
روسيا تحتفظ بهامش الوقت المتبقي و تسرع خطة الدستور الجديد في سوريا مع امريكا
بعد عشرة أيام من اجتماع وفدي المعارضة السورية و النظام السوري , في جنيف , بشكل انفرادي مع المبعوث الاممي إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا" , و انتهاء جولة جديدة من جولات المفاوضات , رُحلت الجولة القادمة لأجل ليس ببعيد , وعادت الكرة الى الملعب الامريكي - الروسي , بعد ان أدرك الجميع استحالت الحل السوري - السوري ٫ الذي يمثل ضرب من ضروب الخيال , و أن النظام السوري لن يساوم على بقاء الأسد والوصول الى حكم انتقالي
سارع وزير الخارجية الامريكي "جون كيري" , لزيارة موسكو , يوم امس , و اجتمع بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" , ليبحثا في القضية السورية , و كانت ثمار اجتماع الطرفان , على مدى أربع ساعات , توصلهما لضرورة إعداد مشروع دستور جديد في سوريا بحلول شهر أغسطس/آب المقبل , دون ان يتضح ما اتفق الطرفان حول مصير الأسد , الذي بقي "غامضاً" , و لم يعبر كيري ما توصل له مع الطرف الروسي بشأن الاسد الا بجملة واحدة حين قال "اتفقنا على انه يتعين على الأسد أن يفعل ما يلزم" , و ان ينخرط في عملية السلام.
في الوقت الذي اكد فيه دي ميستورا أن المباحثات تم تأجيلها إلى الفترة الواقعة ما بين 9 و 11 من نيسان / أبريل القادم , و شدد على ان مسألة المعتقلين لها اولوية في المباحثات , اضافة لرفع الحصار , بعد ان طالب وفد النظام تأجيل المفاوضات الى ما بعد انتخابات مجلس الشعب الذي من المقرر أن يكون في 13 نيسان , و لكن دي ميستورا لم يبالي بتبريرات وفد النظام , وقال أن "الانتخابات الوحيدة التي سيعتد بها هي التي يشملها قرار مجلس الأمن
و يشكل تحديد موعد لاطلاق الدستور الجديد بحد ذاته , توافقاً أميركياً ـ روسياً , على الذهاب بسرعة الى الانتخابات , دون ان تحدد طبيعتها رئاسية أو برلمانية , لكن تحديد منتصف آب موعدا للدستور الجديد يضع حكماً الانتخابات في مطلع العام 2018، وفق البند الرابع من القرار 2254، الذي يضع الانتخابات السورية، تحت إشراف أممي بعد 18 شهراً من كتابة الدستور الجديد.
و ادرك الروس , اخيراً أنه ينبغي عليهم ان يحلوا كل القضايا في سوريا , قبل انقضاء حزيران المقبل , وتشكيل حكومة سورية جديدة , للاحتفاظ بهامش من الوقت مما تبقى من عمر الإدارة الحالية , و معرفة ترتيب أوراقه في سوريا قبل موعد الانتخابات المحدد وفق الامم المتحدة
و تشير مصادر ديبلوماسية إن الجولة المقبلة ستشهد تبديلاً كبيراً في وفد الهيئة العليا للمفاوضات, وتواردت انباء لم تتأكد بعد عن وجود نية لإقالة رئيس الوفد "أسعد الزعبي" , و كبير المفاوضين "محمد علوش" , كذلك جورج صبرا , فضلا عن التفاهم على إشراك الأكراد في الجولة المقبلة ٫ الأمر الذي ينذر بأن ناقوس الاجتماع القادم قد يقرع في آذان الشعب السوري قريباً , و يبدو انه سيكون اجتماعاً وفد معارض بمباركة امريكية و امتياز روسي .