
جدل واسع بعد ظهور صحفي إسرائيلي في قلب دمشق
أثار ظهور الصحفي الإسرائيلي إيتاي أنغيل، مراسل القناة 12 الإسرائيلية، في العاصمة السورية دمشق موجة كبيرة من الجدل والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد نشره صورًا له وهو يدخن النرجيلة في أحد مطاعم دمشق، مرفقًا منشوره بتعليق قال فيه: “من دمشق مع الحب”.
ولم يتوقف الجدل عند الصور والمنشور، بل زاد بعد إعلان أنغيل نيته عرض فيلم وثائقي جديد عن سوريا بعد سقوط نظام الأسد عبر القناة 12 الإسرائيلية مساء يوم الإثنين، مما أثار تساؤلات السوريين حول كيفية دخوله إلى البلاد، خصوصًا مع سياسة دمشق الصارمة في منع دخول الإسرائيليين.
وتساءل العديد من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي عن الطريقة التي تمكن بها أنغيل من الدخول إلى سوريا، في ظل القوانين التي تمنع دخول حاملي الجنسية الإسرائيلية. وزاد الغموض مع عدم صدور أي تعليق رسمي من السلطات السورية لتوضيح ملابسات دخول الصحفي.
وتداولت بعض الصفحات معلومات تفيد بأن أنغيل يحمل جواز سفر أمريكيًا بالإضافة إلى جوازه الإسرائيلي، وهو ما قد يكون قد سهل دخوله إلى سوريا دون الكشف عن هويته الإسرائيلية. ومع ذلك، أشار صحفيون إلى أن دخول أي صحفي إلى سوريا يتطلب تصريحًا رسميًا من وزارة الإعلام، خاصة إذا كان الهدف تصوير فيلم وثائقي، ما يعني أن الوزارة قد تكون على علم بهوية الصحفي وخلفيته قبل منحه الإذن بالتصوير.
قرار سابق بحظر دخول الإيرانيين والإسرائيليين
يأتي هذا الحدث بعد أسابيع فقط من إعلان شركات الطيران العاملة في سوريا عن تلقيها تعليمات تمنع نقل مواطنين يحملون الجنسيتين الإيرانية والإسرائيلية إلى البلاد. ووفقًا لمصدر في مطار دمشق نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، فإن “شركات الطيران التي تسيّر رحلات إلى دمشق تلقت تعليمات صارمة بعدم نقل إيرانيين أو إسرائيليين إلى سوريا”.
كما أكدت مصادر في شركات سياحية بدمشق أن الخطوط الجوية القطرية أبلغتهم بعدم الحجز للإيرانيين الراغبين بالسفر إلى دمشق، إلا أن أي تعليمات رسمية من وزارة النقل السورية بهذا الخصوص لم تصدر حتى الآن.
تصريحات متضاربة حول طبيعة الزيارة
أثار نشر الصحفي الإسرائيلي لمنشوره عن الفيلم الوثائقي المزيد من الجدل، حيث أكد صحفيون سوريون أن الدخول كسائح يختلف تمامًا عن الدخول بصفة صحفية، خاصة أن تصوير الأفلام الوثائقية يتطلب موافقات وتصاريح خاصة، واعتبر بعضهم أن وجود أنغيل في دمشق وتصويره فيلمًا وثائقيًا يشير إلى أن السلطات السورية كانت على علم بهويته الحقيقية.
هذا الجدل أثار تساؤلات حول سياسة منح التصاريح الصحفية في سوريا ومدى صرامتها، خصوصًا في ظل ما يبدو أنه خرق واضح للقيود المفروضة على دخول المواطنين الإسرائيليين، الأمر الذي فجر موجة استياء واسعة بين السوريين.
وتفاعل السوريون بغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين دخول أنغيل إلى دمشق استفزازًا لمشاعرهم، خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السوري المحتل والتوغل المتسمر للأراضي السوري في جنوب سوريا خاصة في درعا والقنيطرة، مؤكدين أن السماح له بالتصوير داخل دمشق تجاوز لكل الخطوط الحمراء.
وطالب مغردون ومعلقون بتوضيح رسمي من الجهات المعنية حول كيفية دخول الصحفي الإسرائيلي إلى البلاد، واصفين الأمر بـ”الفضيحة الإعلامية” التي تستدعي مساءلة المسؤولين عن منح التصاريح الإعلامية.