عذراً أيها “البغدادي” فقد طعنت إسلامنا ورفعت “إرهابهم”
قد لاتصل رسالتي هذه فهي ستتوه في غبار المعارك التي تولدت بفضل قدومكم المبجل، و إعلانكم المزلزل للكفرة، أعداء إسلامك الخاص، فلا بأس من كتابتها حتى لو قرأتها وحدي و اعتبرتها من ضمن أرشيفي الأحمر، الذي بفضلكم و مساندتكم بات أشد حمرة و أكثر عداءً.
يخيل لي في هذه اللحظات حجم مشاعرك و أنت تتابع تآكل مملكتك، وكيف تفكر بإيجاد طريق جديد نحو “روما”، و أي درب ستسلك هذه المرة، هل سيكون باتجاه مارع أو وجدت في القلمون طريقك، و إلى حد تملك أوراق تمكنك من تغيير مسارك.
أفكر منذ عام ٢٠١٤ كيف نجحت في ما حققته ، هل كنت على حق أم الحق كان من أعدائك، حبذا لو تشرح لي كيف أسست لإمبراطورية مالية و إدارية و أمنية ، كيف لم تستطع أن تجد أي خطة بديلة لإنقاذ نفسك و حلمك مما هو عليه ، و أين هو ذلك المارد الذي لطالما “ولدينا المزيد مما يسوم الرافضة و المرتدين سوء العذاب”.
لا أخفي هذا الأمر بتاتاً ، كنت من بين المعجبين بإمبراطوريتك ، ومن بين الذين يدافع عنها بشيء من الصلافة و العنجهة بأن “افعلوا ما فعله البغدادي”، وكنت من أشد المتابعين لإصداراتكم المباركة لحظة بلحظة ، تارة لفرض عملي علّي ذلك، و تارة شغفاً بنوعية التراجيديا التي تحملها ، و أخريات و هن كثر بأنها “شفاء للصدور”، و لكن خفت نجمهم كنتيجة طبيعية للاعتياد ، وأنت أعرف بالنفس البشرية السيئة التي تكره النمط ذاته.
الخليفة “البغدادي” أتساءل اليوم عن “دابق” و لواء “عمر “ المدرع ، الذي بهرتنا به خلال استعراضه لقوته و رجالاته الذين كانوا عبارة عن أساطير نحلم بهم نحن كمسلمين بخلاف الغربيين الباحثين عن سوبر مان أو هالك ، أين هم و ها هي دابق تخرج من يديك دون أي مقاومة تذكر ، أبحث عن مبرر و أبدأ بعَد الرايات التي اجتمعت هل بلغت الثمانين أم المئة حتى تتحقق المقولة الخاصة بها لتكون “دابق” مكسر العالم و تحالفات الكفر ، و تظهر هناك كخليفة ليس على قطع من بلدين ، و إنما للعالم بأسره.
حضرة الخليفة المبجل في خضم الأبحاث و العد ، أفكر أي بلد غير من بلادنا قد دمرت و حرقت و نهبت و شرد أهلها في أصقاع الأرض، حيث لوحق اتباعك ليقضى عليهم جسدياً أو معنوياً، فيا خليفة المسلمين : هل أنت خليفة لحماية المسلمين أم لتدميرهم.
بالفعل فعلت أيها البغدادي بـ”إسلامنا” مالم يفعله كل شريدي العالم و اللاهثين لقتلنا و إنهائنا، فمبارك إنجازك ، ومبارك عليك هذا التاريخ الذي صنعته.