تقرير شام السياسي 20-08-2015
المشهد المحلي:
• بحثت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري اليوم خلال اجتماعها البيان الرئاسي الصادر عن الأمم المتحدة، والذي تبنى خطة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وأكد عضو الهيئة السياسية الحالية والرئيس السابق للائتلاف هادي البحرة على أنه لا يمكن لأي حل سياسي أن يكون ناجحاً دون وجود إرادة دولية ملزمة لنظام الأسد بالتعاطي الجدي مع عملية الانتقال السياسي لتمكين الشعب السوري من إعادة صياغة الدستور واختيار قياداته عبر انتخابات حرة ونزيهة، ولفت البحرة إلى أن نظام الأسد استجاب للبيان الرئاسي الصادر عن الأمم المتحدة بتكثيفه للأعمال العسكرية وارتكاب الجرائم بحق المدنيين، معبراً عن أسفه لعدم ارتقاء الإرادة الدولية حتى هذه اللحظة لما يقتضي أن تكون عليه من جدية وحزم.
• أكد الائتلاف الوطني السوري على أن تفعيل الحل السياسي وتهيئة المناخ الملائم لدفع العملية السياسية؛ لا يمكن أن يبدأ إلا بوقف القتل بشكل جذري، ومنع إجرام نظام الأسد المستمر لاستهداف المدنيين وما تبقى من مقومات الحياة في سورية، مشيراً إلى أن مواصلة السياسة الهمجية لنظام الأسد وسط عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات فعلية وآليات حازمة للجمه وحماية المدنيين؛ إنما هو سكوت عن إرهاب دولة، وتقويض لإمكانات الحل السياسي، ولفت الائتلاف إلى أن نظام الأسد يكشف توجهاته بنشر الفوضى وتمهيد الطريق للتنظيمات الإرهابية من خلال استهدافه لأي عمل تقوم به قوى الثورة السورية لعودة الحياة المدنية وتنظيم عمل المناطق المحررة.
• أعلن مجلس القضاء السوري الحر المستقل عن توقفه التام عن التعامل مع مؤسسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، معتبراً أن الائتلاف بشكله الحالي وطريقة تعامله هو مؤسسة فاشلة، وقال المجلس في بيان له، إنه قرر وقف أي تعامل رسمي مع الائتلاف كمؤسسة وسيكتفي بالتعاون مع من وصفهم بالمخلصين من أعضائه، وبرر المجلس قراره هذا بكثرة الأخطاء القانونية التي يقع بها الائتلاف، واتهمه أنها وصلت لحد العبث، حيث يتجاهل الائتلاف قضاة سوريا الذين تركوا المناصب وقطعوا صلاتهم بالنظام، رغم إبلاغ الائتلاف بملاحظاتهم ومواقفهم تجاه العثرات، بحسب البيان، كما أكد على أن العالم لا يفهم لغة العواطف وإنما لغة القانون، معيباً على الائتلاف تقصيره في البحث عن حلول قانونية للقضية السورية ولمشكلات الشعب السوري، وعدم الوصول لاعتراف قانوني بالمعارضة، أو تجهيز ملفات يمكن استخدامها لإدانة نظام الإجرام وتجاوز التعطيل الحاصل في مجلس الأمن.
• زعم وزير خارجية الأسد، وليد المعلم، إن بلاده بدأت تتعرض لما وصفها بـ"المؤامرة" بعد رفضها إشراك الإخوان المسلمين في السلطة بطلب تركي، داعيا مصر إلى مراجعة قرار خفض التمثيل الدبلوماسي مع دمشق، إلى جانب رفض أي طلب سعودي لإنهاء أدوار إيران و"حزب الله" ببلاده، وقال المعلم، في حديث لصحيفة "الأخبار" المصرية شبه الرسمية هو الأول له مع وسيلة إعلامية مصرية منذ بدء الأزمة في سوريا، إن بلاده رفضت ما وصفه بـ"الطلب التركي بإشراك الإخوان في الحكم فبدأت المؤامرة ضدها" على حد تعبيره، داعيا إلى إلغاء قرار الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي بتخفيض مستوى العلاقات مع سوريا، ونفى المعلم أن تكون روسيا بوارد التفاوض على مصير بلاده، قائلا إن جميع من وصفهم بـ"المتآمرين علي سوريا" هم مأزومون وفي وضع صعب يقترب من اليأس، وكشف وجود ما وصفه بالتعاون الأمني الذي قد يكون مقدمة لتطبيع العلاقات بين البلدين، واصفا مستوى العلاقات الحالي بأنه ليس طبيعيا
• أصدر بشار الأسد مرسوماً يقضي بإعفاء وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل كندة الشماط من منصبها، إضافة إلى إعفاء وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وذكرت وكالة أنباء النظام "سانا" أن الأسد أصدر مرسوماً بتسمية ريما القادري وزيرة للشؤون الاجتماعية، بعد إعفاء كندة الشماط من مهماتها، وأصدر مرسوماً آخر بتسمية جمال شاهين وزيراً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، بعد إعفاء حسان صفية من مهماته.
المشهد الإقليمي:
• قال فؤاد أقطاي مدير وكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن أوروبا لا تستوعب بالكامل ضخامة أزمة اللاجئين السوريين وإن عليها أن تفتح حدودها لتحمل مسؤولية تحملتها تركيا وحدها حتى الآن، وقال أقطاي لـ"رويترز" إن تركيا تركت وحدها وكأن هذه المشكلة مشكلتها، ولفت إلى أن هذه ليست مشكلة صنعتها تركيا ولا هي مشكلة يمكنها أن تنهيها، مضيفا إنها مأساة إنسانية وإذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يقف مع تركيا فهذا سيخدم مصالحه مباشرة، وقال أقطاي إن سياسة الباب المفتوح ستسهم في استيعاب أوروبا لحجم المشكلة وتشجعها على التحرك لمعالجة الأسباب الأصلية للصراع في سوريا، وأضاف إن إبقاء الباب مفتوحا لا يستلزم حدودا فعلية رغم أن البحر المتوسط يعني أن أوروبا تشترك في الحدود، وقال إن تركيا تبحث أطرا قانونية جديدة تسمح بتشغيل اللاجئين حتى يتمكن من يقيم منهم لفترة طويلة من التكيف مع ظروف الحياة على نحو أفضل وهي خطوة قد تساعد في خفض أعداد الباحثين عن فرص السفر إلى أوروبا.
• قال علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، إن تنسيق الجهود بين تركيا وإيران بإمكانه أن يحلَّ مشاكل المنطقة، وعلى رأسها سوريا والعراق وفلسطين، ونقلاً عن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا)، اتهم رفسنجاني في لقائه بالسفير التركي في طهران رضا هاكان تكين ما سماهم أياد تسعى للمساس بالعلاقات بين البلدين، قائلاً إنه وفي مثل هذه الظروف تقوم بعض وسائل الإعلام المتطرفة بإثارة المشاعر لأغراض خاطئة، واعتبر أنه لا سبب يدعو للتنافس بين إيران وترکيا في القضايا الإقليمية، موضحا أن التجربة تقول إنَّ التعاون بين البلدين من شأنه أن يؤدي لتعزيز واستمرار الأمن الداخلي فيهما، والخلاف في وجهات النظر بيننا في مختلف القضايا أمر طبيعي.
• اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن فشل المخططات العسكرية لأمريكا وحلفائها الغربيين والإقليميين في سورية دفعهم للتراجع والإعلان عن رغبتهم في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، وقال بروجردي في حديث لموقع العهد الإخباري اللبناني إن لا حل عسكريا للأزمة في سورية لكن الأمريكيين وحلفاءهم الإقليميين والأوروبيين كانوا يؤيدون الحل العسكري ويدعمون ويسلحون من وصفهم بـ"الإرهابيين"، داعيا كل من يطالب بحل سياسي داخل سورية إلى التخلي عن المس بإرادة الشعب السوري وسيادته، حسب وصفه، وشدد بروجردي على وجوب حل الأزمة عبر حوار سوري سوري، معتبرا أنه لا يمكن تقرير مصير سورية في جنيف أو أي مكان آخر.
المشهد الدولي:
• دعت سفارة الائتلاف الوطني السوري في ألمانيا والجالية السورية في برلين إلى اعتصام حاشد لإحياء الذكرى الثانية لمجزرة الأسد الكيماوية في غوطتي دمشق، وللتضامن مع أهالي مدينة دوما عاصمة الغوطة الشرقية، والتي استهدف الأسد سوقها الشعبي مودياً بحياة أكثر من 120 شهيداً فيها، ودعا سفير الائتلاف في ألمانيا بسام العبد الله كل السوريين الأحرار وأصدقاء الشعب السوري في ألمانيا إلى المشاركة والوقوف معاً في هذه الذكرى الأليمة، إجلالاً لشهداء مجزرة دوما ومجزرة الكيماوي، وكل شهداء سورية الذين قضوا بأسلحة الأسد الكيماوية وجرائمه، والتعبير عن استنكار السوريين للصمت والتخاذل الدولي تجاه هذه المجزرة ومرتكبيها، ودعوة العالم بصوت واحد لوضع حد للمجرم الذي بات معروفاً لدى الجميع، وسيقام الاعتصام أمام بوابة براندنبورغ التاريخية وسط العاصمة برلين يوم الجمعة في الحادي والعشرين من شهر آب الجاري في الساعة السادسة مساء.
• أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح للقاء نظيره الأميركي باراك أوباما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وصرح لافروف بأن زملاءنا الأميركيين يرسلون إلينا مؤشرات بأنهم يريدون إبقاء الاتصال بعد تأكيد حضور بوتين الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، وأضاف أنه إذا كان هناك أي اقتراح من هذا القبيل، أعتقد أن رئيسنا سيفكر في تلبيته، وجاء ذلك في تصريح نقله التلفزيون الرسمي من شبه جزيرة القرم الأوكرانية على البحر الأسود التي ضمتها روسيا في مارس الفائت، ويعود آخر لقاء بين بوتين واوباما الى نوفمبر 2014 لكنه كان مقتضبا وباردا على هامش قمة التعاون الاقتصادي في آسيا-المحيط الهادئ في الصين.
• قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض حظر للتسلح على حكومة الأسد في أعقاب الهجمات الجوية المتكررة على الأسواق الشعبية والمناطق السكنية في دوما في 16 أغسطس/آب 2015، وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: إن قصف سوق حافلة بالمتسوقين والباعة في وضح النهار يظهر استهانة حكومة الأسد المروعة بالمدنيين، مضيفا أن هذه المجزرة الأخيرة تأتي كتذكرة جديدة ـ إن كان ثمة ما تزال حاجة إليها ـ بالاحتياج العاجل لتحرك من مجلس الأمن بشأن قراراته السابقة، واتخاذ خطوات لوقف الهجمات العشوائية.