من هو "لواء الشمال الديمقراطي" الذراع المساند لـ "قسد" ضد العشائر بـ دير الزور ..؟
من هو "لواء الشمال الديمقراطي" الذراع المساند لـ "قسد" ضد العشائر بـ دير الزور ..؟
● تقارير خاصة ٦ سبتمبر ٢٠٢٣

من هو "لواء الشمال الديمقراطي" الذراع المساند لـ "قسد" ضد العشائر بـ دير الزور ..؟

في خِضم احتدام المعارك الدائرة شمال شرقي سوريا، برز فصيل دون غيره على ساحة المواجهات المشتعلة شرقي سوريا، وقالت وسائل إعلام تابعة لما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) إن "لواء الشمال الديمقراطي"، المنضوي في صفوفها انخرط بشكل أساسي في العملية التي أطلقتها "قسد" تحت اسم "تعزيز الأمن"، ولمع نجم اللواء بسبب صدور الكثير من التصريحات الإعلامية باسم مسؤوليه حول المعارك الدائرة بريف دير الزور شرقي سوريا.

واعتبر ناشطون سوريون أن اهتمام إعلام "قسد"، الرسمي والموالي بتصدير شخصيات من هذا اللواء على وجه التحديد تأتي لنفي الاتهامات التي تطالها بشأن أهداف عمليتها التي راح بعضها إلى اتهام "قسد" بأنها تستهدف المكون العربي بشكل مباشر، ويعتبر إعلام "قسد" مشاركة اللواء الذي يضم مقاتلين عرب دليلاً على أن ليس هناك حرب (كردية عربية) شرقي سوريا.

مشاركة معلنة.. قائد اللواء يتوعد الخصوم!

 "عبسي الطه" الملقب بـ"أبو عمر الإدلبي"، قائد لواء الشمال الديمقراطي، برز مؤخراً بشكل لافت عبر عدة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد مشاركة اللواء في الحملة العسكرية والأمنية التي أطلقتها "قسد" بريف ديرالزور.

وظهر "أبو عمر الإدلبي"، في عدة لقطات من ميدان الأحداث الدائرة شرقي سوريا، بينها زيارة عدد من عناصر اللواء ممن سقطوا جرحى على يد مقاتلي العشائر العربية، كما أعلن أن من بين المصابين أسرى جرى تحريرهم بعملية مشتركة بين قوات الشمال الديمقراطي وقوات الكوماندوس.

وتوعد وهدد في كثير من المنشورات والتصريحات من وصفهم بـ"المرتزقة وعملاء لإيران وروسيا وتركيا"، في إشارة إلى الاتهامات التي تسوقها "قسد" ضد مقاتلي العشائر العربية، وكان نعى 5 مقاتلين من قوات اللواء المنضوية تحت "قسد"، وجميعهم ينحدرون من محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

المتحدث باسم اللواء يتصدر القنوات الإخبارية

 إلى جانب ظهور القائد العام لـ"لواء الشمال الديمقراطي"، برز المتحدث الرسمي باسم اللواء المعروف باسم "محمود حبيب"، حيث أجرى العديد من المداخلات الإعلامية التي تحدث فيها عن التطورات الميدانية وتبني الرواية الرسمية لقوات "قسد" بشكل كامل.

وكان لافتا أن تصريحات "حبيب"، لاقت انتشارا كونه يتحدث بلسان جهة رسمية عن تطورات ميدانية متسارعة ويكشف معلومات جديدة، وقد يندرج ذلك ضمن خطة قسد التي تهدف إلى إظهار اللواء المشارك في العملية بشكل بارز.

وتحدث الناطق باسم اللواء بأن إيران تعمل على إيصال السلاح عبر المناطق الممتدة بين دير الزور والبوكمال، معلنا العثور على مستودع للطيران المسيّر وصواريخ متقدمة في قرية العزبة بدير الزور شرقي سوريا.

ولفت إلى أن هناك جناح من دير الزور العسكري تابع للعشائر العربية تعاون مع الميليشيات الإيرانية وأراد الانشقاق، حيث جرى اكتشاف تعاونا خطيرا بين مجلس دير الزور العسكري والميليشيات الإيرانية.

 

 

واجهة إعلامية تعتمد الاستفزاز للظهور

اشتهر القيادي في "لواء الشمال الديمقراطي"، "خالد زينو"، الذي عمد إلى تغطية المعارك الدائرة، وبث في بداية الاشتباكات بين مقاتلي العشائر وقسد، ما قال إنها رسالة من دير الزور إلى الإعلام والرأي العام، ورسالة أبناء ادلب من دير الزور، برر خلالها العملية التي أطلقتها قسد، وزعم أن قصد لا تقاتل العشائر العربية، بل تقوم بملاحقة الإرهابيين.

واتهم من وصفها بـ"القنوات المغرضة"، بتأجيج الفتن وتصوير المعارك على أنها بين قسد وعشائر المنطقة، وقال اللواء من المكون العربي، ويشارك في العملية ضد المخربين، وظهر "زينو"، في كثير من المشاهد المصورة ووصف بأنه شخص مستفز ويهوى الظهور والتصريح الإعلامي.

واستغل القيادي المغمور تغطيته للأحداث للظهور الإعلامي وفق متابعون، حتى أطلق عليه ألقاب "بوق قسد"، وغيرها، وطالت بعض مقاطعه جدلا واسعا حيث استفز السكان ووجه إهانات وتطاول على المكون العربي والعشائر العربية في المنطقة الشرقية.

 

من التأسيس حتى الانضمام إلى "قسد"

تشكل اللواء في محافظة إدلب شمال غربي سوريا عام 2013 في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب وكان بقيادة "ألكسندر خليل"، وكان اللواء في الأصل يعرف باسم "لواء القعقاع" وتبعيته للواء "أحرار الزاوية"، حيث تواجدت مقراتهم في جبل الزاوية بمنطقة إدلب.

انضم الفصيل إلى "لواء أحرار الزاوية" في عام 2014، ثم انضمّ إلى "جبهة ثوار سوريا"، وأصبح في نهاية المطاف جزءاً من جبهة الإنقاذ السورية بحلول أيار/مايو 2014، وخاض معارك ضد عدة جهات بينها النصرة وداعش، ثمّ انضمّ إلى "قسد" في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وذلك في منطقة عفرين.

ومع تحرير الجيش الوطني السوري، مدعوما بالجيش التركي منطقة عمليات "غصن الزيتون"، من قبضة الميليشيات الانفصالية، انتقل اللواء إلى منبج بكامل عدّه وعتاده حيث انضمّ إلى مجلس منبج العسكري بعد خروج منطقة عفرين في آذار/مارس عام 2018 عن سيطرة ميليشيات "قسد".

ويقدر أن تعداد عناصر اللواء بحسب مصادر عسكرية تابعة له يبلغ حوالي 1200- 1300 عنصراً تقريباً، ويتركزون في مدينة منبج ومدينة الرقة وريفها، تحت قيادة "ألكسندر خليل" و"ألكسندر علاء" في منبج، و"طه العبسي"، الملقب "أبو عمر الإدلبي" في الرقة.

في تشرين الأول/أكتوبر 2019، توجّه اللواء من مدينة منبج إلى مدينة الرقة للمشاركة في صدّ الهجوم التركي ضمن المعركة التي أطلقت عليها اسم "نبع السلام"، شمال شرقي سوريا، حيث خسر خلال تلك المواجهات نحو 17 عنصراً، وعدد من الجرحى.

وتحدث ناشطون في موقع "الخابور"، المحلي عن إصابة "أبو علي برد" قائد ما يسمى جيش الثوار التابع لميليشيات قسد بجروح خطيرة إثر استهدافه من قبل مجهولين أثناء خروجه من اجتماع داخل الفرقة الـ 17 شمال الرقة.

أعلنت وسائل إعلام تابعة لقوات "قسد"، عن مشاركة "جيش الثوار"، قيادة وأفراد في حملة "تعزيز الأمن"، ودعا الأهالي في المنطقة إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتن التي تصب في المصالح الخارجية.

 

ويضم تشكيل جيش الثوار الذي أعلن عنه بتاريخ 3 - 5 - 2015 كلاً من (لواء المهام الخاصة - لواء 99 مشاة - قيادة سرايا النخبة - لواء الحمزة - لواء القعقاع - أحرار الشمال وجميعها من محافظة إدلب) بالإضافة لـ (كتائب شمس الشمال - لواء شهداء الأتارب - لواء السلطان سليم - جبهة الأكراد) من محافظة حلب وكتائب القادسية والفوج 777 من ريف حمص.

هذا وتتصاعد المواجهات المسلحة الدامية بين مقاتلي العشائر من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى في عدة بلدات وقرى بريف ديرالزور، وذلك في أعقاب عملية أطلقتها "قسد" تحت مُسمى "تعزيز الأمن"، ورغم بيان رسمي لقسد ذكر الكثير من دوافع الحملة، إلا أنها طالت "المجلس العسكري بديرالزور" بشكل مباشر، قبل تطور الصراع وتحوله إلى مواجهة مباشرة ومفتوحة مع عشائر عربية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ