ألعاب الموت تسيطر على حياة أطفال حماة
تستمر معاناة أطفال ريف حماة ، وسط سوؤيا، مع استمرار حالة النزوح والقصف الذي يطال أماكن سكنهم,مما جعلهم يشهدون وداع العديد من الشهداء الذين يرتقون يومياً.
و يتأثر الأطفال بما يدور حولهم من أحداث جعلتهم يكبرون قبل أوانهم,هذه الأحداث والمشاهد اليومية ترسخت في أذهانهم وأصبحت جزءً أساسياً من حياتهم,فاصبحوا يلعبون بالموت.
عمر,عبد الكريم,اسلام,بيان,ديمة (أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات- 13 سنة) كانوا يحضرون تشييع الشهداء مع ذويهم وأقاربهم والذي تكرر كثيراً ، ويرون حالة الحزن التي تصيب أمهات الشهداء وأقاربهم,مما جعلهم يتأثرون بهذا الوضع ويدخلونه في حياتهم اليومية وألعابهم ,فما كان منهم الا أن أجتمعوا في منزل أحدهم وبشكل عفوي قامو بعمل مشهد تمثيلي يحاكي الواقع الذي يعيشونه.
عبد الكريم استلقى على الأرض ووضعوا على صدره مادة "رب البندورة" ليأخذ دور الشهيد, أما عمر واسلام وبيان وديمة لبسوا لبساس نساء كبيرات, ثم أجتعوا حوله وبدأوا بالبكاء,عمر بدأ بالبكاء الشديد ليأخذ دور قريبة أم الشهيد التي تحاول ان تخفف من حزن أمه وتقوم بالدعاء
على الرئيس السوري بشار الأسد الذي قتل الشهيد ,وتتمنى أن يصيب أطفاله ما أصابهم,بكاء شديد وعويل وحزن يكسر القلب لدرجة.
لم يكن يعلم هؤلاء الأطفال وهم يؤدون هذا المشهد التمثيلي أن هذا المشهد سيتحول الى حقيقة بعد فترة من الزمن عندما تم قصف بلدة كفرعويد في ريف ادلب, شمال سوريا, بالبراميل المتفجرة/مكان نزوحهم/مما أدى الى استشهاد الطفلة بيان/5 أعوام/وهي أحد الأطفال المشاركين بالمشهد التمثلي وأخيها عبد الرزاق/3 أعوام/ ,واصابة والدتهم التي كانت بحالة حرجة .
في سورية تتحول الألعاب الى حقيقة وخاصة العاب الموت فلا أحد يدري متى سيأتي دوره,هذه المعاناة لأطفال ريف حماة تتكرر بشكل مستمر,فما ان تنجلي الحرب حتى تظهر الأزمات النفسية التي أثرت على الأطفال.