تقرير شام السياسي 06-08-2015
المشهد المحلي:
• عقدت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني اجتماعاً اليوم الخميس مع المبعوث الأميركي الجديد إلى سورية مايكل راتني ووفده المرافق، وبحث الطرفان الأحداث الميدانية وخاصة ما يجري في الزبداني إضافة إلى التطورات السياسية الأخيرة حول سورية، وأشار أعضاء الائتلاف إلى الوضع الإنساني في سورية وضرورة وفاء الدول بالتزاماتها في دعم الشعب السوري، والتي لم تتجاوز حتى اللحظة نسبة 26% مما هو مطلوب منها، وتم التطرق إلى الإحاطة التي تقدم بها المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى مجلس الأمن، وموقف الائتلاف منها، كما تم الحديث عن النشاطات السياسية التي شهدتها المنطقة في الأيام القليلة الماضية وخصوصاً لقاءات الدوحة، وجهود الائتلاف في الحوار السوري - السوري ولا سيما الاجتماع الأخير في بروكسل الذي جمع الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية، وحضر جانباً من اللقاء كل من رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة ووزير الدفاع اللواء سليم إدريس، وتم التعرض إلى برنامج التدريب والتجهيز وآفاقه، في حين قدم رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة لمحة عن احتياجات الحكومة من أجل تفعيل خدماتها في المناطق المحررة.
• استقبل أحمد الجربا الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض في مقر اقامته الحالية في القاهرة ميخائيل بوغدانوف ممثل الرئيس الروسي والمبعوث الخاص للشرق الأوسط، وتبادل بوغدانوف و الجربا وجهات النظر، بهدف تنشيط سبل الحل المنشود وإنجاز العملية السياسية وفق بيان جنيف 1، وأكدت مصادر متابعة أن اللقاء كان إيجابيا وأن بوغدانوف وضع الجربا في إطار تحركاته الأخيرة الدولية والإقليمية في الدوحة وطهران والاجتماع الثلاثي السعودي الروسي الأمريكي الأخير، وقالت المصادر أن الجربا أعرب خلال اللقاء عن تطلعات الشعب السوري وأن وصول المنطقة إلى تفاهمات يجب ألا يكون على حساب آمال السوريين وطموحاتهم، وأكد الجربا تمسكه بحل سياسي يستند إلى مرجعية جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بغية تشكيل هيئة حكم تدير المرحلة الانتقالية التي تنتهي بإجراء انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة جديدة.
• كشفَ الشيخ أحمد معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري تفاصيلَ محادثاته التي جرت بالدوحة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مشيراً إلى أهمية التواصل المباشر مع روسيا لمعرفة أية تغيرات في مواقفها المعلنة وغير المعلنة، باعتبارها دولة أساسية في دعم نظام الأسد، وقال الخطيب في حوارٍ مع صحيفة "الشرق" القطرية إنّه لمس من خلال لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الماضي أنّ الموقفَ الروسي تجاه ما يحدث في سوريا لم يتغيّر، وأنّ حديثَ روسيا عن حل بمشاركة كافة الأطراف حديثٌ عام وتزيينٌ لفظي لا يمكن ترجمته إلى مضامين حقيقية، ونفى الخطيب ما راج بشأن احتمال توليه رئاسة حكومة انتقالية في سوريا، مؤكداً أنّ الحديث عن حكومةٍ انتقالية لا يكفي لإنقاذ سوريا دون توضيح مآل المسؤولين عما جرى وصلاحيات هذه الحكومة.
• أجاز المجلس الإسلامي السوري في فتوى له، التنسيق مع الحكومة التركية لقتال تنظيم "داعش"، بوصفه من الخوارج الذين خلطوا بين الغلو في الاعتقاد والقول والعمل، وبين الاختراق الذي يصل إلى مستوى القادة، بحسب البيان، وأكدت الفتوى التي نشرها المجلس يوم أمس/ الأربعاء على موقعه الرسمي، على وجوب قتال التنظيم من قبل جميع الفصائل، وخاصة أن التنظيم فتك بخيرة العاملين في ساحات القتال والإغاثة والإعلام والقضاء والدعوة إلى الله، ممن لم يقدر النظام المجرم عليهم، وأجاز المجلس الذي يتخذ من مدينة إسطنبول التركية مقرا له، التعاون مع حكومة أنقرة في قتال تنظيم "داعش" وجميع المعادين للثورة السورية، وأضاف أنه حتى لو فرض القول بالمنع والتحريم لهذا التعاون، فإنه يكون جائزاً ومباحاً، بل قد يصل إلى الوجوب، لأن الشعب السوري في أعلى درجات الضرورة، بعد أن استبيحت الأعراض والأموال، وشرد الملايين في بقاع الأرض كلها، ومات الكثير منهم جوعاً وبرداً.
• أعلنت جبهة النصرة موافقتها على تسليم النقاط التي تسيطر عليها على الحدود السورية – التركية لكتائب الثوار، وذلك بعد اجتماع ضم الفصائل العسكرية الكبرى في حلب، وفق وكالة "مسار برس"، وقامت النصرة بتسليم قرية حور كلس للواء السلطان مراد التابع للثوار عقب الاتفاق، كما تعهدت بإخلاء جميع مواقعها على جبهات تنظيم "داعش"، وتسليم جميع مقراتها في مدينة أعزاز الواقعة بريف حلب الشمالي للجبهة الشامية، وكانت الحكومة التركية قد أعلنت، في وقت سابق، رفضها أي تواجد للنصرة على الحدود السورية التركية، وذلك ضمن المشروع الذي أعلنت عنه مسبقاً والمتعلق بتشكيل منطقة آمنة في الشمال السوري تمتد من عفرين إلى أعزاز إلى جرابلس، على مسافة 140 كيلومتراً طولاً، وبعمق 50 كيلومتراً.
المشهد الإقليمي:
• قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الفوضى وعدم الاستقرار في سوريا والعراق ينعكسان على الدول المجاورة وإن الوضع لن يتغير حتى يتغير الرئيس في سوريا، وجاءت تصريحات أوردغان خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الإيراني حسن روحاني أمس الأربعاء، وذكرت قناة "هابر تورك" التلفزيونية أن الرئيسين ناقشا الوضع في المنطقة والعمليات العسكرية التركية ضد تنظيم "داعش" في سوريا وحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وقال أردوغان إنه لن يكون هناك استقرار في سوريا ما بقي بشار الأسد على سدة الحكم، وقال روحاني ردا على تصريحات أوردغان حسب ما ذكرت القناة: توجد بين إيران وتركيا بعض الخلافات بخصوص عدد من المواضيع لكنها لا تؤثر على أهمية تطوير العلاقات الثنائية بينهما، وبخصوص العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، صرح أوردغان أن الغارات تعتبر حق تركيا في الدفاع عن نفسها وتكفلها المادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة.
• استنكرت تركيا موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشأن العمليات العسكرية التركية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، واستدعت ممثل الجامعة في أنقرة لإبلاغه رفضها بيان العربي بهذا الشأن، وأفادت وكالة الأناضول أن الخارجية التركية استدعت ممثل الجامعة في أنقرة السفير محمد الفاتح ناصري إلى مقر الوزارة، وأبلغته رفضها بيان العربي بشأن العمليات العسكرية التركية في شمال العراق، وأصدرت الخارجية التركية بيانا اعتبرت فيه أن بيان العربي يعبر عن موقفه الشخصي، ولم تتم مناقشته داخل جامعة الدول العربية، وقالت الوزارة إن العربي لم يرفع صوته حيال تصريحات حزب العمال الكردستاني التي أشارت إلى تأسيس بؤرة على الأراضي العراقية للقيام بعمليات إرهابية ضد تركيا.
• أعلنت عُمان أن وزير خارجيتها يوسف بن علوي بن عبد الله استقبل، اليوم الخميس، وزير خارجية الأسد، وليد المعلم، في العاصمة مسقط، وذلك لبحث أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، ومناقشة القضايا الإقليمية، وقالت وكالة الأنباء العمانية إن وزير الخارجية العماني استقبل ظهر اليوم المعلم على رأس وفد لنظام الأسد، حيث بحث الجانبان أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وتبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وأوضحت الوكالة أن الوزيرين متفقان على أن الوقت حان لتوحيد الجهود البناءة لـ"إنهاء" الأزمة السورية، وأضافت أن الجانب العماني ضم وكيل الوزارة للشؤون الدبلوماسية أحمد بن يوسف الحارثي وعددا من المسؤولين بوزارة الخارجية، بينما كان فيصل مقداد نائب وزير خارجية الأسد من بين أعضاء وفد النظام.
المشهد الدولي:
• أكدت واشنطن على أن القوات السورية المعارضة التي تتبع برنامج التدريب والتسليح الأمريكي، لن تقاتل قوات جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، ونفى متحدث وزارة الخارجية مارك تونر في الموجز الصحفي اليومي، أن تقوم قوات المعارضة السورية المدربة من قبل قوات التحالف بمهمة غير قتال تنظيم الدولة، مشددا على أن بلاده ستتخذ خطوات لحمايتهم، فيما لو تعرضوا لتهديد من النصرة، وأضاف تونر أن موقفنا من النصرة معروف بشكل جيد، ونحن سنواصل حماية هذه القوات أثناء تصديهم لـ"داعش" شمالي سوريا، مشيرا إلى أن واشنطن قدمت لهم غارات دفاعية، للمساعدة في حمايتهم أينما كانوا.
• أفاد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أنه توصل إلى اتفاق مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، قد يحمل الأمم المتحدة على تشكيل مجموعة خبراء مكلفة تحديد المسؤولين خلف الهجمات بغاز الكلور في سوريا، وقال كيري غداة لقاء مع لافروف في ماليزيا: بحثنا كذلك في قرار الأمم المتحدة وأعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق يفترض بموجبه أن يتم التصويت على هذا القرار قريباً وأن تنشأ آلية لمحاسبة المسؤولين، وكان دبلوماسيون في الأمم المتحدة قد رجّحوا أن يصوّت مجلس الأمن، غداً الجمعة، على اقتراح أميركي يطلب من الأمين العام للمنظمة الدولية ومن منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية تشكيل فريق محققين، لتحديد المسؤول عن هجمات بالغاز السام في سوريا، وأكد دبلوماسيون في نيويورك أن التصويت قد يتم يوم الجمعة في حال لم يعترض أحد من أعضاء المجلس على المسودة.
• التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موجيريني، وبحثا الوضع في سوريا وأوكرانيا، وجرى اللقاء بين لافروف وموجيريني، على هامش مشاركتهما في منتدى اتحاد دول جنوب شرق آسيا "آسيان" في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وصرح بذلك مصدر في الوفد الروسي المشارك في المنتدى، حسبما أوردت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، وأضاف المصدر أنه قد نوقشت مجموعة كاملة من القضايا، بما فيها الوضع في أوكرانيا وسوريا، ومكافحة الإرهاب، وموضوع الهجرة غير الشرعية والعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي.