كل (خطوة تطبيع) يقابلها بـ (شحنة مخدرات).. النظام يُغرق جيرانه بالكبتاغون رغم مساعي التطبيع
كل (خطوة تطبيع) يقابلها بـ (شحنة مخدرات).. النظام يُغرق جيرانه بالكبتاغون رغم مساعي التطبيع
● مقالات رأي ٨ مايو ٢٠٢٣

كل (خطوة تطبيع) يقابلها بـ (شحنة مخدرات).. النظام يُغرق جيرانه بالكبتاغون رغم مساعي التطبيع

حققت روسيا حليف نظام الأسد الأبرز في المنطقة، خرقاً كبيراً ضمن مساعيها لتمكين التطبيع العربي مع نظام "بشار الأسد"، بعد قطيعة استمرت لأكثر من عشر سنوات، بسبب همجية النظام في التعامل مع الحراك الشعبي السوري منذ 2011، والتي دفعت الدول العربية لاتخاذ قرار بتعليق عضويته في الجامعة العربية.

ورغم الخطوات العربية المتسارعة لإعادة النظام لمحيطه العربي بدفع من روسيا، وانطلاق اجتماعات التنسيق لفرض سياسة جديدة في التعامل مع نظام الأسد، الذي أغرق محيطه بـ "المخدرات" ورهن نفسه لإيران وميليشياتها، كان الحديث يتكرر عن ورقة عمل تحت اسم "خطوة مقابل خطوة".

هذا الشعار الذي حملته الدول العربية في إعادة العلاقات مع نظام الأسد، يقتضي من النظام البدء بخطوات جدية للحل في سوريا، من خلال سلسلة إجراءات عليه القيام بها، لتمكين تنفيذ الورقة، فمقابل كل خطوة عربية في التطبيع يستوجب أن يبادر النظام لتقديم تنازل بخطوة مقابلة تظهر جديته في التعاطي مع الحراك العربي الحاصل.

ورغم أن الدول العربية تعي جيداً أن نظام الأسد لن يستطيع الخروج من عباءة إيران وميليشياتها، إلا أن البعض يضغط لتمكين التطبيع العربي، وإعادة النظام لحضنه العربي ولو إعلامياً، دون الاستفادة من هذا التقارب، لكن محللون يرون أن الخطوات العربية لن تحقق أي تقدم في سياق إبعاد النظام عن المحور الإيراني كما يظن البعض.

ومع تسارع التطبيع وصولاً، لاتخاذ قرار في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، بعودة نظام الأسد لإشغال مقعده في الجامعة العربية، يثبت النظام لمرة جديدة أنه مستمر في سياساته ذاتها من ناحية القتل والتدمير ومواصلة المماطلة في الحل السياسي أو الإفراج عن المعتقلين، وهذه لم ولن يتحقق منها أي خطوة وفق مايرى كثير من المحللين.

الخطوة الوحيدة التي كانت تعول عليها بعض الدول مؤخراً، هي كبح عمليات تهريب "المخدرات" من سوريا باتجاه الأردن ودول الخليج، والتي استخدمها النظام وإيران سلاح استفزاز ضد تلك الدول من جهة، وباباً للكسب المالي وتعزيز ضائقته الاقتصادية من جهة أخرى، لكن هذه الخطوة قابلها النظام بمواصلة التهريب.

فبعد زيارة وزير خارجية النظام للسعودية، ودول أخرى، وخروج التصريحات التي تتحدث عن مطالب بوقف تهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية لسوريا، وبدل من توقفها، أعلنت كلاً من الأردن والسعودية ضبط كميات كبيرة جديدة من شحنات المخدرات على حدودها، تعدى الأمر لتهديد الأردن باستخدام القوة، والتي طبقت اليوم 8 أيار، بأول ضربة جوية أردنية في العمق السوري ضد مروجي المخدرات.


فخطوات العرب تجاه نظام الأسد يقابلها بشحنات الكبتاغون، ليس لأن النظام فقد السيطرة على نفسه وقراره فحسب، بل لأنه لايملك مايقدمه من خطوات للدول العربية إلا مزيد من شحنات الكبتاغون والمخدرات التي يتفرد في تصديرها عبر الحدود الغير شرعية لجيرانه، وسيأتي اليوم الذي تدرك فيه الدول العربية المطبعة مع الأسد أن وبال جرائمه سينعكس عليها شراً كبيراً ولاخير يرجى من مجرم حرب.

 

الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ