بعد كل هذه الدماء ... أما آن لكم أن تتحدوا ...؟
بعد كل هذه الدماء ... أما آن لكم أن تتحدوا ...؟
● مقالات رأي ١٢ يناير ٢٠١٦

بعد كل هذه الدماء ... أما آن لكم أن تتحدوا ...؟

أربع أعوام مرت من عمر الثورة السورية والعام الخامس على الأبواب وكل يوم نسمع عن تشكيل عسكري هنا وأخر هناك يرفع رايته وينشر بيانه المناصر لثورة الشعب السوري وينذر نفسه للدفاع عنه وعن حريته ضد أرهاب أل الأسد وحلفائه حتى باتت أعداد الفصائل وأسمائها تتداخل في بعضها البعض ولم يعد الشعب الثائر يميز بين فصيل وأخر وراية وأخرى.

ومع اقتراب الثورة من بلوغ عامها السادس وتأمر كل قوى الشر على حرية وكرامة الشعب السوري وتهافت عشرات الميليشيات والدول لتدعم نظام الأسد المترنح ونتقذه من السقوط بدأت مرحلة جديدة من الثورة في صراع جديد بين الخير والشر بين الحق والباطل وبعبارة أدق وأوضح بين السنة والشيعة بعد أن توافدت عشرات الفصائل الشيعية الى سوريا وباتت هي من تقود الحرب على الأرض بدعم إيراني روسي وصل لمرحلة ارسال قوات برية وطائرات وبوارج حربية تمركزت على الأرض السورية وباتت هي من تدير العمليات وتقتل وتشرد وتسيطر على الأرض.

ومع دخول المليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والإيرانية والروسية واللبنانية باتت المعركة في سوريا معركة عقيدة ووجود أكثر من كونها معركة للحصول على حرية وديمقراطية من نظام استبد شعبه وسلبهم حريتهم لسنوات طويلة فاستوجب مقابلة هذه المعركة بسلاح أقوى وعقيدة صلبة تستطيع الصمود والوقوف في وجه كل القوى المستعمرة المتعطشة لدماء الشعب السوري وهذا مانادت به هيئات وعلماء وفعاليات شعبية ومدنية وإعلامية مطالبة فصائل الثورة بالتوحد والتكتل والتكاتف في خندق واحد وتحت راية واحدة تضع على أولوياتها مواجهة هذا الغزو الشيعي للأر ض السورية وتطالب قادة الفصائل بالتخلي عن مناصبهم وتشكيلاتهم وراياتهم والإندماج في جيش واحد تكون فيه القوة موحدة في وجه كل قوى الاستعمار.

وحتى اليوم مازالت الصيحات المطالبة بالتوحد تتعالى وتتوسع وسط تصعيد عسكري روسي غير مسبوق على المناطق المدنية والمواقع العسكرية والمقرات والساحات والشوارع دونما تمييز بين فصيل وأخر وراية وأخرى بحجة محاربة الإرهاب بالتزامن مع محاولات حثيثة للقوات البرية للتقدم في حلب وإدلب وحماة واللاذقية وحمص وريف دمشق ودرعا في محاولة لفرض خارطة عسكرية جديدة تسبق مباحثات الحل السلمي المطروحة على طاولة المؤتمرات الدولية ليكون موقف قوات الأسد وحلفائهم هو الأقوى في المفاوضات والتي ينظر إليها البعض انها وسيلة للمراوغة وكسب الوقت أكثر وشلال الدماء يسيل في الساحات وتحت ركام المباني المدمرة.

زين العمر

المصدر: شبكة شام الإخبارية الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ