
تظاهرة في دمشق للمطالبة بالإفراج عن "عصام بويضاني" بعد توقيفه في الإمارات
تجمع عشرات المدنيين، اليوم الاثنين، في ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية دمشق، مطالبين بالإفراج عن عصام بويضاني، القيادي في الجيش السوري الجديد والقائد السابق لفصيل "جيش الإسلام"، بعد أن أوقفته السلطات الإماراتية في مطار دبي أثناء محاولته مغادرة البلاد قبل يومين.
ورفع المحتجون لافتات وصوراً لبويضاني، مطالبين السلطات السورية بتكثيف جهودها للإفراج عنه وكشف مصيره، وسط تضارب في الروايات بشأن أسباب توقيفه، رغم حمله الجنسية التركية.
خلفيات التوقيف
ووفق مصادر مطلعة، فإن زيارة بويضاني إلى الإمارات لم تكن الأولى، إذ سبق أن زارها عدة مرات دون أن يتم توقيفه، وقد دخل الأراضي الإماراتية بجواز سفر تركي، حيث يحمل الجنسية التركية، وتم توقيفه باعتباره مواطناً تركياً لا سورياً.
ونقل موقع "المدن" عن مصادر أن توقيف بويضاني قد يكون مرتبطاً بملف اختفاء الحقوقية رزان زيتونة وزملائها الثلاثة في مدينة دوما نهاية عام 2013، وهي القضية التي يُحاكم بسببها "جيش الإسلام" ككيان قانوني أمام محكمة الجنايات في باريس، في إطار اتهامات تشمل التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب واختفاء قسري.
استبعاد فرضية مذكرة الإنتربول
فيما رجحت تقارير إعلامية أن يكون التوقيف تم بناءً على مذكرة سابقة قدمها نظام الأسد للإنتربول، استبعدت مصادر قانونية هذا الاحتمال، موضحة أن انفتاح دمشق على اللجنة التنفيذية في الإنتربول عام 2021 لم يمنح النظام صلاحيات إصدار مذكرات توقيف دولية جديدة، نظراً لوجود مذكرات اعتقال دولية سابقة بحق بشار الأسد وكبار مسؤولي نظامه.
مواقف وتصريحات
من جانبه، اعتبر حمزة بيرقدار، مدير المكتب الإعلامي في "جيش الإسلام"، عبر تغريدة على منصة "إكس"، أن "احتجاز قائد ثوري وقيادي في الحكومة السورية الجديدة مثل الشيخ عصام بويضاني تصرف غير مسؤول ولا مبرر له"، مضيفاً أن بويضاني "ذهب زائراً، فلم يُعامل معاملة الضيف".
سياق التوقيفات الأخيرة
يأتي توقيف بويضاني بعد أيام قليلة من الإفراج عن المواطن السوري مهند المصري، الذي كان قد ظهر إلى جانب الرئيس السوري أحمد الشرع خلال رحلة عودته من الإمارات، وكان المصري قد أوقفته السلطات الإماراتية بتهم تتعلق بغسل أموال لصالح "جبهة النصرة"، حيث سُجن لمدة ست سنوات قبل أن يتم إطلاق سراحه بوساطة سياسية رفيعة المستوى.
من هو عصام بويضاني؟
يعتبر عصام بويضاني، الملقب بـ"أبو همام"، من أبرز الشخصيات العسكرية السورية خلال سنوات الحرب، وتولى قيادة "جيش الإسلام" عام 2015 بعد استشهاد مؤسسه زهران علوش، وقاد معارك عدة في الغوطة الشرقية قبل أن تسقط بيد قوات النظام.
ولد بويضاني عام 1975 في مدينة دوما، وتلقى تعليماً دينياً إضافة إلى دراسة إدارة الأعمال قبل أن ينخرط في العمل العسكري، عقب سقوط نظام الأسد نهاية عام 2024، تسلّم بويضاني منصباً في وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية الجديدة.
خلفية عن "جيش الإسلام"
تأسس "جيش الإسلام" عام 2013، كواحد من أكبر الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية، وفيما بعد، اندمج الفصيل في وزارة الدفاع ضمن الحكومة السورية الجديدة عقب سقوط نظام بشار الأسد، وتتهم تقارير حقوقية دولية، بينها تقارير للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، الفصيل بانتهاكات شملت اعتقال ناشطين وصحفيين وحقوقيين تعسفياً، في وقت ينكر الجيش مسؤوليته عن هذه الأحداث.