ابعدوا خطوطكم الحمراء عن سوريا
ابعدوا خطوطكم الحمراء عن سوريا
● مقالات رأي ١٢ يناير ٢٠١٦

ابعدوا خطوطكم الحمراء عن سوريا

مجرد أن يذكر اللون الأحمر للسوريين الحق في الذعر الكبير ، فيعني أن الأمر المشمول به سيكون بحكم الخاسر و دخل في دائرة الفقد ، من حماه إلى الكيماوي إلى حلب و ... و...و واليوم جبال اللاذقية قد دخلت هذه الكتلة المشبوهة .

يشي اللون الأحمر للسورين بالموت فقط ، و لا تعبير له ولا لغة تستطيع أن تغير من هذه الصفة ، ولا زالت الخطوط الحمراء بشأن الكيماوي علقماً في حلوقهم ، وها هي جبال اللاذقية تتساقط بتسارع مريب بتسارع مساوي لذكر اللون الأحمر و خطه الغريب الذي يحيط بكل نقطة يشمله ، و تنقلب المجريات بشكل لا يمكن العودة معه إلى المكان الذي سبق ذكر "الخط الأحمر".

أوغل الجميع في اللون الأحمر ، سواء ًبالسفك المباشر ، قتالاً على الأرض كان أم من خلال الجو أو بارسال المندوبين ، أو السفك صمتاً أو تهرباً أو تمييعاً .

لم يواجه شعب كالشعب السوري حرباً شملت كل شيء و من كل الأطراف ، و لم يجد حضناً هانئاً يربوا إليه ، بل على العكس الجفاء كان العنوان للجميع على رأسهم من يسمون بـ"الأصدقاء" ، الذين ليتهم لو كانوا أعداء على أقل الأحوال لم يحظوا بفرصة التدخل و ، وخلط الأوراق .

تسير الثورة السورية بترنح و غياب تام للتوازن ، وسط كثرة الطاعنين و العابثين ، محلياً و خارجياً ، ومن الممكن أن يكون حتى الفضاء الخارجي مشتركاً بالتلاعب بمصائر ملايين السوريين ، الذين لم يبقى أمامهم سوى طريق واحد هو الموت ، و لكن لديهم خيار في نوعيته ، قصفاً أم خنقاً أو ذبجاً و الجوع أيضاً بات متوافر .

سقوط نقطة أو هناك لا يعني سقوط الثورة ، و لكن في الوقت ذاته لايعني أن الأمر غير مهم أو غير كارثي ، سيما في هذه الفترة من الثورة التي تنتظر يوم ٢٥ الشهر ليكون مفصيلاً "تبعاً للرؤية العالمية" ، و لكنه سيكون كارثياً أكثر بالنسبة للسوريين و لثورتهم ، فتقلص المناطق و فقدان النقاط الاستراتيجية يمنح القوة للنظام المنتهي ، و أي خسارة يعني مد النظام بإكسير من نوع يجعله يرفع صوته و يضع شروطه التي يبدو أنها متطابقة مع الدول كافة التي وجدة في الوهم "داعش" شماعة لانقاذ نظام لن يأتي أفضل منه في الركوع و الخنوع و الطاعة .

الأوراق تزداد بعثرة حقيقةً ، و لايوجد طرف يمكن أن يتنبأ بشيء ، و لكن بالنسبة للسورين فهم قادرين على ذلك و من خلال بوصلة الخط الأحمر ، فابعدوا خطوطكم الحمراء عن سوريا حتى تتمكن من الاستمرار .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ