
بعد صدور قائمة "التعيينات" .. كيف ستخفي "النصرة" مثالبها !؟
مع صدور سلسلة التعيينات في هيكلية جبهة النصرة، ظهر إلى السطح العديد من الأمور التي كانت في الماضي مخبئة ، و غير مسموح تداولها أو السؤال عنها ، فهي من صلب السياسية السرية للنصرة ، التي تفضل أن تبقى في الظلام، و تظهر ما تشتهي لتستلب به الاعجاب .
و لعل أبرز ما تضمنت قائمة التنقلات ، هو تعيين الأردني "أبوجليب" أميراً للنصرة في الساحل، وترفيع أحد أبرز المنظرين للتيار القاعدي "أبوماريا القحطاني"، إلى منصب عضو لمجلس الشورى المركزي للنصرة ، بعد وصلوهما قبل عام لأرض ادلب الخضراء قادمين من درعا عبر طريق "الشوك" لنعيم "الجهاد" .
أهم من سرد بقية التعيينات ، يبدو أن هناك سؤال يستبق الاتمام ، وهو حول كيفية انتقال كل من أبو جليب والقحطاني من أقصى الجنوب السوري إلى شماله و بحره ، في خارطة لا تمنح للمتنقلين سوى خيارين لا ثالث لهما ، نظام الأسد أو تنظيم الدولة ، و كلا الطريقين يكشفان أن "النصرة" لم تعد ذلك الفصيل الذي جاء نصرة لهذا الدين أو ذلك الشعب، سواء سلكا هذا الطريق أم ذلك.
والانتقال عن طريق تنظيم الدولة ، وسط وجود عداوة علنية "شرسة" بين القحطاني و بين التنظيم على مستوى الأفراد و القيادات ، الأمر الذي يجعل الانتقال عبارة عن المرور في حقل ألغام بخريطة مقطعة ، قد تودي به في القبر بأي لحظة ، و بالتالي الانتقال كان عن طريق النظام من خلال الصفقة "الأشهر" و الأغمض، التي تمت بين النصرة و النظام في أوائل العام الماضي ، وبقيت طي الكتمان و السرية و الانكار طوال عام وثلاثة أشهر ، حتى أفصحت النصرة اليوم عنها ، عبر التعيينات الجديدة و ظهر اسما "أبو جليب و القحطاني" من أصل ٢٥٠ عنصراً آخراً .
قرارات التعيينات الجديدة التي تتالى معالمها، تتضمن رسائل غريبة وتدعو للشك و الريبة منها، فتعيين أبو جليب على "امارة اللاذقية" أو الساحل ، الغير موجودة، بعد سيطرة النظام على كامل ريف اللاذقية المحرر، وبات على أبواب ادلب ، يمثل بمثابة دعوة صريحة للعالم بأسره للدخول في معركة ادلب كون النصرة هي الحاكم ، وهذا ما دأبت عليه طوال الأسابيع الماضية و ظهر بأكمل صورته أمس ، عبر نشرها لراياتها في مدينة ادلب لتظهر أنها تحت سيطرة "النصرة" ، التي باتت عدو الجميع كما هو حال الأصل "داعش" ، والفروع الشبيهة أمثال "جند الأقصى".
سيقال الآن أني من العابثين المارقين ، الدخلاء على الدين و المتلاعين ، ومحاربي "المجاهدين" الصادقين ، و سيكون هناك قائمة من الانجازات التي حققتها "النصرة" نصرة للشعب السوري ، و دور المفخخات في تحرير ادلب و قهر "الصفويين" في ريف حلب الجنوبي ، ولم لا ، فصفقات الشبهة و الخيانة التي تصدر عن هؤلاء يبقى لها "سند" شرعي يبررها ، و يبقى لها ملتحي يدافع عنها حتى الكفر.