حين يعجزون عن مجاراة الحقيقة والنجاح... يتحوّلون إلى أدوات تشويه
حين يعجزون عن مجاراة الحقيقة والنجاح... يتحوّلون إلى أدوات تشويه
● أخبار سورية ١٤ أغسطس ٢٠٢٥

حين يعجزون عن مجاراة الحقيقة والنجاح... يتحوّلون إلى أدوات تشويه

في مجتمعاتنا، كما في كثير من البيئات حول العالم، لا تقتصر المعارك على ساحة الفكرة والرأي، بل غالباً ما تتحول إلى ساحة شخصية إذا عجز الخصم عن الرد بالحجة أو كُشف ضعف منطقه. وعوضاً عن نقاش الأفكار أو تقديم رد عقلاني، يذهب البعض إلى أساليب غير جيدة لا تمت للباقة بصلة، مثل: السخرية من المظهر الخارجي، عيب خلقي بالطرف الٱخر، من اللهجة، أو الطعن في السلوك، التهكم على الأصول، وتلفيق التهم الأخلاقية.

وهذا النوع من الهجوم لا يقوم به البعض فقط عادة عند الاختلاف بالرأي، وإنما عند محاربة الشخص الناجح والمتميز الذي قدم شيء تسبب بإشعال نيران الغيرة والحسد لديهم، ولعدم قدرتهم على مواكبته وتقديم ذات الجهود. فبدلاً من تقدير إنجازاته والثناء عليها يلجؤون إلى الانتقاص منه وجرح مشاعره والإساءة مما ينعكس على حالته النفسية.

والأساليب المتبعة في هذه النوع من الهجوم اللاأخلاقي عدة، منها: السخرية من الشكل الخارجي أو اللباس أو الصوت، والتنمر العلني والضمني عبر التعليقات والمنشورات، بالإضافة إلى اتهامات لا تستند إلى دليل تمس الأخلاق أو القيم الشخصية، إلى جانب استخدام الصور القديمة أو اقتطاع الكلام لتشويه المعنى.  

أما بالنسبة لـ الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة متعددة، منها: الشعور بالعجز والغيرة من النجاح، الجهل بثقافة الحوار والنقد، إلى جانب الرغبة في لفت الانتباه على حساب الآخرين، وغياب المحاسبة الأخلاقية والقانونية، خصوصاً في منصات التواصل.

ويؤكد أخصائيون أن الخطورة في النتائج التي تتركها هذه الممارسات: التأثير النفسي العميق على الأفراد المستهدفين، لا سيما الشباب والنساء، وتحجيم الصوت الحر وتشجيع ثقافة الخوف والصمت، إلى جانب خلق بيئة سامة تعيق النمو الفكري والاجتماعي، عدا عن تراجع ثقة المجتمع بالكلمة والرأي العام، ما يعزز الاستقطاب والعدائية.

ويقترحون مجموعة من الحلول للتعامل مع هذه الممارسات، مثل: نشر الوعي حول أخلاقيات التعبير والاختلاف، تربية الجيل على تقبّل الرأي الآخر دون شخصنة، تعزيز دور منصات الإعلام المستقلة في فضح حملات التشويه. إلى جانب تفعيل قوانين تجرّم التشهير والاعتداء اللفظي.

في النهاية، يجب أن ندرك أن المجتمعات تنهض حين يعلو فيها صوت المنطق والعقل، وتسقط حين تفتح الباب لثقافة التجريح والتشويه. الرد بالحجة قيمة، والتطاول ضعف، والاختلاف لا يبرر الإهانة.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ