
ايران تعربد و السعودية تصفع .. وفي سوريا الفيصل
شهدت حركة المملكة العربية السعودية على مختلف الأصعدة السياسية و العسكرية ، تطوراً كبيراً خلال الفترة الأخيرة و التي بدأت مع وصول الملك سلمان بن عبد العزيز ، و دفع بها لمقدمة الدول العربية و الاسلامية ، و استطاعت في فترة وجيزة من اسعادة مكانتها ، و حققت قفزات مكنتها من الوصول لموقع القادر على توجيه الضربات الفعلية لخصومها ، دون اللجوء إلى الكلام السياسي الخالي من الفعل.
و سلسلة من الأمور قامت بها السعودية و التي كان أحدثها ، و ليس آخرها فيما يبدو ، قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران ، على خلفية الاعتداء على سفارتها و قنصليتها في ايران ، هذه الخطوة التي يبدو أنها استكمالاً لخطوات سابقة ، و من المنتظر أن يتبعها خطوات أخرى ستؤثر حتماً على الوضع في سوريا ، التي تشكل الساحة الأنسب للجميع لتصفية حروبهم العسكرية فيها .
وحملت تصريحات عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ، الذي استبقها بصمت في مواجهة "العربدة" الايرانية ، تصريحات حملت لهجة التحدي ، لاسيما مع تأكيده خسارة ايران في اليمن و انحسار دورها في أفريقيا ، و أخيراً أتى على سوريا ، التي أكد في شأنها أن ايران لن تستطع انقاذ الأسد ، و هي رسالة تحمل في طياتها أن الساحة القادمة ستكون سوريا ، و الغالب فيها سيكون المنتصر.
المتابع لايران و تصريحاتها السياسية الصادرة عن مختلف المستويات ابتداءً من "مندوب الله " على الأرض على الخامنئي إلى الناطق باسم الخارجية ، يتيقن أن "العربدة" الفارغة هي الاسلوب الذي تقوم عليه ايران في كافة مفاصلها ، و ماهي إلا مارد من ورق ذو جوف فارغ ، و لعل ذلك ظهر جلياً في الحرب على الحوثيين في اليمن و قتل زعيم الشيعة في أفريقيا و أخيراً ، و لن يكون الأخير طبعاً ، اعدام نمر النمر الذي هدد بشأنه هذه المرة خامنئي بـ"عقوبة الهية" ، فهذه العقوبة تدل على العجز الصريح ، المغلف بالتظاهر بمدى وصول المندوب الإلهي على الأرض.
خطوة قطع العلاقات بين السعودية و ايران ، تمهيد لمواجهة فعلية على الأرض السورية ، الذي اتخذت منحى بالتحالف الاسلامي ضد الإرهاب ، و السعي لوضع المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب الأسد و في مقدمتها الحرس الثوري الايراني و حزب الله اللبناني و عشرات المليشيات العراقية و الأفغانية و الباكستانية ، وخطوة قطع العلاقات ستكون التمهيد النهائي أمام المواجهة الفعلية على الأرض ، التي ستكون السعودية كداعم جوي لها ، و لاعب مساند على الأرض ، بمساعدة تركية جدية هذه المرة .
و لعل الافراط في التفاؤل مرده إلى التسلسل الذي سارت عليه الأمور ، والذي تم رسمه وفق هندسة مدروسة ، لكن يبقى التوقع شيء و الواقع شيء آخر ، فعلمتنا الثورة السورية عدم تصديق أي شيء مالم نجده واقعاً و ملموساً.