
"الرياض" ساحة القرار السوري وليست باب تنازلات
يمكن الجزم أن كل القرارات التي تم اتخاذها بشأن سوريا منذ خمس سنوات ، لم يكن للسوريين فيها أي رأي أو تدخل ، لا من قريب أو من بعيد ، وخصوصاً الإجتماعات الأخيرة التي تمت في فيينا ، وآخرها في 14 الشهر المنصرم ، و التي أقرت خارطة الطريق للحل و التي يعتزم تنفيذها لطي الملف السوري.
مؤتمر الرياض الذي ينعقد يوم الثلاثاء يعتبر ، خطوة من الخطوات الممتدة على مدى 18 شهراً ، للوصول إلى الحل و الإنتقال السياسي ، وفق ما يصفه اللاعبون الدوليون في القضية السورية .
وهذه المرة ، لن يكون القرار مسلوباً أو محاصراً من أحد ، ففي الرياض من المفروض أن يكون القرار لمن يدعون أنهم سوريون ، و يدعون تمثيل السوريين في المحافل الدولية ، سواء أكانوا سياسيين أم عسكر ، و أي قرار سيخرج مخالف للمنطق و الأساس الذي خرج الشعب لأجله ، و ضحى بالملايين ، أويحمل في طياته مهادنة أو تسويف أو تمييع لأبرز مطلب "إسقاط النظام" ، لن يكون له اي وجود على الأرض ، و سيسقط القناع الأخير عن الجميع ، و إن كنا دقيقين سيتعرى الجميع أمام الشعب .
صحيح أن الفكرة المأخوذة عن الشعب السوري أن لاحول و لاقوة له ، و أنه غير قادر على مجابهة الجيوش (الفعلية – المتخاذلة – الصامتة ) المحتشدة ضده وحده ، لكن في الحقيقة هذا الشعب الحي الذي بقي مصراً ، و متمسكاً بمطالبه ، ومثابراً عليها ، طوال خمس سنوات ، قد تزيد في شراستها عن الحربين العالميتين الأولى و الثانية و الحروب عبر التاريخ ، و رغم ذلك لم يرضخ ، و لامانع لديه بأن ينضم لكل المعارضين له ، معارضين جدد انسلخوا منه و تمردوا عليه و طعنوه في الظهر .
في الرياض لن يكون هناك باب للتنازلات ، فعلى الجميع التيقن ان ليس لدى الشعب ما يخسره ، و ليس هناك ما يحزن عليه ، و كل ما بحاجته الشعب هو موقف صلب و متين ممن حملوا راية تمثيله ، في الخارج أو في الداخل كفصائل ، و ليس مطلوب منهم أن ينتصروا بشكل كامل للشعب ، و لكن أضعف الإيمان أن لايبيعوا تضحياته بأبخس الأثمان .