تقرير شام السياسي 31-12-2015
المشهد المحلي:
• استنكر الأمين العام للائتلاف الوطني السوري محمد يحيى مكتبي الدور المساعد للأمم المتحدة في تهجير نظام الأسد للمواطنين السوريين من ديارهم ومدنهم، عبر اتخاذها دور الوساطة في الاتفاقات المحلية التي يُبرمها النظام، ويفرضها بالحديد والنار على سكان المناطق المحاصرة نتيجة التجويع والقصف اليومي، وقال مكتبي في كلمة مصورة أمس: إن المطلوب من الأمم المتحدة وكذلك من المجتمع الدولي اليوم، هو إيقاف إجرام النظام الإرهابي بمختلف أشكاله بحق السوريين، وتطبيق القرارات الأممية، وإيصال المساعدات وكسر الحصار، وليس أبداً المساعدة في تهجير المواطنين من ديارهم، وأكّد مكتبي على أن الأسد وحلفاءه اليوم يتكالبون لفرض سياسة التهجير والإبادة الجماعية بحق الشعب السوري، عبر خطة ممنهجة وتوزيع منظم للأدوار، ولفت مكتبي الانتباه إلى أن نظام الأسد يعمد بدعم روسي وإيراني إلى استخدام الحصار كوسيلة لإخضاع الشعب السوري وتجويعه وتهجيره، مؤكدا أنه من غير الممكن خلق مقاربة سياسية حقيقية في ظل هذا الإجرام والدمار الذي يزيد من حدته صمت المجتمع الدولي وعجزه، والذي يفتح الباب واسعاً أمام النظام لارتكاب مزيد من الجرائم، ويعزز صفوف المتطرفين وحججهم.
• شكّك عضو الائتلاف الوطني السوري عبدالحكيم بشار في إمكانية التوصل إلى حلّ في مفاوضات جنيف 3 كون نظام الأسد والنظام الإيراني قد اتخذا قرارهما الاستراتيجي في استمرار حربهما ضد الشعب السوري ولأن انهيار نظام الأسد هو انهيار للمشروع الإيراني في كامل المنطقة، وأكّد بشار، لصحيفة الرياض السعودية، أن المعارضة متفقة على ضرورة رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، وهذا الأمر مجمع عليه بين مختلف فصائل المعارضة بما فيها فصائل عسكرية كبرى تعمل على الساحة السورية، مشيرا إلى أن النظام الإيراني سوف يماطل بمخرجات هذا التفاوض ولكن في المقابل النظام الروسي مستعجل على الحل السياسي، لأن روسيا غير قادرة على الاستمرار بحرب طويلة في سورية، فوضعها الاقتصادي لا يسمح لها بالاستمرار، وشدد بأن فشل وهزيمة النظام الإيراني في الإبقاء على بشار الأسد في الحكم كان هو السبب الرئيس لدخول روسيا وعدوانها في سورية.
• أدان أعضاء في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هجمات إرهابية استهدفت مطاعم في القامشلي، وذهب ضحيتها مدنيون، وتبناها تنظيم "داعش"، وعزا عضو الهيئة السياسية حواس خليل ذلك إلى عجز المجتمع الدولي في قطع جذور الإرهاب؛ ممثلة في نظام الأسد وميليشياته، وأكد خليل أن ما يقوم به الاحتلال الروسي من مجازر بقصفه المدن والبنى الصحية والتعليمية الخدمية؛ إنما يؤخر الحل السياسي ويطيل معاناة الشعب السوري؛ مما يهيئ الظروف لتنظيم "داعش" للتمدد في ظل الفوضى، وأدانت عضو الائتلاف نورا الأمير هجمات القامشلي، معتبرة ما حدث يشابه أسلوب نظام الأسد الإرهابي، وقالت إن الحرب الحقيقية على الاٍرهاب تمر عبر تغيير سياسي وفق بيان جنيف، وإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات"، وأضافت "استمرار الأسد ما هو إلا مُحفِّز لتنامي الاٍرهاب وتنظيماته.
• قتل أكثر من 55 ألف شخص في سوريا في 2015، بينهم أكثر من 2500 طفل، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً، أن هذه الحصيلة ترفع إلى أكثر من 260 ألفا العدد الإجمالي للقتلى منذ بداية النزاع في آذار/مارس 2011، ومعظمهم من المقاتلين، ويقل هذا الرقم عن العام 2014 الذي اسفرت أعمال العنف خلاله عن مقتل 76 ألفا، وأكثرية القتلى هم من المقاتلين، منهم 7798 من الفصائل المعارضة وأكثر من 16 ألف جهادي من تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، وقد لقي أكثر من 17 ألفا بالإجمال مصرعهم في صفوف النظام، منهم أكثر من 8800 جندي ونحو 7 آلاف من عناصر الميليشيات الموالية لبشار الأسد، و378 عنصرا من "حزب الله" الإرهابي الذي يقاتل إلى جانب نظام الأسد، كما قتل أيضا 1214 مقاتلا أجنبيا، كما يقول المرصد السوري الذي يستند إلى شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.
• أفرج نظام الأسد عن عضوين في هيئة التنسيق بعد اعتقالهما لساعات أثناء توجههما إلى الرياض للمشاركة في اجتماع تعقده الهيئة العليا للتفاوض، وفق ما أعلنت الهيئة، وقالت الهيئة في تعليق على صفحتها على موقع فيسبوك: إنه تم الإفراج عن الزملاء أحمد العسراوي ومنير البيطار أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات وأعضاء المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية منذ قليل.. الحرية لجميع المعتقلين والأسرى، وكانت مخابرات بشار الأسد اعتقلت العسراوي والبيطار في نقطة الحدود السورية اللبنانية خلال توجههما لحضور اجتماع الهيئة العليا للتفاوض في الرياض، وتم اقتيادهما إلى جهة مجهولة، بحسب بيان سابق للهيئة أدان احتجازهما.
• أفادت مصادر سورية معارضة، على علاقة متواصلة مع روسيا، بأن الأخيرة تضغط لضم شخصيات من الأحزاب السورية المعارضة المُعترف بها إلى وفد المفاوضات مع النظام المرتقبة في شهر كانون الثاني/يناير المقبل، وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء: إنه من المعروف أن روسيا تضغط لإضافة شخصيات سورية معارضة من خارج تركيبة مؤتمر الرياض الأخير، كرئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية صالح مسلّم ورئيس مجلس سورية الديمقراطي هيثم مناع ورئيس جبهة التحرير والتغيير قدري جميل، لكن الجديد والمؤكد أن روسيا تضغط أيضاً لضم اثنين من رؤساء الأحزاب المُرخّصة أصولاً في سورية وتخطى برضى أجهزة الأمن السورية إحداهما سيدة، حسب تأكيدها، ونفت المصادر أن تكون القائمة التي ستُعلن عنها الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض هي القائمة النهائية، وقالت إن الهيئة ستُقدّم قائمة بممثليها في المفاوضات للمبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، ولا يوجد وعود منه باعتمادها حتى الآن، وسيقوم بدوره بمراجعة هذه القائمة وإضافة أسماء أخرى وفق تسويات روسية أمريكية، على حد وصفها.
المشهد الإقليمي:
• اتهم رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو روسيا بأنها ممتنة لوجود "داعش"، وأن نظام الأسد يبرر شرعيته بوجود "داعش"، وقال داود أوغلو، في لقاء تلفزيوني مع قناة (إن تي في) التركية، إنه لو قيل إن "داعش" سيزول غدا من الوجود، فإن أكثر من ينزعج من ذلك، هو نظام الأسد وإيران وروسيا، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول للأنباء، وتابع أن "داعش" يستمد القوة من القصف الروسي، على فصائل المعارضة المعتدلة، والجيش السوري الحر، الذين يدافعون عن حلب وإدلب، وأضاف داود أوغلو أنه من أجل هذا لا نريد أن نرى وحدات حماية الشعب والاتحاد الديمقراطي غربي نهر الفرات، مؤكدا متابعة تركيا لتطورات الأوضاع هناك عن كثب.
• قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه ليست لدى تركيا أطماعا في أراضي أية دولة، بل تأمل أن يعيش أبناء المنطقة الذين يُعتبرون إخواننا بالنظر إلى التاريخ والثقافة المشتركة، في جو يسوده الأمن والسلام، وأفاد بيان صادر عن مكتب رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أردوغان بعث برسالة تهنئة، بمناسبة رأس السنة الميلادية، أعرب فيها عن أمله في أن يجلب العام الجديد الخير للشعب التركي وللبشرية جمعاء، ولفت أردوغان أن الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس تعد مصدرا للعديد من المشاكل التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب، مضيفا أن تركيا تبنت موقفا إنسانيا وأخلاقيا ووقفت منذ البداية إلى جانب المظلومين والمتضررين في سوريا، وإن موقفنا المبدئي هذا، يسري على العراق ومصر وليبيا أيضا، واستطرد الرئيس التركي أنه ليس لنا هدفا سوى تحقيق أمن واستقرار إخواننا في المنطقة، حيث أننا نستضيف نحو 2.2 مليون لاجئ سوري و300 ألف لاجئ عراقي بينهم أشخاص من مذاهب وأعراق وأديان مختلفة.
• سُجل صباح اليوم الخميس إطلاق نار من المضادات الجوية التابعة لنظام الأسد عند الضفة السورية لمجرى النهر الكبير، باتجاه طائرة عمودية عسكرية للجيش اللبناني كانت تقوم بجولة في منطقه سهل عكار شمال لبنان، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أنه أفيد بإصابة الطائرة، وأن الطيارين تمكنوا من العودة بها إلى قاعدة القليعات الجوية ( شمال لبنان)، وأشارت إلى أن التحقيقات والاتصالات جارية لتبيان مسببات هذا الحادث الأول من نوعه.
المشهد الدولي:
• أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يناقش مع المسؤولين الأميركيين مسألة ترشح بشار الأسد لانتخابات العام 2017، وجدد تأكيد موقف موسكو بأن مصير القيادة السورية "شأن سوري داخلي يتم حله عبر الحوار"، ونفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، صحة معطيات نقلتها وكالة "بلومبيرغ" حول طرح بوتين موضوع ترشح الأسد في انتخابات 2017 خلال محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري أخيراً، وكانت الوكالة نقلت عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة، أن بوتين أكد ضرورة مشاركة الأسد في الانتخابات وأعرب عن الاقتناع بأنه سيفوز فيها، لكن بيسكوف وصف هذه الأنباء بأنها عارية من الصحة، مشدداً على أن بوتين وكيري بحثا في آفاق التسوية السياسية في سورية والعملية المتعددة المراحل لهذه التسوية، وأن الرئيس الروسي أكد بإصرار على أنه لا يمكن تقرير مستقبل نظام الأسد الداخلي من الخارج، وأن الشعب السوري فقط هو صاحب القرار.
• طلبت روسيا من أنقرة توقيف تركي تتهمه بقتل طيارها الذي تمكن من الهبوط بالمظلة حين اسقطت مقاتلات اف-16 تركية طائرته على الحدود السورية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إننا نطالب بإجراءات فورية من جانب السلطات التركية لتوقيف الب ارسلان جيليك وكذلك المتآمرين معه واحالتهم إلى القضاء بتهمة قتل الطيار الروسي، وفي مقابلة مع صحيفة "حرييت" التركية نشرت الأحد قال المواطن التركي جيليك الذي يقاتل مع المعارضين التركمان في سوريا إن ضميره لا يؤنبه على شخص يلقي قنابل على السكان التركمان يومياً، في إشارة إلى الطيار الروسي، وعبرت زخاروفا عن استغراب واستنكار موسكو لرؤية إحدى أبرز الصحف التركية تفرد مساحة واسعة لقتلة وإرهابيين يفاخرون بجرائمهم وينشرون الحقد ضد روسيا والشعب الروسي عبر خطاب قومي، على حد تعبيره.
• جددت موسكو رفضها لمشاركة تنظيمي جيش الإسلام وأحرر الشام بأي شكل من الأشكال في التسوية السياسية للأزمة السورية، وقال أوليغ سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة مع وكالة "تاس" إنه يجب إدراج جيش الإسلام وأحرار الشام على قائمة التنظيمات الإرهابية، باعتبار أنهما يعجزان عن المساهمة بأي قسط في تحقيق الأهداف السياسية المشتركة لسوريا برمتها، حسب تقديره، واعتبر أوليغ أن جيش الإسلام وأحرار الشام يعدان تنظيمان إرهابيان وإجراميان يجب القضاء عليهما ووضع حد لأنشطتهما الإجرامية، وأشار إلى أن الجهود لوضع قائمة متفق عليها للتنظيمات الإرهابية التي تقاتل في سوريا مستمرة، مضيفا أن موسكو ترى أنه من السابق لأوانه نشر اقتراحاتها بهذا الشأن طالما تستمر المحادثات.