
الفرقة ١٣ "صديق" .. فلنهلل و نحضر "القربان" القادم على مذبح "نصرة الدين"
اليوم نستطيع أن نرتاح و نُرّيح الضمير بعد أن تم إنهاء الفتنة و ضرب الغداّر و المتعامل مع الغرب ، فالفرقة ١٣ باتت صديق ، و انضمت إلى قائمة الازالة دون ضجيج أو اعتراض من أحد كما جرت العادة، وكيف يعترضون والفرقة "بغت" و أخطأ أفرادها و ارتكبوا الموبقات و أكملوها بالخروج في المظاهرات و رفع الرايات التي تعارض و تقتل "الشهداء" مرة أخرى ،الذي أتوا "نصرة" للشعب و دعماً له ، لا لـ"حكمه" ، و لعن الله موقظ "الفتن" ، نقطة تم طي الملف و حان وقت التحضير للملف الثاني ( الفرقة الوسطى – جيش النصر – فيلق الشام ) و القادم غير ببعيد "أحرار الشام" .
من الممكن أن يكون الكلام السابق عبارة عن ملخص بسيط جداً للرؤية التي سيقت لانهاء الفرقة 13 ، وطردها من مقرتها و الاستيلاء على أسلحتها ، و هي أيضاً رواية تعجب الصامتين و الجالسين على كراسي الانتظار ريثما يأتي "الجزار" لإنهاءه فلا مكان للمقاومة ، فالمتفرقون لايملكون من الحول والقوة إلا ميزة "الانتظار".
بالأمس كتبت عن "النصرة الجريحة" و شبهتها بأنها "نمر" جريح بعد أن بقيت وحدها دون وقف اطلاق للنار ، وأن الخيارات أمامها محصورة بين فتح الحرب علي الجميع من الخارج و الداخل ، أو الانصهار من جديد مع داعش و عودة الفرع إلى الأصل ، و يبدو أن النصرة قد قررت الاثنين معاً و بدأت بالحرب و تدمير المحيطين و من ثم تنتقل لمرحلة الانصهار ، وفق تخطيط مدروس و حجج حاضرة ، فهنا الفرقة ١٣ اقتحمت بيوت المجاهدين و اعتدت على الحرمات ، و تحقق الشرطان الموجبان للقتل ( الدين - العرض ) .
عاشت بالأمس مدينة معرة النعمان ليلة دموية وكانت الأرتال التي سيرت من قبل المختلفين بالقيادات و المتفقين بالمنهج كافية لمحاربة فيلق ايران وملحقاته الرابضين بمحيط الجميع ،و لكن يبدو أن مقاتلي معرة النعمان أشد خطراً من أؤلائك ، و من الممكن أن يكون أصحاب العَلم أكثر خبثاً و يملكون أجندة أكبر شراً من الكفرة أنفسهم .
من المفروض أن نناقش الأمور بروية و موضوعية ، و لكن هذا النقاش يتطلب أن يكون السلاح جانباً ، و يكون هناك تكافئ بين المتواجهيين ، و لكن في ظل هذا الوضع لايبقى لأي منطق مكان إلا في عقول المبررين ، الذين وجدوا أن ماحدث عبارة "فتنة" أثارها الخبثاء و أطفئها العقلاء ، في تكرار حقيقي و فعلي لفتنة الثورة التي انطلقت قبل خمس سنوات ، ولازال شيوخ السلطان يكرروها إنها فتنة "فاجتنبوها".
لايمكن توقع ماذا سيحدث أو ماهي اتجاهات الامور بعد أحداِث الأمس ، و لكن السؤال هل ستحمي النصرة و أصدقائها السكان من القصف و الغارات ،وماهو موقف الصامتون عندما تقترب السكين من رقابهم في القريب غير البعيد ، ليس تحريضاً على القتال أو الاقتتال ، إنما دعوة لردع المعتدي و الباغي وتطبيق حد "القاتل يقتل" أم أن الرأي قد استقر على "لو بعد حين".