توحدهم البيانات والمعارك و تفرقهم الأسماء .. #اتحدوا_أو_انصرفوا
توحدهم البيانات والمعارك و تفرقهم الأسماء .. #اتحدوا_أو_انصرفوا
● مقالات رأي ١٩ فبراير ٢٠١٦

توحدهم البيانات والمعارك و تفرقهم الأسماء .. #اتحدوا_أو_انصرفوا

أرقب بيانات الشجب أو التنديد أو حتى الاحتجاج و كذلك التوعد ، لاجد أكثر من ٣٠ تشكيل عسكري موقعين عليه بصيغة تشي للاتفاق الفكري الكبير بينهم و التوحد في الهدف و الوسيلة ، و لكن هذا الاتفاق لايعني أن الاسماء العديدة و الكثير ة تصل لمسمى واحد ، تنصهر أجساد مقاتلينهم مع بعض في ذات المكان و تجتمع الدماء في ذات الأرض ، و يختلف القادة على الرئاسة و القيادة و تتوه الآراء الهامشية لتبتعد عن اللب .


في مسيرة الثورة السورية الطويلة و التي تم مواجهتها بأعتى الأسلحة الدموية و أقذر التكتيكات السياسية ، افتقدنا لروح الاتفاق و التوحد الذي دفعنا ثمنه غالياً ، هذا الغلاء لا يقدر بثمن ملموس فكل ملموس معوض ، في حين تم الدفع بأثمان لاتعوض .


اليوم حركة التوحد الخجولة الملفوفة بأفكار الانتقام من هذا أو ذلك ، أو الدخول في صراعات جانبية تشغلنا عم الأهداف المركزية ، و حتى الأهداف المركزية باتت مثال خلاف ، و البوصلة ضاعت بين الجميع ، و لكن الصراع على الزعامة وحده الذي بقي حاضراً و مسيطراً ، يكاد يكون الهاجس الأهم حتى من الانتصار على النظام وايلام مسانديه و افشال مخططات الموت التي تستهدف الجميع .


لامكان اليوم للعيدان المنفردة أو الجهود المشتتة و نحن نشهد حالة من الخسارات الكبيرة على مختلف الجبهات ، و نسقط في ذات المطب الذي نحن فيه منذ سنوات ، وننتظر أن يهاجمنا النظام و مسانديه لنصده بأسلحتنا البسيطة ، أي في كل ماخسارناه كانت المعركة ليست باختيارنا أو بتحديد مننا و إنما بتحديد العدو في المكان والزمان المناسبان له ، من ريف حلب الشمالي إلى الجنوبي و الساحل و الجنوب ، لم نختر المعركة على الأقل زمانياً بل كنا منتظرين أن يطلقها العدو .


السؤال الذي يطرح بشكل متواصل من قبل الشعب المكلوم : مالذي يمنع من التوحد أو على الاتفاق على الانداماج الوقتي ؟
سؤال قد يبدو ساذجاً و لكن الاجابة عليه في غاية التعقيد ، سيما مع وجود عدد من الرؤوس التي ملئتها حب السلطة و السطوة ، واكتفت بالقدر الذي حصلت عليه من توحد أو صهد الجهود في مرحلة ما و لم يعد يعنيها شيء آخر .


اليوم لم يعد خافياً ما يخطط و ما يحدث و أين تتجه الأمور ، و رغم ذلك الجميع يصم الآذان و يواصل سعيه في تكبير الأنا الخاصة به ، و يدعو من منطق متعال بأن "لدينا جاهزية للتوحد .. فمن يرغب فليأتي" ومستعد أن يحارب بأقسى مايملك ليواجه تشكيل اعتدى أو فكر الاقتراب من عرينه ، عرين لايملك فيه الحق بالأصل .


لابأس فليحافظ كل منهم على بضع الطلقات التي يملك ، وليحضر نفسه للدفاع عن منطقته ، لاداعٍ للتفكير في تغير وجهة المعركة أو ضرب العدو في مكان من اختياركم أو على الأقل بتوقيتكم .

ولكن يبدو أن شعار ما أتينا إلا نصرة للدين و المظلومين كذلك الشعار الذي رددناه لخمسين عاماً و ذبحنا به خلالها و لازلنا نذبح و لكن بتغير بعض المصطلحات .

هذا الحال لايشمل القطاع المسلح ، و إنما يشمل كل شيء حتي الشيوخ يختلفون و يتقاذفون و حتى السياسيين و المعنيين بالشأن الانساني و الاعلاميين ، ويبدو أن الحل الوحيد أن يرحل الجميع فالرحيل هو الأقرب من التوحد في ظل الشرذمة التي لايمكن لدين أو عقل أو وضع أن يجد تفسيراً لها.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ