
رفع العلم الإسرائيلي في السويداء يثير موجة غضب بين السوريين
أعرب ناشطون سوريون عن سخطهم واستنكارهم الشديدين بعد رفع علم الاحتلال الإسرائيلي في مدينة السويداء، في خطوة اعتبروها استفزازيةً تتناقض مع مبادئ الوحدة الوطنية والقضية الفلسطينية، خاصةً في ظل الحاجة المُلحّة لتوحيد الصف السوري واجتناب أي انقسام يُضعف الموقف في مواجهة التحديات.
وجاءت هذه الحادثة متزامنةً مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والتي تتضمن حصاراً خانقاً وقصفاً عشوائياً وترهيباً ممنهجاً، ما دفع الناشطين إلى وصف الفعل بـ"خيانة للوطن والعروبة"، والتأكيد على رفض أي محاولات لتطبيع العلاقة مع كيان الاحتلال أو استغلال الأزمات الداخلية لتمزيق النسيج الاجتماعي.
14 عاماً من الحرب دون الاستعانة بقوى الاحتلال
استعاد الناشطون ذكريات سنوات الحرب المريرة في سوريا، حين عاش الأهالي تحت وطأة القصف والدمار. استخدم نظام الأسد أسلحة محرمة عالمياً ضد المدنيين العزل الذين خرجوا يطالبون بالحرية والكرامة. سقط آلاف الضحايا بين قتيل ومعتقل ومهجّر، وتهدمت مدن بكاملها، فاضطر الأهالي إلى الاختباء في المغاور والبساتين والجوامع هرباً من الموت.
ورغم كل هذا الألم، بقي السوريون أوفياء لمبادئهم، فأبوا اللجوء إلى إسرائيل أو طلب العون منها، مؤكدين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني تحت نير الاحتلال منذ عشرات السنين. ثبت وعي أبناء الثورة السورية على حقيقة واحدة، بأن إسرائيل وقوى الاحتلال لا تنظر إلا لمصالحها، حتى لو كان الثمن دمار الشعوب وتشريدها.
نظّم السوريون آلاف المسيرات الاحتجاجية على مدار سنوات الحرب التي امتدت لـ 14 عاماً، رفعوا خلالها هتافات تطالب بالحرية والعدالة وإنهاء القتل وإنقاذ المدنيين ورفع الحصار، مع رفضهم لأي تدخل أجنبي ووعيهم التام بعواقبه الكارثية.
إدانة رفع علم إسرائيل
أعاد الناشطون تداول صور تلك المظاهرات، مؤكدين تمسكهم بروح الثورة السورية الأصيلة التي قامت من أجل الكرامة والحرية. وأكدوا أن التغيير الحقيقي يجب أن ينبع من إرادة الشعب السوري وحده، دون أي تدخل خارجي. كما أدانوا بأشد العبارات حادثة رفع العلم الإسرائيلي، ووصفوها بمحاولة لطمس هوية سوريا العربية وثوابت شعبها.
الحاجة لوحدة الصف
وأكّد النشطاء أن مثل هذه التصرفات لا تعبّر البتة عن تطلعات السوريين ولا عن مبادئ ثورتهم العظيمة التي قدّم من أجلها الشعب آلاف الشهداء. وأوضحوا أن سوريا، بعد أن خرجت من حرب طاحنة خلّفت دماراً شاملاً وأزمات إنسانية واقتصادية خانقة، باتت بأمس الحاجة إلى توحيد صفوف أبنائها لإعادة الإعمار ومواجهة التحديات.
وحذّروا من محاولات القوى الخارجية استغلال الظروف الصعبة لزرع الفتنة، داعين أبناء الشعب السوري إلى التمسك بالوحدة الوطنية والتعاضد فيما بينهم، والوقوف في وجه أي محاولات لتقسيم البلاد أو إثارة النعرات الطائفية التي تهدد نسيجهم الاجتماعي.
طريق الحرية والاستقرارفي سوريا طويل، ويؤكد أبناء البلاد، أنه لن يتحقق إلا بالتمسك بإرث الثورة وقيمها النبيلة، وبرفض كل محاولات تشويه مسيرتها أو استغلال معاناة شعبها. فالوحدة الوطنية والوعي الجماعي هما السلاح الأقوى لمواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل، ولمنع قوى الاحتلال من انتهاز الفرصة لتحقيق مصالحها.