جيش الإسلام الهدف القادم لـ "داعش"
جيش الإسلام الهدف القادم لـ "داعش"
● مقالات رأي ١٩ مايو ٢٠١٥

جيش الإسلام الهدف القادم لـ "داعش"

من المفترض وفق لتعليمات البغدادي أن يكون الهدف القادم لداعش هو بغداد و من ثم النجف ، هذا من جهة العراق ، و إن صدقت الأوامر فإن في سوريا هناك أمور ينتظر أن تحدث خصوصاً في حلب و الرقة ، و دائماً مع "الخليفة" إن حدث ما أمر به في دمشق فإن الكارثة ستحدث و هناك أمر جلل سيضرب الثوار هناك.

فخلال الأيام القليلة الماضية و التي تلت كلمة البغدادي شهدنا تحرك كبير لداعش داخل الأراضي السورية ، سيطرة على مصادر الطاقة في تدمر "محطتي غاز" ، تقدم في حلب و اشتباك قرب المدينة الصناعية في المدينة، و خسائر و تراجعات لداعش في الريف في هجوم للثوار ، الذي يأتي قبيل إنطلاق معركة حلب التي يتم التحضير لها.

هذا حدث بالفعل ، و لكن وفقاً للبغدادي و أوامره بـ"الكر" في دمشق ، فهنا تكمن القضية ، فمناطق الإشتباك المباشر بين داعش مع قوات الأسد هي نائمة تماماً ، لا يبدو أن هناك نية لإيقاظها ، فوفقاً للتمهيد الذي يقوده مناصروا التنظيم على مواقع التواصل الإجتماعي يبدو أن الهدف القادم سيكون ثوار دمشق ، و إن يتم التركيز على "جيش الإسلام" ، من خلال حملة تشويه و سرد روايات ، لسنا بوارد ضحدها أو الدفاع عن احد ، و لكن هذا التمهيد يحول الأنظار عن الهدف المركزي للثورة ألا و هو الأسد و قواته ، و يكون على الثوار مواجهة الأسد و داعش سويتاً في رقعة جغرافية ضيقة و خطرة و غاية في الأهمية للجميع و هي مفتاح الحل لكل آلام الشعب السوري.

"خلو بيننا و بين النصيرية" هي ما تحمله داعش كمبرر لكل ما يقول به ، و يضعه دائماً كغطاء على أفعاله و هجومه المستمر على الثوار بكافة أطيافهم و إنتمائاتهم .

اليوم أوامر البغدادي تنذر بشيء ما سلبي سيحدث ، و انتقاله لمرحلة "وتتمدد" تشعر بأن الهدف القادم سيكون إقصاء من يعول كثيرين عليه في إنهاء الألم السوري .

بعيداً عن سوريا ، ففي العراق ما يجري أمر آخر ، فأوامر البغدادي بعد الأنبار بغداد و من ثم النجف ، و لكن الهجوم على الأنبار و التوقف عندها ، و استجلاب مليشيات الحشد الشيعية و ايران إلى المناطق المحاذية للسعودية ، ينذر بخطة بأن الهدف القادم السعودية ، و وضع ايران على الحدود المباشرة معها ، فهل قصد البغدادي من تهديداته هذا الأمر أم سينفذ وعوده بالوصول إلى مراقد الشيعة في النجف ؟

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ