
توافق روسي أمريكي لعودة "داعش" للواجهة عبر المجازر و التذكير بالماضي
في الوقت الذي نشهد فيه تراجعاً ملحوظاً في حركة داعش سواء على الصعيد المحلي ( السوري – العراقي) أم على الصعيد العالمي مع هدوء في العمليات التي تستهدف الدول البعيدة ، بدأت كل من روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية ، بتقديم كل الامكانيات التي تساهم في تمهيد الطريق أمام داعش للعودة به من جديد إلى الواجهة ، احياءً لـ "الوهم" و تذكير العالم أن العدو في المنطقة و العالم هو "داعش" و كل ماعداه عبارة عن ثغاء لا يؤذي.
وقال تقرير لمنظمة "الرقة تذبح بصمت" أن هناك نشاط كبير يقوم به شرعيو داعش في دير الزور و الرقة بغية ضم المزيد من المقاتلين إلى صفوف التنظيم ، هذه الجهود التي تلقى تجاوباً جيداً من عامة الشعب الذي آثر في السابق عدم الاشتراك معهم ، و لكن مع عِظم الحملة الروسية و ارتكابها لمجازر أقل ما توصف بأنها "مروعة" ، خلفت قرابة ٢٠٠ شهيد مدني خلال يومين فقط ، يعد مبرراً كافياً و حجة لاتقبل الضحد ، بأن الحرب هي حرب شاملة على كل ماهو موجود على الأرض و ليست داعش وحدها المستهدف ، ولذلك لن يكون هناك خيارات متوافرة أمام المتواجدين هناك ، إما التسلح و القتال أو القتل بشكل أعزل.
هذه الهجمة التي أطلقتها روسيا حققت نتيجتها على الأرض السورية ، بالتزامن مع جرائم الحشد الشعبي الشيعي ، الذي أتم الجزء الثاني من المهمة و جييّش كل المواطنيين العراقيين "السنة" ضده و منح داعش مئات المقاتلين المجانيين و بدون أي جهد .
ولعل العمل الداخلي يتطلب جهود آخرى و هي تجييش المزيد ممن هم خارج هذه الدائرة ، لإعادة كامل وهج الرعب لداعش ، وهذه المهمة تكفلت بها أمريكا من خلال قرار احدى محاكمها القاضي بالسماح بنشر ١٩٨ صورة عن انتهاكات الجنود الأمريكي بحق سجناء عراقيين و أفغان في عام ٢٠٠٤ ، الأمر الذي سيعيد الصورة من جديد إلى بدايات العمل المسلح "القاعدي" في المنطقة و المتحول إلى داعشي فيما بعد، وهو بالفعل صبٌ لـ "الزيت" على النار ، و الذي سيخلف ناراً تأتي على كل ما يحيط بها ، والأهم أنه سيغطي على كل ما يحاك للمنطقة ليتم تنفيذه بهدوء و دون ضوضاء من لاعبين لا دور لهم سوى السير وراء "الحرس" الذي توجهه أمريكا.