رقم “٢٦” و المحتوى “طفل” .. هذا ما تبقى منّا بعد أن مُزقنا….
رقم “٢٦” و المحتوى “طفل” .. هذا ما تبقى منّا بعد أن مُزقنا….
● مقالات رأي ١٧ أغسطس ٢٠١٦

رقم “٢٦” و المحتوى “طفل” .. هذا ما تبقى منّا بعد أن مُزقنا….

قد لا يكون المشهد الأول ، ومن الواضح أنه لن يكون الأخير ، و لكن هل يجب علينا الاعتياد و تقبل أن نكون عبارة عن أرقام تكتب على الأكفان يرفقها وصف لفئتنا العمرية ، ويضيع الاسم و الكنية ..!؟

قد لا يكون مشهد استثنائي أو غريب ، على الشعب السوري ، و لكنه ليس مفروض علينا أن ننظر إليه على أنه شيء حدث و انتهى ، مجزرة افتعلها القتلة و جفت دمائها المادية و دخلت الأرشيف القمئ، بل هي حالة تغرس في أحشائنا و تنمي حقد متضطرد و متزايد، لن يكون اطفاءه إلا من خلال ابادة الذرية بأكمالها، و قلب الأرض التي شهدت هذا الأمر ، حتى يكون هناك بصيص أمل أن أحدا ما في زمان ما يستطيع العيش على أرض شهدت ابادة أهلها، بهذه الطريقة المذلة.

اليوم الصراع الذي اتخذ منحى تكسير الرؤوس، بين القوى العالمية الكبيرة منها و الصغيرة وحتى الناشئة، بتكاليف بسيطة دون أي خسائر تذكر على أرضهم أو شعوبهم أو تمس الحاضر الذي يصنع التاريخ في المستقبل.

تتوعد الدول بعضها على المنابر المتباعدة ، وتلتقي بسلامات حامية ووعود بالتوافق و السعي للوصول إلى حل ، في حين يكون العسكر يمارسون الهواية الوحيدة التي يتقنون ، ألا وهي القتل، و لكن القتل الذي يسير وفق منحى متعاظم من القذارة، بحيث تكون جثة القتيل متواجدة أو الجزء الأكبر منها موجود، هو حلم يصعب المنال.

اليوم المشاهد الآتية من المجازر التي تجتاح سوريا ، و تحديداً حلب و ادلب، لايمكن لوصف مجزرة أن يحتوي أو يغطي جزء من حجم الفظاعة ، فلا أجساد كاملة ، ولاهويات معروفة ، و لا أحد يبحث عن الجثامين أو يطالب بها ، فهنا الابادة تتم لعوائل بأكملها، فلا صريخ بعدها ولا عويل ، فالموت يصيب الجميع بالسبات .

تنقل الجثامين إلى أشباه المشافي ، و تكفن على عجل و يكتب على غلافها رقم غبي ، و اشارة لكل ما يمكن الحصول عليه ، جنس أو عمر في الغالب و في أحسن الأحوال اسم يتم الاستحصال عليه من ناج من فك الموت، شاء القدر أن يبقى حياً ليقدم خدمة أخيرة للشهيد، بأن يُكتب اسمه على كيس الدفن.

لايمكن الحديث بعنجهة أمام موت من هذا النوع ، فهنا الواقع يفرض نفسه  بأن نسمي الأمور بمسمياتها، فهم يسعون لاذلالنا حتى في طريقة الموت، ، ليكون طموحنا فيما تبقى من حياتنا بأن تكون النهاية أقرب .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ