إيران نظرة من الداخل (٢ - ٤ ) .. "الولي الفقيه" فكرة التأليه و الحكم المطلق
إيران نظرة من الداخل (٢ - ٤ ) .. "الولي الفقيه" فكرة التأليه و الحكم المطلق
● مقالات رأي ٢٠ فبراير ٢٠١٦

إيران نظرة من الداخل (٢ - ٤ ) .. "الولي الفقيه" فكرة التأليه و الحكم المطلق

لا شك أن الدخول في إيران سواء كدولة بمؤسساتها و هيآتها ،و يحتاج لبعض التعريج على التاريخ الذي بتراكمه ، نرى إيران الحالية ، ومن الممكن أن نستطلع المستقبل ، وهذا ما دأبت عليه في الجزء الأول .

بعد بدء تمترس الشكل الشيعي في إيران ، باتت بحاجة لاستخدام الأدوات حولها لتكون دولة قوية ، و هذا غير ممكن في إطار العزلة الكيفية التي اتخذتها لتأسيس الإمبراطورية "الفارسية الشيعية" ، فبدأت عبر شاهاتها الانتقال للعب دور "كلب المنطقة" ، و لكنه يخدم مقابل الحصول على الثأر التاريخي ، و جاهز لوضع كل إمكانياته الهائلة ( الطبيعية – الجغرافية – البشرية ....) بغية تدمير الطرف الآخر (العرب) ، و هذا الدور الأبرز الذي كان لمرحلة ما ، سرعان ما تحول إلى هدف ثانوي مع تمرد الشاهات على هذا الطريق و السعي وراء ملذات الحياة و بزخها .

الانحراف الشاهي ، دفع بالأمور للبحث عن بديل صالح و جاهز لأن يلعب الدور المطلوب منه في المنطقة ، التي تعتبر الكنز الأبرز للعالم بأسره ( نفط و غاز و سوق و الأهم توسط الكرة الأرضية و كذلك فيها بعثت الأديان وإليها ستبقى الأنظار معلقة) ، فكان تحضير روح الله بن مصطفي الموسوي ، الذي أُحسن صنعه ، تنقيله بين البلدان المحيطة بإيران تركيا فالعراق ، و أخيراً حط الرحال في فرنسا في مرحلة التحضير النهائي ، والتي منها إلى إيران عاد كرجل "الله" على الأرض ، و نسي اسمه و نسبه لأبيه ، بات "خميني" نسبة لخمين إحدى المدن وسط إيران .

في إيران و ضمن المذهب الشيعي ، هناك تدرجات للمرجعية ، من شيخ لأخوند لحجة الإسلام وصولاً لآية الله التي تملك درجتين إحداهما صغرى و الأخرى كبرى ، ولا يهم كثيراً الغوص في كل رتبة دينية و ما تؤهل حاملها من صلاحيات ، فهي أشبه لتنظيم إداري مقيت في مؤسسة لا رأي فيها لأحد إلا "للولي الفقيه" الحاكم الآمر ، الناهي ، البات بكل شيء يتحرك أو ينزل من السماء ، بدءاً من أول صرخة لطفل حتى الزفير الأخير من جسد كهل ، وقد يصل إلى البت في أمور الآخرة ، و التوقع المستقبلي ، فأنت في نظام إلهه موجود ، و ينبض بالحياة ، روحه تنتقل من ولي لآخر بكل يسر و سهولة .

يعمّق الفرس الشيعة من سلطات الولي الفقيه أكثر فأكثر ، و ينسجون حوله الأساطير و الإعجاز ، و من الممكن أن يكون أفضل من بعض الأنبياء ، و قد تعلو مرتبته الملائكة ، ومن الممكن أحياناً أن يخرج معجزات بمدد من المانح "المغيب" لتلك الصلاحيات ، ألا وهو "المهدي" الذي لايعرف عنه شيء ، اللهم غيبته الأولى والتي تعرف بـ"الصغرى" منذ ٢٦٠ هجري و انتهت ٣٢٩ هجري بموت آخر سفير له ، ليدخل بعدها منذ ذلك الحين بالغيبة الكبرى التي قُرر أن يكون "المعممين" مندوبين عنه بانتظار علامات الساعة و اقتحام القدس و تطهيرها بـ"جيش محمد".

ثمان سنوات من الحرب الضروس مع العراق ، فيما يعرف بحرب الخليج الأولى ، أنهكت الطرفين ، وجعلت إيران تغوص في غياهب العقوبات أكثر وهي تلملم جراح قرابة مليوني مصاب و يقاربهم من القتلى ، و لكن كان ذراعها في العالم ظاهراً ، الأسد الأب ، الذي لم يرفض الحرب فقط ، و إنما أمد ايران بالمساعدات ، تارة لوجستية و تارة مخابراتياً ، فحافظ الأسد لديه هدفين ، الأول مذهبي كونه يتفق مع الشيعة على "علي كرم الله وجهه" ، و رغبة في إنهاء صدام حسين شريك "البعثية" و المنافس على الزعامة فيه .

انتهى الجزء الثاني ... للحديث بقية.......

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ