حتى الأمم المتحدة تقرر كفريا و الفوعة قبل مضايا !؟
حتى الأمم المتحدة تقرر كفريا و الفوعة قبل مضايا !؟
● مقالات رأي ٧ يناير ٢٠١٦

حتى الأمم المتحدة تقرر كفريا و الفوعة قبل مضايا !؟

 

مئتي يوم من الموت المؤلم جداً ، والبطيئ جداً ، والصامت جداً ، انتهت ببيان عبارة عن عشرين سطراً حمل ترهات أممية ، بمشاعر خلبية ، لتختمه بجملة "أن النظام وافق على ادخال المساعدات" لمن تبقى فيه رمق داخل مضايا ، لكن بشرط أن يكون هناك مسساعدات أكبر لكفريا والفوعه الشيعيتان ، لينتصر حزب الله بمساعدة الأمم المتحدة ، التي وقفت صامتة بخبث طيلة ٢٠٠ يوم ، لتصل لهذه النتيجة .

مئتي يوم كان العالم بأثره بحكوماته ونظمه ومؤسساته صامتاً أمام الموت جوعا في مضايا ، لم يكن جاهلا أو غير عالما بما يحدث وبأدق التفاصيل ، لكنه شريك ذكي وفي نفس الوقت ( حقير ) في قتل فئة معينة من الشعب السوري للتتحول هذه الفئة إلى أقلية ويتم توليد أقلية لتتحول إلى أكثرية ولو كانت بزراعة أعضاء خارجية.

في مضايا عرب سنة رفضوا التشيع ، رفضوا أن يحكمهم الشيعة ، فواجه الموت قصفاً و ذبحاً و قنصاً ، و آخيراً حصاراً و جوعاً و برداً ، فاشترك العالم ضدهم ، حاصرهم حزب الله على الأرض ، و صم العالم آذانه ، لتحقيق رغبة القتلة ، ويتم ايصال مزيداً من الطعام و الشراب لمن يقطنون في كفريا و الفوعة ، مقابل فتات المساعدات سيتوجه إلى مضايا ليمنح سكانها فرصة قصيرة للفكاك من براثن الموت ، فيما ستكون مساعدات القريتين الشعيتين ، ليزداد سكانها قوة و تجذر في الأرض .

طوال السنوات الماضية لم نسمع عن وجوع مجاعة أو موت أي شخص في تلك القريتين بأي طريقة من الطرق التي يموت فيها السنة العرب في أي مكان محاصر في سوريا عموماًِ و في مضايا و بقين على وجه الخصوص ، فالمساعدات تصلهم عن طريق الجو بالحوامات، ويساهم أرزال الأرض بتهريب المزيد، و وتأتي الأمم المتحدة لتقدم لهم ما يناسب صحتهم .

في حين أن مضايا و الزبداني يحاصرون براً و جواً و يضغط عليهم ليستنفذوا مداخراتهم كاملاً ، وويصلون إلى مرحلة تسليم أسلحتهم تحت ضغط الجوع ، و أخيراً يتركوا ليموتوا بألم شديد ، و لكنه صامت ، فلا طاقة لإطلاق أي "آه"، وحتى عندما يتم ايصال مساعدات لهم ، يتم ايصالها فاسدة منتهية الصالحية ، ليتذوق الموت سماً ، فلا يجوز أن يكون هناك موت غير مجرب ، فأنت في أرض سكانها باتوا أقلية ، والعالم سعيد بتكثير تلك الأقلية الغريبة .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ