ربيع “الانفصاليين الأكراد” يصطدم بـ"درع الفرات" ويكشف زيف الحلم
تتسارع وتيرة الأحداث العسكرية في الريف الشرقي لحلب، لاسيما بعد تقدم قوات "قسد" في منطقة منبج وتمكنها من السيطرة على المدينة، بدعم جوي كبير من التحالف الدولي الغربي، لتبدأ قواتها بعمليات الزحف غربي نهر الفرات في سعيها للسيطرة على مدينتي جرابلس والباب، الأمر الذي لاقي معارضة تركية كبيرة، خصوصاً أنها تدرك نية "قسد" في تحقيق مشروعها الانفصالي على الحدود التركية.
وقد عملت تركيا بعد سيطرة "قسد" على مدينة منبج على التحرك على عدة أصعدة دولية، لكسب تأييد دولي لعملية عسكرية تهدف لتأمين حدودها يكون الجيش السوري الحر المكون المعتدل بنظر الجميع، رأس الحربة لمحاربة تنظيم الدولة وتوسع "قسد" في المنطقة الشرقية لحلب، على أن يحظى بدعم تركي كبير على الأرض.
وبدأت فصائل عدة من الجيش السوري الحر وبدعم تركي الأمس، عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف السيطرة على مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، على الحدود السورية التركية، والخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، وذلك بعد تحضيرات استمرت لأسابيع عديدة، تمكنت خلال ساعات قليلة وبعد تمهيد مدفعي وجوي لأيام من السيطرة على المدينة بشكل كامل، والتوسع جنوباً حتى للسيطرة على قريتي الجامل والعمارنة، حيث بات الثوار وجهاً لوجه مع قوات "قسد" في المنطقة، والتي فوجئت بالتقدم السريع للثوار في المنطقة.
وحسب محللين فإن الأيام القادمة ستشهد تحولات عسكرية كبيرة في الخارطة العسكرية على الأرض، لاسيما مع ارسال تعزيزات تركية إضافة إلى جرابلس، وبدء قوات "قسد" بالتراجع إلى شرقي نهر الفرات حسب ما أعلن الناطق باسم التحالف الدولي، تزامناً مع تصريحات عديدة لقادة الجيش الحر في جرابلس عن نيتهم التقدم باتجاه الباب والتوسع غرباً حتى إعزاز بريف حلب الشمالي.
وينظر البعض إلى أن ربيع "قسد" في المنطقة قد انتهى وأن عملية "درع الفرات" جاءت لكبح جماح هذه القوات التي كادت أن تحقق مشروعها الانفصالي لو تأخرت هذه العلمية، وبالتالي قد تشهد تراجعات كبيرة عن مناطق عدة لاسيما العربية منها في تل أبيض ومنبج وريف الرقة، لتعود لحجمها الطبيعي في مناطق وجودها الأساسية في الحسكة وعين العرب وعفرين، مع التنبؤ باقتراب حدوث انشقاقات كبيرة في صفوف "قسد" لاسيما من المكونات العربية والتركمانية التي أجبرت على الانضمام لهذه القوات في وقت سابق، دون اي يكون لديها أي خيار ثاني.
ووسط تسارع الأحداث وتغير المواقف الدولية، بات من الضروري اليوم أن يعلم الأكراد الانفصاليين منهمـ أنهم وطوال عقود عديدة في التاريخ، كانوا أداة لتنفيذ مشاريع الغير، وبالنهاية تنقلب أطماعهم التوسعية والانفصالية عليهم، ليكونوا هم الخاسر الوحيد، لذلك لابد من مراجعة حساباتهم والعودة لرشدهم، والنظر في موقفهم من الثورة والنظام، وإعلانه بشكل واضح، حتى ينعم المكون الكردي الذي لاقى الويلات بشيىء من الحرية كغيريه من مكونات الشعب السوري الثائر ضد الظلم والاستبداد.