أين معتقلو الثورة من اتفاق "كفريا والفوعة" أيها المفاوضون ...!!؟
لمرة جديدة تفشل الفصائل التي تتغنى بنصرها على "كفريا والفوعة" في إبرام صفقة حقيقية تعود بالنفع لأبناء الحراك الشعبي لاسيما فيما يتعلق ببند الإفراج عن المعتقلين، والذي يتلاعب فيها النظام وحلفائه كما يشاء دون أن تتعلم الفصائل من الدروس السابقة التي وقعت فيها.
لسنا في سياق الحديث ليوم عن ورقة "كفريا والفوعة" التي كانت بيد الفصائل لثلاث سنوات مضت ولم تعرف كيف تستخدمها في الضغط على النظام وتتبع ذات السياسية التي مارسها هو وحلفائه على المناطق المحاصرة لإجبارها على الركوع وتحقيق مكاسب عسكرية كبيرة بل تحولت لورقة ضدهم ومصداً للمتاجرة بها، فالوقت مضى والسجال في الأمر قد يطول، ولكن لابد من السؤال اليوم عن قضية محورية وأساسية تتعلق بمصير آلاف المعتقلين.
يحق لنا كنشطاء حراك ثوري ومدنيين وأهالي معتقلين أن نسأل الفصائل المعنية بالتفاوض أيً كانت، "أين معتقلي الحراك الشعبي الثوري"، ولماذا لم يكن هناك أي جمع لأسماء المغيبين قسراً في سجون الأسد منذ سنوات بشكل حقيقي والتفاوض عليهم والضغط للوصول لمعرفة مصيرهم والإفراج عنهم، ولماذا في كل عملية تفاوض تتكشف حقيقة الخارجين بأن جلهم من المعتقلين حديثاً ومنهم من الموالين للنظام حتى اعتقلتهم حواجزه، أو دخلوا السجون بقضايا جنائية أو موظفين راجعو النظام لقبض رواتبهم فاعتقلهم.
هذا الملف الأساسي والجوهري الذي يتمسك فيه النظام دائماً ويراوغ لمرات في الإفراج عن معتقلين من أبناء الحراك الثوري، والفصائل لم تحرك أوراقها يوماً للضغط والتمسك حتى في ملف "كفريا والفوعة" والذي كان ورقة أساسية على اقل تقدير للإفراج عن معتقلي الثورة ولا نطلب منكم أكثر.
اليوم خسرتم آخر ورقة بأيديكم فصائل ثورتنا، لم تستطيعوا استخدامها ولو لمرة واحدة، سيحاسبكم على هذا المعتقلون يوم اللقاء إن بقي منهم حياً في زنزانات الأسد الموصودة على أضلعهم وعذاباتهم، فشلتم نعم في إعادة البسمة والفرحة لتلك الأم التي فقدت ولدها وتلك العائلة التي فقدت معليها في سجون الأسد، فشلتم وحق عليكم الاعتراف اليوم أن تفاوضكم لم يكن باسم قضية بل باسم تحقيق نصر وهمي.
ورغم كل هذا يخرج علينا من يدعي الانتصار اليوم في "كفريا والفوعة" ويتجول "أبو اليقظان بين حافلات أهالي وميليشيات كفريا والفوعة يغرد فرحاً ويتفاخر بالنصر المؤزر الذي حققه، وكأنه حرر سوريا وحرر معتقلينا، فعلى ماذا تتفاخرون !! ..... أجيبوا الأم المكلومة والطفل المنتظر على باب الدار ليرى والده أو أخاه الغائب متأملاً بمفاوضاتكم الهشة التي لم تخرج إلا بعض الثائرين يعدون على أصابع اليد.، آلا شاهت وجوهكم أيها المفاوضون.