بيانات المطالبة بـ"الحل السياسي" .. هل تكفي ؟
بيانات المطالبة بـ"الحل السياسي" .. هل تكفي ؟
● مقالات رأي ٢٧ مايو ٢٠١٥

بيانات المطالبة بـ"الحل السياسي" .. هل تكفي ؟

تذهلني البيانات السياسية التي تطالب الجميع بوقف الحرب والعنف فورا، ومباشرة العملية السياسية كطريق وحيد لحل الأزمة السورية ووقف معاناة السوريين!

وكأن أصحاب تلك البيانات يقولون إن الحل السياسي متاح وفي متناول اليد وأن هناك من القوى السياسية من لا يرده.

وكأنهم يقولون إن عصابة اللصوص وقطاع الطرق التي تحكم دمشق جاهزة للحل السياسي وتقديم ما يتطلبه من تنازلات، حتى لو كانت الرحيل.

مع أن القيادة التي أصدرت بيانا من هذا النوع منذ بضعة أيام، شاركت في موسكو الأولى والثانية، واختبرت بنفسها مصداقية النظام ورغبته في الحل السياسي، على افتراض أن الأمر ما زال يحتاج إلى اختبار.

أخوتي ورفاقي... بعد أن أسجل إعجابي بحسكم الوطني والأخلاقي والإنساني الرفيع، أقول لكم ما يلي:

1- لا شك أن من يحب العنف ويحب رؤية أهله وأبناء بلده بين قتيل وسجين وجائع ومشرد.. هو من حثالة البشر، وأكثرهم جرمية وحقارة.

2- لا شك أن من يرى فرصة حل سياسي حقيقي ولا يتلقفها بيديه وأسنانه هو شخص مشكوك بعقله وإدراكه، ومشكوك بوطنيته.

3- لكن لا شك أيضا أن من لا يرى أن العنف قد فُرض أولا وأساسا، وبإصرار لا يلين، من قبل عصابة حاكمة مجرمة، لا ترى إلا الحل الأمني والنصر العسكري، ولا ترى في الحل السياسي إلا خضوع الآخرين واستسلامهم المذل... هو إما أعمى البصر والبصيرة أو منافق مزاود جبان.

4- إن مطالبة الجميع بوقف العنف على الفور والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتحميل الجميع نفس المقدار من المسؤولية عن العنف، هو موقف أخلاقي عام يليق بالمنظمات الدولية والمؤسسات الروحية، وليس بتنظيم سياسي سوري، ناهيك عن أنه موقف لا يسمن ولا يغني، وهو لزوم ما لا يلزم، ضمن هذا الفيض المتدفق والمسترسل من العنف والوحشية.

5- الحل السياسي هو الغاية والمقصد والمنى لكل من يدعي أنه سوري يحب سوريا، لكنه سيبقى مجرد حلم جميل، حتى تأتي الساعة التي يرى فيها النظام نهايته أمام عينيه، وعلى جميع الحريصين على الحل السياسي وإنهاء المأساة أن لا يفكروا إلا بالوصول إلى تلك الساعة، وعندها فقط سيكون الحل السياسي متاحا، ومجرد تحصيل حاصل.

الكاتب: نادر جبلي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ