ارتعاش دولي من تنظيم الدولة .. تلاشي فصائل الثوار وسط تبجح الأسد
ارتعاش دولي من تنظيم الدولة .. تلاشي فصائل الثوار وسط تبجح الأسد
● مقالات رأي ٢٧ مارس ٢٠١٦

ارتعاش دولي من تنظيم الدولة .. تلاشي فصائل الثوار وسط تبجح الأسد

أثارت سرعة استعادة قوات النظام و الميليشيات الشيعية المساندة له , لمدينة تدمر اليوم , و بعد قرابة العام من فرض تنظيم الدولة سيطرتها عليها , الدهشة وطرح عشرات الأسئلة التي تفضي اجابتها نحو ما يشبه اليقين ,أن ورقة التنظيم قد احترقت , و باتت كل دول العالم تدرك تماماً ٫ و بعد تفجيرات بروكسيل ٫ أن دورها قد حان ولم يعد هناك وقت للاكتفاء بدور المتفرج , ليتوسع الى ما وراء سوريا ٫ وبات لزاماً معه البحث عن مخلص من "بعبع داعش" 

تغيرت المخططات الدولية , و اتجهت نحو تسريع تحديد موعد اجتماع جنيف , القريب بل قريب جداً , و اتخذت أسلوب التنسيق العلني و الصريح , و لم يعد هناك ملف سري كما في السابق حتى ان وثيقة المبعوث الأممي الى سوريا "ستيفان دي ميستورا" , تسربت قبل أن يصدرها وبشكل مقصود ليعلم كلا الطرفين المعارض و النظام ان الانتظار بات من الماضي
صوت الأسد يصدح اليوم , تارة مع الوفد الفرنسي و تارة اخرى مع صديقه وداعمه فلاديمير بوتين , رافعاً من سقف الأجور ، ومعلناً انه لن يقبل بما جاء في الدستور الجديد الذي ينص على تولي مسلم منصب الرئاسة , نعم قالها مسلمين , ليعترف أنه لم يكن يوماً مسلماً , و لم يكن يوماً ينتمي الى الاسلام , قد يكون قاصداً انه "ماسوني" و بامتياز
الأمر الأكثر غرابة و سذاجة و حزناً , هو الصمت المطبق الذي يمارسه قادة الفصائل المعارضة المسلحة , أين هم ؟ أين ثوار حلب ؟ في الوقت الذي لم نعد نسمع فيه سوا
تمدد القوات السورية في ريف اللاذقية , و سطوا النصرة في ادلب , و استماتة النظام السوري في فرض سيطرته على النقطة التي تشكل خطراً عليه في الغوطة الشرقية , و سرعة برق في استعادة تدمر , و قصف على دير الزور في محاولة لانطلاق معاركة معاكسة ضد التنظيم الذي كان المبادر طوال الفترة الماضية , و قريباً ستكون الرقة هي القبلة التي ستتوجه لها أنظار العالم , لتنتهي "داعش" و تتبعثر كما تبعثرت قبلها القاعدة في أفغانستان
دي ميستورا مشغول في اعداد بطاقات الدعوة "الشكلية" لوفدي المعارضة و النظام السوري , و التي ستنتهي بما ترغب به اسرائيل و ما يحمي حدودها , و الشعب السوري مبعثر في المخيمات ٫ و هناك الكثيرين ممن فضلوا عبور البحر وصولاً إلى دول اوروبا , و لن يفكروا في العودة الى الوطن أصلا

و الرئيس الامريكي "باراك اوباما" يحضر لنهاية ولايته منتظراً تعليق وسام فخر على صدر , انه لم يدخل في الحرب السورية ولم يقتل مدنياً , لانه فعلا لم يقتل أحد برصاصة و انما قتل أكثر من 500 الف شخص بلعبة "الاخلاص" لإسرائيل
اما ايران فقد أمنت وجودها سواء بقي الأسد او دون الأسد , بعد ان تملكت منازل و عقارات و فتحت شركات في دمشق و فوضت رئيس وفد النظام "بشار الجعفري" ليبلغ دي ميستورا ان الإيرانيون التواجدين في سوريا لا يصنفون ضمن الميليشيات و انما لهم حق العيش بعيداً عن الصراع السياسي , ليندرج الامر ضمن الحلول السياسية التي تفرض في جنيف , بمباركة دولية , و ان رحل الاسد فيد ايران مغلولة الى عنق سوريا كما كان مخطط .

الكاتب: رنا هشام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ