
إسرائيل تدعي إرسال مساعدات للدروز في سوريا دون توضيح كيفية وصولها!
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الخميس، أنها أرسلت مساعدات إنسانية إلى المجتمعات الدرزية في سوريا خلال الأسابيع الماضية، زاعمة أنها نقلت 10,000 طرد من المواد الغذائية والمساعدات الأساسية إلى محافظة السويداء.
ومع ذلك، لم توضح الخارجية الإسرائيلية كيف أوصلت هذه المساعدات إلى السويداء ، رغم عدم وجود أي نقاط تماس بين إسرائيل والسويداء، ولم يصدر أي تأكيد من السكان المحليين أو الإعلاميين في السويداء عن وصول مثل هذه المساعدات أصلاً.
إسرائيل تحاول اللعب على وتر الإنسانية رغم صمتها السابق
في بيانها، قالت الخارجية الإسرائيلية إن المساعدات تضمنت زيتًا، دقيقًا، ملحًا، وسكرًا، دون تقديم أي تفاصيل حول كيفية نقلها إلى مناطق لا توجد فيها أي معابر مباشرة مع إسرائيل، ما يثير تساؤلات حول صحة هذه الادعاءات. كما أن الحكومة السورية لم تصدر أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي وصول هذه المساعدات، مما يعزز الشكوك حول الأهداف الحقيقية وراء الإعلان الإسرائيلي.
ازدواجية الموقف الإسرائيلي تجاه الدروز
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه إسرائيل لإظهار نفسها كمدافع عن حقوق الأقليات في سوريا، رغم أنها التزمت الصمت طوال السنوات الماضية عندما كانت السويداء تشهد احتجاجات يومية ضد بشار الأسد، دون أن تتدخل أو تقدم أي دعم لمطالب المحتجين.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تحاول توظيف هذه الخطوة في سياق سياسي يخدم مصالحها في سوريا، في محاولة لكسب تعاطف المجتمع الدرزي، الذي لطالما كان بعيدًا عن أجنداتها. فبينما تدعي اليوم دعم الدروز، تجاهلت سابقًا قمع الأسد لمظاهراتهم واحتجاجاتهم المستمرة، ما يعكس نهجًا براغماتيًا يهدف إلى تحقيق مصالحها الإقليمية أكثر من كونه خطوة إنسانية صادقة.
دوافع إسرائيلية مشبوهة وسط تصاعد التوترات
إلى جانب إعلان المساعدات، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى أن تل أبيب ستسمح للدروز السوريين بالدخول والعمل في مرتفعات الجولان المحتلة، وأكدت رويتزر أن مجموعة من حوالي 100 شخصية بارزة من الدروز السوريين ستزور مرتفعات الجولان يوم غدا الجمعة، وهي خطوة يراها البعض محاولة أخرى لكسب تأييد الأقلية الدرزية في سوريا، في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها البلاد.
ومع عدم وجود أي تصريحات رسمية من الحكومة السورية أو مصادر مستقلة تؤكد وصول هذه المساعدات، تبقى المزاعم الإسرائيلية محل شك، خاصة مع سجلها السابق في استخدام الأزمات الإنسانية كغطاء لأجنداتها السياسية والعسكرية في المنطقة.