أنقرة تطالب واشنطن بعدم المماطلة في منبج
دعا المتحدث باسم الخارجية التركية أمس الولايات المتحدة إلى التقدم في خارطة طريق منبج. هذه رسالة إلى واشنطن كي تدع المماطلة في هذا الخصوص.
منذ مدة والقوات التركية تجري دوريات مع نظيرتها الأمريكية على طول الطريق الواصل إلى منبج، لكن قوات "بي واي دي" لم تنسحب من المدينة حتى الآن.
ومع أن شائعات عن انسحابها تنتشر من حين لآخر، إلا أن عدم صحتها يتضح خلال فترة قصيرة.
بعد مرور كل هذه الأسابيع كان من الواجب أن يُستكمل الانسحاب.
من المقرر إعادة تشكيل النسيج الاجتماعي الذي كان موجودًا قبل احتلال "بي واي دي"، وتأسيس إدارة تمثل كل سكان المدينة.
لم تبدأ حتى الآن هذه المراحل.
تستمر الدوريات التي تجريها القوات التركية مع نظيرتها الأمريكية على طريق منبج بهدف المراقبة، ويطول أمد هذه الخطوة الأولى.
بحسب شكوك أنقرة فإن الجانب الأمريكي ربما يعمل على إطالة هذه المرحلة. وهذا لا يعد تحركًا يزيد الثقة في العلاقات التركية الأمريكية.
كما أن هناك مؤشرات على تطورات سلبية أيضًا.
هناك أحاديث عن اعتزام "بي واي دي" مكتبًا له في دمشق.
قبل اندلاع الحرب لم يكن بعض الأكراد يملكون حتى الهوية السورية. بطبيعة الحال هذا مخالف لحقوق الإنسان ولا يمكن قبوله.
لكن من المثير للقلق المضي قدمًا في "فتح مكتب في دمشق"، وهو ما يعني "الاعتراف" بكانتونات "بي واي دي" في شمال سوريا.
هذا بمثابة تحذير حول المشاريع المزمعة بخصوص سوريا في المستقبل.
أي.. مشروع "الدولة السورية الفيدرالية".
هذا نتيجة خطة رسمتها الولايات المتحدة.
لكن كيف تم التوافق على تأسيس مكتب "بي واي دي" في دمشق، وهو ما يمكن فهمه على أنه ضوء أخضر من النظام السوري للخطة المذكورة؟
لا أظن التوافق حصل بضغوط أمريكية، ولكن قد يكون بتعليمات روسية لنظام الأسد. فـ"بي واي دي" لديه مكتب في موسكو نفسها.
من هنا يمكننا الانتقال إلى تقييم القمة الأخيرة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
فجزء من مباحثات الزعيمين تناول القضية السورية، وكلاهما أبديا تفاؤلًا.
السؤال الذي يطرح نفسه هو "هل التقارب الأمريكي الروسي إيجابي بالنسبة لتركيا؟".
مما لا ك فيه أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تواصل مع زعيمي القوتين العظميين، وهذا أمر إيجابي.
لكن من جهة أخرى..
ماذا لو اتفقت القوتان العظميان على حل للأزمة السورية يتمثل في مشروع دولة فيدرالية كردية عمادها "بي واي دي" في شمال سوريا؟
عندها قد يكون من الصعب على أنقرة اللعب بورقة إحدى القوتين العظميين ضد الأخرى.