إذا بقي "الأسد" .. فالشعب باق .. وداعش ستجتاح العالم
إذا بقي "الأسد" .. فالشعب باق .. وداعش ستجتاح العالم
● مقالات رأي ٥ ديسمبر ٢٠١٥

إذا بقي "الأسد" .. فالشعب باق .. وداعش ستجتاح العالم

مع تغير النبرة الخارجية تجاه الأسد ، بشكل تدريجي طوال شهور ، حيث وصلت أمس و اليوم إلى ما يشبه اليقين أن الجميع بات يقبل بقاء الأسد في الحكم ، وأن الجهود يجب أن تنصب لمواجهة "الشمّاعة" داعش ، وعلى مبدأ "أنا و ابن عمي على الغريب" .

فمع التصريح المرتبك لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، حول ضبابية مستقبل الأسد ، و الكلام الصريح لنظيره الفرنسي لوران فابيوس أن لابأس من وجود الأسد في الحرب على داعش ، بات واضحاً أن الأسهم اتجهت جميعها ليس إلى داعش ، بل إلى الشعب السوري ، الذي ثار على مدى خمس سنوات ، و قدم مليون شهيد و ملايين النازحين و المهجرين .

لعل خطوة كهذه يظن العالم أنها تمكنه من القضاء على داعش ، وأن يعيد الأمور إلى مجراها على مبدأ "يادار مادخلك شر" و "الأمعاء بتختلف" ، و لكن هل لهذه المقترحات طريق للتنفيذ على الأرض ، أو تدخل في العقول ، وإن كنت دقيقاً قلوب و عواطف ملايين السوريين المكلومين ..!؟

الرغبة في محاربة داعش بهذا الأسلوب ، يعني أن داعش الوهم ، ستتحول إلى حقيقة دامغة ، وتفرض نفسها كعنصر فعّال في توزيع الموت ، الذي تمت زراعته في سوريا ، والآن يسعون لاستمراره ، وتثبيته .

لاشك أن واضعي الأفكار و الخطط ، و الساعين لتنفيذها ، غير مطلعين على بواطن الأمور ومافي نفوس السوريين تجاه الأسد و نظامه برمته ، وهم لا يدركون أنه عندما يكون الخيار بين اثنين "الأسد أو داعش" فإن الكفة ستميل حتماُ لصالح الأخير ، و البيعة الجماعية للبغدادي ، ستحول العالم إلى جحيم .

قد أُخطأ في التعميم ، و لكن داعش التي زُعم بالأمس ، أنه قد تم استهدافها في كفربطنا و تلبيسة و دوما و حلب و درعا ، هم السوريون أنفسهم الذين يسعون لتدجينهم من جديد ، وتوجيههم مرة أخرى لمحاربة الوهم الجديد "داعش" ، إن توهموا أنهم حاربوا "إسرائيل" لـ40 عاما.

وإذا ما قرر العالم أن الأسد سيبقى ، فإن الشعب السوري سيبقى ثائراً ، وإذا ما اضطرته الظروف فلن يركن للأسد ، وسيفضل داعش ، و ليكون بعدها العالم على موعد مع توزيع الموت .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ