
المعارضة و المنظمات مدعية "الانسانية " إلى الجحيم إذا لم يتحركوا نجدة للاجئي حلب و درعا
لايمكن أن نكتفي بتوزيع اللعانات شرقاً و غرباً ، قريباً وبعيداً ، قبل أن نوجهها إلى أنفسنا عندما نشاهد آلاف السوريين الذي هجرهم العدو الروسي و قوات الاحتلال الايراني ونحن جالسون ، و لن تنفع اللعنات اذا لم تشمل على رأس القائمة المعارضة السورية الخارجية و المنظمات الانسانية السورية التي تقدر بالمئات ، عندما تغييب عن المشهد القاتل الذي يعانيه النساء و الأطفال و الشيوخ النازحون من حلب و درعا و المرميون على الحدود التركية و الأردنية بدون أن يجدو شيئاً إلا أرضاً جرداء و سماء تدر عليهم الماء .
آلاف السوريين ممن التقطت الكميرات صوراً لهم على المعابر الشمالية و آلافٌ مثلهم على المعابر الجنوبية لم يستطع أحد أن ينقل صوراً حتى لو كانت صامتة ، ليكونوا وحدهم تماماً و لا يحظوا إلا ببعض الدعاء من القلة الذين سمعوا و لم يرو.
لايمكن لنا أن لا نهاجم تركيا و الأردن ، و كل الدول التي تقاعست و تتقاعس عن المآساة التي يواجها الآلاف من أبناء سوريا المكلومة و الثكلى لأرضها و المحاربة بأظافرها وحوش الأرض و شيطاينها ، و لكن في الوقت ذاته لن نصب كل هذا على الخارج و لنا الحق الكامل في توجيه اللعنات لكل من يحمل صفة معارضة صمت أو اكتفى بذرف بعض الدمعات ، والقى بنفسه على سريره و قرر النوم بانتظار يوم جديد من التنديد.
و من ضمن الحقوق التي نمتلكها هو السؤال عن المنظمات التي تنشط على أنها سوريا و التي تقدر بالمئات و لديها جيش من الموظفيين و الناشطين الذين يتغنون بأعمالهم ، و يبدعون في عملية التوثيق لكل ابرة يتم منحها للسوريين ، في حين هناك غياب شبه تام لها على الأرض ، و عجز مخيف اتجاه هذه الحالة الانسانية التي لن نقول أنها تلوث جبين البشرية فحسب ، بل تقتل الروح الانسانية لدى كل ذي حس .
خليط من المشاعر التي أقلها القهر ، تعتصر الأرواح على الصمت الذي يجتاح الجميع اتجاه هذه الحالة ، لايعني البيانات أو التباكي كلاماً بل هو صمت و صمت لعين .