دور تمكين المرأة في مواجهة العنف الجنسي في مناطق النزاع: تحديات وحلول
دور تمكين المرأة في مواجهة العنف الجنسي في مناطق النزاع: تحديات وحلول
● مقالات رأي ١٩ يونيو ٢٠٢٤

دور تمكين المرأة في مواجهة العنف الجنسي في مناطق النزاع: تحديات وحلول

تعد قضايا العنف الجنسي في مناطق النزاع من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحاً وتعقيداً في عالمنا اليوم. مع انتشار النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية، تتزايد حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل مقلق، مما يستدعي تدخلات فورية وفعالة، تواجه النساء عادةً تحديات جسيمة نتيجة تعرضهن للعنف الجنسي والجسدي والنفسي خلال فترات النزاع والاعتقال. ولذلك إدراكاً من العاملين في قطاعات الحماية وتمكين المجتمع لأهمية دعم وتمكين المرأة، نسعى دوماً في التنمية الاجتماعية  ومشاريع التمكين المجتمعي إلى تقديم الدعم اللازم لهؤلاء النساء الذين تعرضوا للعنف بكل أشكاله، وتمكينهن من تجاوز الصعوبات واستعادة كرامتهن، من خلال برامج شاملة تركز على التدريب المهني، والتعليم الصحي، والمساعدة القانونية، والدعم النفسي الاجتماعي. في هذا السياق، نهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي حول هذه القضايا الحساسة وتشجيع الإعلاميين على تبني أساليب تغطية مسؤولة تضمن حقوق وكرامة الناجين والناجيات.

في التنمية الاجتماعية، نؤمن بأن تمكين المرأة وجميع الضحايا هو الأساس لبناء مجتمعات أقوى وأكثر مرونة. لهذا السبب، نقدم مجموعة من الخدمات التي تساعد النساء والأطفال في سوريا على اكتساب المهارات والمعرفة والثقة، بدءاً من التدريب المهني والتعليم الصحي وصولاً إلى المساعدة القانونية والدعم النفسي الاجتماعي. نعمل مع النساء لمساعدتهن في التغلب على التحديات التي تواجههن وتحقيق إمكاناتهن الكاملة.

من الضروري إشراك المجتمع في مناقشات لزيادة الوعي حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالمقابلات الإعلامية مع الناجين والناجيات من العنف الجنسي أثناء فترة الاعتقال في سجون نظام الأسد. لا يخفى أن العديد من المعتقلين والمعتقلات تعرضوا لعنف جسدي أو نفسي أو جنسي بهدف تحطيم كرامتهم والنيل منهم بسبب مطالبهم بالحرية والكرامة. بعد الإفراج عنهم، يواجه الناجون وصمة العار الناتجة عن العنف الجنسي، بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية والمجتمعية. يُستخدم العنف الجنسي كسلاح حرب في مناطق النزاع بشكل منهجي وواسع، وسوريا لم تكن استثناءً.

رغم التحديات، تلعب المرأة دوراً بارزاً في مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال المشاركة في مؤتمرات ودورات توعوية حول كيفية التعامل مع هذه القضايا وتجنبها والتغلب على آثارها. تُحث النساء على الالتحاق بمراكز تمكين المرأة لتلقي الخدمات اللازمة لتمكينهن وحفظ كرامتهن وأمنهن وسلامتهن.

عند إطلاق سراح أحد الناجين، يتسابق الإعلاميون للحصول على سبق صحفي معهم دون مراعاة وضعهم الصحي أو النفسي وقدرتهم على التحدث علناً. يتطلب ذلك تغطية إعلامية حساسة تتضمن مبادئ وأخلاقيات يجب أن يتقيد بها الصحفيون، مع أهمية الموافقة المسبقة والمستنيرة وإعداد الناجي قبل المقابلة، وشرح كل النتائج المتوقعة، وطرق التعامل أثناء المقابلة لتجنب إحداث أي ضرر نفسي. يجب التركيز على قصة صمود الناجين وقدرتهم على التغلب على التعذيب المنهجي والعمل على دمجهم في المجتمع من جديد.

الإعلاميون بحاجة إلى تدريب مخصص لتطوير مهاراتهم وتزويدهم بالمبادئ والأخلاقيات عند تسجيل تقارير صحفية عن الناجين من العنف الجنسي أو أي قضية من قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي لضمان كرامة الناجين. يجب أن يتقن الإعلاميون هذه المبادئ قبل الشروع في مثل هذه المقابلات.

في المجتمع المحلي في شمال غرب سوريا، تكون المرأة والناجين ضحايا نظرة المجتمع لهم بسبب العنف الذي تعرضوا لهم في المعتقلات، خاصة من تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي. لذا، ندعو الجميع للانضمام إلينا في دعم تمكين المرأة داخل سوريا وخارجها وتقديم المساعدة اللازمة لها.

المصدر: قسم تمكين المجتمع في المنتدى السوري  الكاتب: أ. عبد الله العلو 
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ