#حقيقة_تيار _الجربا
#حقيقة_تيار _الجربا
● مقالات رأي ١٧ مارس ٢٠١٦

#حقيقة_تيار _الجربا

لا بد أن نوضح مجموعة حقائق للقارئ الكريم والشعب المعذب الذي تاه في بحر التنظيمات الغريبة العجيبة التي تبدأ من الفنادق والباحثة فقط عن مصادر الرزق على حساب قضيته التي دفع ما دفع من أجلها ، وعانى ما عانى من أجساد التمثيل الكاذب والانتهازي والتي أوصلت قضيته للقبول بتوصيات فيينا وخوض حوار مع وفد النظام لتشكيل حكومة وحدة وطنية معه ... ووو وصولا للترحيب بالغزو الروسي البائد ومشاركة تيارات انفصالية حملت السلاح لجانب النظام .

ولا بد من تبديد الوهم الذي أحاط اطلاق التيار والذي تعمد الإيهام بوجود مشروع وبرنامج دولي اعتمد هذا التيار وتبناه ، ... من مشاركة عربيةلأن حقيقة هذا الاجتماع هو السعي للحصول على مصادر تمويل وتقاسمها ، فكل ما يفيد في إظهار القوة سيفيد في رفع مبالغ الدعم المتوقع ، وفي حصة كل مشارك في هكذا مشاريع ليس لها هدف آخر غير الأهداف الشخصية والمصالح الضيقة بغض النظر عن انعدام مؤهلات وامكانيات وشرعية مطلقيها، وكان من الطبيعي أن يجابه هذا الاعلان برفض عفوي شعبي غير منظم من ناشطين وسياسين من مختلف الفئات نظرا لمعرفة الشعب السوري بسيرة وسلوك هذه الشخصيات وتجربته معهم في الثورة وطريقة صعودهم وفسادهم المالي والاداري عندما كانوا في أعلى قياداتها الافتراضية.

وفي خضم الحالة الشعبية السورية المستنكرة لإعلان ماسمي بتيار الغد السوري لصاحبه رئيس الإئتلاف الوطني الأسبق أحمد الجربا، ظهرت بضعة أصوات لبنانية تحاول التسويق لتلميع هذا التيار وتبييض صفحة رئيسه كان من أغربها مقال لصحفي لبناني أطلق ولسبب مجهول على نفسه رمز ( ف خ ) ونشره أحد المواقع اللبنانية، وترافق هذا المقال مع تغريدات لحسابات لبنانية معظمها وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي كان ظاهراً جهلها الكامل بخصوصية هذا الموضوع، وحاولت بشكل يائس وسافر وفج إقناع السوريين بأن هذا التيار ورئيسه هو أملهم الوحيد بالديمقراطية والحريّة تحت رمز #حقيقة_تيار _الجربا بطريقة هزلية مستخفة بعقول السوريين وكأن الشعب السوري لم يعرفه حتى الآن ، وكأن كوادر وطاقات الشعب السوري قد نضبت ولم يعد هناك أمل لهم الا هو كقائد ملهم مخلص. لكي يجرب المجرب ويعيد تدوير الفضلات السياسية في تيارات جديدة تتزعمه وتقوده نحو التهلكة ...

أغرب ما ورد في المقال المذكور والذي أعتقد أن صاحبه الصحفي اللبناني فارس خشّان والذي كان حاضراً لإجتماع التيار في القاهرة تبنيه لنظرية المؤامرة حول كل العاصفة العفوية التي أثارها اعلان هذا التيار نتيجة لمعرفة السوريين الكبيرة بشخص رئيسه وتاريخه وعدم أهليته، والأغرب هو الضرب بعرض الحائط بالمعارضين السوريين ومكانتهم لدى السوريين باتهامهم بتنفيذ أمر عمليات مدار من قبل جهات مفترضة ، في سابقة تذكرنا تماماً بخطاب نظام بشار الأسد التخويني ونظرياته السخيفة حول المجسمات والمظاهرات المأجورة والمفبركة والدور القطري الاخواني والمؤامرات الكونية، وتناسى الكاتب ف خ أن من هؤلاء المعارضين الذين انتقدوا التيار الافتراضي بشكل علني أسماء مثل الدكتور فيصل القاسم والاعلامي هادي العبدالله والمعارض برهان غليون والصحفي صبحي الحديدي والعقيد رياض الأسعد والعميد أحمد رحال والسيدة رنا قباني ناهيك عن المئات من الناشطين والناشطات السوريين من مختلف المشارب السياسية والفكرية والذين لم يتخفوا خلف أسماء وهمية، ومن غير المقبول أن تصل الجرأة بمن يكتب هذا المقال باتهامهم بالتآمر إرضاءً لمن يحاول تلميعه.

وفي تطابق غريب أيضاً مع آلية عمل إعلام النظام من حيث حقيقة من يحاول تبييض صورته وطريقة التلميع الهزلية حاول كاتب المقال والحسابات الافتراضية اللبنانية التي أطلقت هذه الحملة الفاشلة تسويق الجربا على أنه رمز الاعتدال في الثورة السورية ولا أحد سواه متناسين أن شعباً وثورةً وتضحيةً بهذا الحجم بالتأكيد تمتلك طاقات جبارة وقادرة على إيصال قيادات حقيقية تعبر بسوريا (التي لم يكن يوماً شعبها بأكمله الا شعباً معتدلاً) إلى بر الآمان والسلام عبر اسقاط نظام الأسد المجرم وكل الطحالب والطفيليات السياسية والعسكرية التي ظهرت طول فترة المأساة السورية التي طالت بسببهم .

وبالعودة لموضوع التيار ورئيسه وبغض النظر عن ماورد في كلمته وحضور مؤتمره الذي غاب عن تشكيلته أو حتى الحضور البروتوكولي أي معارض سوري معروف، فالسوريون أيها السادة ليسوا بحاجة إلى أوصياء ليعرفوهم على أشخاص خبروهم وخبروا تصرفاتهم خلال خمس سنوات من عمر الثورة، خاصة بعد كل ماشاب تاريخها من فسادٍ وإفساد وتزوير ، بدءا من كذبة الاعتقال السياسي التي لم يعرف بها أو به أحد من آلاف المعتقلين السياسيين ، ووصولاً حتى إلى شهاداته الدراسية، مرورا بحساباته البنكية وثرواته التي تراكمت في أكثر من بنك ومكان ... وليسوا بحاجة بكل تأكيد إلى أي شرح عن مشاريع هؤلاء ومدى استعدادهم لتبديل المواقف والتنازل مقابل مكتسبات شخصية ، حتى ولو كانت على حساب وحدة الأراضي السورية وتحالفات ومديح بقوى معادية لتطلعات الشعب السوري ، لا بل مشاركة في الحرب عليه كالحكومة الروسية والميليشيات الانفصالية، ولايحتاج السوريون الاستماع لخطاب فلان أو قراءة بيان علتان ، بل يكفيهم العودة الى ذاكرتهم القريبة ليتذكروا أفعال هذا الشخص أثناء رئاسته للائتلاف وماسبقها وتلاها أو البحث في أرشيف رئيس هذا التيار ليجدوا عشرات التصريحات والموجودة بالصوت والصورة على الشبكة العنكبوتية والتي يوضح بها موقفه من النظام الروسي ومحاولاته ركوب موجة المشاريع الانفصالية وخصوصاً بعد رفع المملكة العربية السعودية الغطاء عن رئيس هذا التيار بشكل واضح ومباشر خلال مؤتمر الرياض ، والذي أوهم به الناس طويلا .

وختاماً نقول للكاتب المتحفي ف خ ولأصحاب الحسابات الالكترونية الشقيقة التي تدخلت وبشكل سافر في هذا الشأن السوري الصرف والتي نعتقد أنها أكملت ما كان ينقص رئيس هذا التيار من مشاعر سلبية لدى السوريين من خلال توصيفه على أنه الأمل والقائد الملهم ورمز الديمقراطية والتقدم الأوحد في بلادنا، لأنه من حق السوريين أن يبدوا رأيهم دون أن يخونهم أحد ، وخصوصاً بشخص خبروا ثقافته الثقافية وطلته البهية وشفافيته المالية وخبراته العلمية والعملية والإدارية لسنوات، ومن حقهم أن يرفضوا أشخاصاً يسعون لفرض دورً لهم في مستقبل وطنهم بأساليب ملتوية وبمشاريع شخصية يعتريها كل أنواع الفساد دون أن تفرضوا أنفسكم أوصياء عليهم، ومن حقكم أيضاً أن يكون لكم غايات شخصية من محاولات الرياء والتلميع لأي كان ومهما كان سيئاً ، فهذا هو سوق النصب والارتزاق السياسي العربي ... لكن وبالحد الأدنى تحلوا ببعض اللباقة والاحترام لحقوق غيركم في إبداء رأيه في قضايا وطنه ، التي يدفع ثمنها من دماء خيرة شبابه ، أي غد تعدوننا به إذا كان هذا هو أمسكم ... لا أمس من عمر الزمان ، ولا غد ... فمعبودكم وغايتكم معروف للجميع ، وكل ما تبقى هي بضاعة للتجارة .

الكاتب: كمال اللبواني
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ