بعد صدور قائمة "التعيينات" .. كيف ستخفي "النصرة" مثالبها !؟
بعد صدور قائمة "التعيينات" .. كيف ستخفي "النصرة" مثالبها !؟
● مقالات رأي ٢٦ مارس ٢٠١٦

بعد صدور قائمة "التعيينات" .. كيف ستخفي "النصرة" مثالبها !؟

مع صدور سلسلة التعيينات في هيكلية جبهة النصرة، ظهر إلى السطح العديد من الأمور التي كانت في الماضي مخبئة ، و غير مسموح تداولها أو السؤال عنها ، فهي من صلب السياسية السرية للنصرة ، التي تفضل أن تبقى في الظلام، و تظهر ما تشتهي لتستلب به الاعجاب .

و لعل أبرز ما تضمنت قائمة التنقلات ، هو تعيين الأردني "أبوجليب" أميراً للنصرة في الساحل، وترفيع أحد أبرز المنظرين للتيار القاعدي "أبوماريا القحطاني"، إلى منصب عضو لمجلس الشورى المركزي للنصرة ، بعد وصلوهما قبل عام لأرض ادلب الخضراء قادمين من درعا عبر طريق "الشوك" لنعيم "الجهاد" .

أهم من سرد بقية التعيينات ، يبدو أن هناك سؤال يستبق الاتمام ، وهو حول كيفية انتقال كل من أبو جليب والقحطاني من أقصى الجنوب السوري إلى شماله و بحره ، في خارطة لا تمنح للمتنقلين سوى خيارين لا ثالث لهما ، نظام الأسد أو تنظيم الدولة ، و كلا الطريقين يكشفان أن "النصرة" لم تعد ذلك الفصيل الذي جاء نصرة لهذا الدين أو ذلك الشعب، سواء سلكا هذا الطريق أم ذلك.

والانتقال عن طريق تنظيم الدولة ، وسط وجود عداوة علنية "شرسة" بين القحطاني و بين التنظيم على مستوى الأفراد و القيادات ، الأمر الذي يجعل الانتقال عبارة عن المرور في حقل ألغام بخريطة مقطعة ، قد تودي به في القبر بأي لحظة ، و بالتالي الانتقال كان عن طريق النظام من خلال الصفقة "الأشهر" و الأغمض، التي تمت بين النصرة و النظام في أوائل العام الماضي ، وبقيت طي الكتمان و السرية و الانكار طوال عام وثلاثة أشهر ، حتى أفصحت النصرة اليوم عنها ، عبر التعيينات الجديدة و ظهر اسما "أبو جليب و القحطاني" من أصل ٢٥٠ عنصراً آخراً .

قرارات التعيينات الجديدة التي تتالى معالمها،  تتضمن رسائل غريبة وتدعو للشك و الريبة منها، فتعيين أبو جليب على "امارة اللاذقية" أو الساحل ، الغير موجودة، بعد سيطرة النظام على كامل ريف اللاذقية المحرر، وبات على أبواب ادلب ، يمثل بمثابة دعوة صريحة للعالم بأسره للدخول في معركة ادلب كون النصرة هي الحاكم ، وهذا ما دأبت عليه طوال الأسابيع الماضية و ظهر بأكمل صورته أمس ، عبر نشرها لراياتها في مدينة ادلب لتظهر أنها تحت سيطرة "النصرة" ، التي باتت عدو الجميع كما هو حال الأصل "داعش" ، والفروع الشبيهة أمثال "جند الأقصى".

سيقال الآن أني من العابثين المارقين ، الدخلاء على الدين و المتلاعين ، ومحاربي "المجاهدين" الصادقين ، و سيكون هناك قائمة من الانجازات التي حققتها "النصرة" نصرة للشعب السوري ، و دور المفخخات في تحرير ادلب و قهر "الصفويين" في ريف حلب الجنوبي ، ولم لا ، فصفقات الشبهة و الخيانة التي تصدر عن هؤلاء يبقى لها "سند" شرعي يبررها ، و يبقى لها ملتحي يدافع عنها حتى الكفر.

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ