
الائتلاف يقترب من زيارة "موسكو" فهل هناك عرض روسي !؟
بعد أن فشلت روسيا في اقحام وفد معارض كما تشتهي ، بغية تشتيت الانتباه عن وفد المعارضة الذي انبثق عن مؤتمر الرياض ، و بات بشكل أو بآخر هو الممثل الشرعي المواجهة لنظام الأسد في المفاوضات التي اسدل الستار على جولتها اليوم .
هذا الفشل لن يكون نهاية التدخل الروسي أو كف يده عن الشق المتعلق بالمعارضة ، بل هناك خطة ثانية يتم العمل عليها ألا وهو استقدام الائتلاف الوطني إلى موسكو ، و الدخول معه في مفاوضات تمكن روسيا من لعب دور في إتمام رسم للمرحلة القادمة من المفاوضات التي يقال أنها ستعقد بعد أسبوعين .
مصادر مسؤولة في الائتلاف أكدت وجود نية لدى الائتلاف في الاستجابة للطلب الروسي و السفر إلى موسكو ، دون أن يحدد الأمور التي سيتم طرحها هناك كون الأمر يدرس على نطاق ضيق جداً و لن يتم الحديث عنه بصوت عالٍ .
رغم أن السياسية لا تعرف مبادئ أو أخلاق، لكن من المتوقع أن تسبب زيارة وفد الائتلاف ، الممثل الأكبر للمعارضة السورية من حيث الاعتراف الرسمي ، مشكلة كبيرة لهذه المؤسسة سواء من حيث القاعدة الشعبية أو التعاون مع الفصائل العسكرية ، فالزيارة ستكون لبلد كان يصفه الائتلاف بأنه احتلال و معتد و مجرم حرب ، فما الذي تغير حتى يتحول لمكان يزار و يتم مناقشة مستقبل سوريا التي ساهمت روسيا و لازالت حتى الآن بتدميره و قتل أهله و تشريدهم .
قد يكون الوصف السابق عاطفي ، لا وزن له في السياسة و لكن الروس الذين عرفوا كيف يطوعون الميدان لصالحهم ببطش قوتهم العسكرية ، لن يستسلموا في ميدان السياسة الذي قد يجعل ميزان الربح يميل للخسارة ، ومن الممكن أن تقدم بعض العروض التي تمكنها من تملك عقول الذاهبين إلى موسكو ليكونوا شركاء في سوريا التي تم رسمها من قبل ( روسيا – أمريكا) و بحاجة للاعبين لتنفيذ الأدوار لتظهر للعلن وتأخذ الشكل المطلوب.
اذا زيارة الائتلاف هذه المرة التي يبدو أنها قريبة جداً و خلال الأسبوعين القادمين ، و هي فترة الراحة بين جولات جنيف التفاوضية ، سيكون لها نكهة مغايرة ، وان كانت ردود الفعل ستكون عنيفة و ستجعل الائتلاف كـ"هيئة و أعضاء" ملفوظ شعبياً و عسكرياً ، لكن ردة الفعل ستكون أقسى اذا حمل الزوار من أفواههم عبارات تمجيد أو إشارات لصداقة روسية تاريخية غيرتها ظروف آنية .