المجهوة التي لم يسمع بها المؤرخون!
وبناء على ذلك سارعت إيران إلى تعيين وصي على المقام هو "آية الله السيد أحمد الواحدي"،
الذي بدأ بالفعل بجمع التبرعات لإعادة بناء المقام وتأليف تاريخ جديد لهذه الشخصية!
وقد ترافق ذلك عام 2005 بتضاعف النشاط الإيراني المحموم لنشر التشيع في دمشق وما حولها
وتأسيس ما يسمى (درع النجمة المحمدية) والمقصود بها السيدة زينب ابنة الإمام علي كرم الله وجهه!
والذي ترافق مع مهرجان سنوي تحشد له المخابرات الإيرانية في دمشق، وتجمع كافة الشخصيات الدينية
وتقوم بتكريم الشخصيات المختلفة التي تداهن وتقبل مثل هذا الغسيل الدماغي للسوريين.
وقد حرصت إيران على تقديم درع النجمة المحمدية إلى وزراء الثقافة في نظام الأسد..
حيث نال الدرع الدكتور محمود السيد عام 2005، ورياض نعسان آغا!!! عام 2006
بالإضافة طبعاً للعديد من الشخصيات الدينية والمذهبية الأخرى، ومنها السيد محمد حبش!
وفي عام 2008، سُلم الدرع إلى البائع الأكبر للوطن، بشار الأسد، وتسلمه نيابة عنه الدكتور الآغا أيضاً!
وساهم في تلك المهرجانات السنوية (ونال جوائزها) العشرات من رجال الدين من مختلف الطوائف
ومن "الشعراء" والكتاب القابلين بالمشاركة في هذه الحملة التبشيرية الشريرة (وقوائمهم موجودة)!

بمثل هذه الخلفية يمكن تفسير استقتال إيران في دفاعها عمن اشترت منه تاريخ دمشق وعروبتها
مقابل المال الحرام، والحماية من الشعب وثورته عندما يحتاج النظام للحماية!!

الصور: مهرجان (درع النجمة المحمدية) - الدكتور رياض نعسان آغا يستلم الدرع نيابة عن الأسد - وآية الله السيد أحمد الواحدي

الكاتب: نبيل البرادعي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ