تقرير شام السياسي 03-09-2015
المشهد المحلي:
• أطلقت نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نغم غادري نداءً إلى شعوب العالم لمساعدة الشعب السوري الجريح، والضغط على أصحاب القرار السياسي في بلدانهم من أجل تسهيل عبور اللاجئين السوريين وتوفير إقامة مؤقتة آمنة لهم، وأكدت غادري أن مأساة الغرق المستمرة التي عبرت عنها صورة الطفل السوري الغريق "آلان" توضح شدة المعاناة التي يرزح تحتها الأطفال السوريون جرّاء إرهاب نظام الأسد؛ وأكدت نائب رئيس الائتلاف على أن السوريين يحتاجون اليوم إلى تضامن عالمي، مخاطبة الهيئات المدنية والحقوقية حول العالم والنشطاء الذين يقرون بقيمة الإنسان وقدسية الحياة البشرية إلى التحرك لإنقاذ السوريين من جميع المخاطر والكوارث التي تحيط بهم من كل جانب.
• قال أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة إن الموقف الروسي المنحاز إلى نظام القتل بدأ يمارس دوراً لعرقلة أي خطوات ملموسة لتنفيذ قرار مجلس الأمن المتعلق بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، مشيراً إلى أن كل تأخير في البدء يعني تأخيراً في الوصول إلى النتائج التي تضمن تحقق العدالة، وأضاف العبدة أن المحاولات الروسية للعرقلة والتأخير تساهم في التغطية على نظام الأسد الذي تؤكد كل القرائن تورطه في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري، ولفت الانتباه إلى أن روسيا اليوم بدأت بلعبة بيروقراطية جديدة لكسب الوقت وتأخير التحقيق، يأتي ذلك إلى جانب الدعم العسكري والاقتصادي والغطاء الدبلوماسي الذي توفره للأسد منذ خمس سنوات بينما هو يتابع الإجرام والقتل.
• وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 18 شخصاً من الكوادر الطبية في سورية في آب 2015، على يد قوات نظام الأسد، وقالت الشبكة إن القصف المستمر من عصابات الأسد منذ عام 2011 على المنشآت الطبية، واستهداف الكوادر الطبية بعمليات القتل والاعتقال، يدل على سياسة متعمدة تهدف إلى إيقاع المزيد من القتلى وزيادة معاناة الجرحى، وأضافت الشبكة إن نظام الأسد انتهك القانونين الدولي الإنساني والعرف الإنساني بشكل صارخ، وارتكب مجازر ترقى لأن تكون مجازر حرب باستهدافها للمنشآت الطبية وكوادرها، في حين يمارس تنظيم "داعش" الذي قتل مسعفاً في الهلال الأحمر السوري أفعالا ترقى لأن تكون جرائم حرب عبر عمليات التعذيب والقتل خارج نطاق القانون، وطالبت الشبكة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما يحصل في سورية على الأقل بحق الكوادر الطبية، وألا يبقى صامتاً وسط شلال الدماء اليومي، كما طالبت روسيا والصين بالكف عن تقديم الحماية لنظام ثبت على نحو قاطع ارتكابه لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
• في استمرار للانفصال عن الواقع، وتأكيداً على أن التاريخ لم يشهد مثيلاً لإجرام نظام البراميل وأزلامه، وصفت حكومة الأسد تعامل بعض الدول الأوروبية مع المهاجرين بالمخزي، ونقلت وسائل إعلام بشار الأسد عن الحكومة قولها، إنها بحثت باستفاضة مسألة الهجرة خارج سوريا، وناقشت أسبابها وظروفها وما تؤدي إليه من مخاطر، ووصفت حكومة الأسد تعامل بعض الدول الأوروبية مع المهاجرين إليها بشكل مخز ومخالف لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، وتناولت مناقشات الحكومة، بحسب إعلام النظام، ضرورة معالجة ملف الهجرة وملاحقة مافيات التهريب، وإيجاد برامج تنموية تساهم في تعزيز استقرار المواطن السوري.
المشهد الإقليمي:
• قال نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، إن معالجة مشكلة اللاجئين أكبر من أن تقوم بها الجامعة، معرباً عن أسفه الشديد لما يعانيه الشعب السوري من تهجير ومعاناة، جاء ذلك في تصريحات صحفية له، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، اليوم الخميس، تعليقاً على معاناة السوريين الفارين من الحرب في سوريا، والتي تجلت أمس، في صورة طفل سوري غارق ألقته المياه على شاطئ منتجع (بودروم) السياحي التركي، بعد وفاة 12 لاجئًا سوريًا أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية، وأعرب العربي عن أسفه الشديد، للحادثة، مقرًا بعجز الأمانة العامة للجامعة في معالجة تلك المشكلة، معتبراً أن المشكلة الحقيقية للمأساة تكمن في حل المشاكل السياسية في سوريا.
• قالت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى إن الولايات المتحدة عطّلت إقامة تركيا لمنطقة آمنة شمال سورية، واشترطت لدعمها إزاحة هذه المنطقة نحو الغرب، بعيداً عن مناطق يسيطر عليها أكراد في شمال سورية، وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن أنقرة وواشنطن اتفقتا من حيث المبدأ على دعم منطقة آمنة شمال سورية خالية من تنظيم "الدولة الإسلامية" مع توفير غطاء جوي لحماية قوات المعارضة السورية التي يوافق عليها الجانبان، لكن تنفيذ هذه المنطقة اصطدم برغبة أمريكية بتغيير إحداثياتها وسحبها نحو الغرب بعيداً عن مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب التابعة لهذا الحزب، الذي يعتبر امتدادا لحزب العمال الكردستاني التركي المحظور، وأوضحت أن الولايات المتحدة أوقفت دعمها للفكرة إن لم تغيّر تركيا إحداثيات المنطقة الآمنة وتدفعها نحو الغرب بعيداً عن مدن وبلدات يحاول الأكراد السيطرة عليها، ما يوحي بوجود تنسيق أمريكي مع أكراد شمال سورية.
• دعا الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، التونسيين وجميع الأمم العربية إلى التدخل لأجل مساعدة السوريين في محنتهم، وقال المرزوقي إن ما يحدث لهم يعد مأساة إنسانية فاقت كل ما يمكن تحمله، وهي امتحان للعرب والعروبة والقيم، ودعا المرزوقي في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك حكومة بلاده إلى فتح الباب لإخوتنا السوريين وأن ينهض المجتمع المدني التونسي لمد يد العون لأهلنا في سوريا الشهيدة، وأكد المرزوقي أنه على ثقة بأن آلاف العائلات التونسية وأولها عائلته ستقبل بتقاسم اللقمة والبيت، مطالباً التونسيين والتونسيات وكل الدول وكل الشعوب العربية باستضافة اللاجئين السوريين، وإلّا فإن مأساتهم ستبقى إلى الأبد وصمة عار في جبين الجميع.
• أعلن مسؤول إيراني اليوم الخميس في العاصمة السورية دمشق أن بلاده قدمت مبادرة لحل الأزمة السورية إلى بشار الأسد، وقال حسين عبد اللهيان -نائب وزير الخارجية الإيراني- إن أي مبادرة ناجحة لا بد أن تأخذ بالاعتبار دور الأسد المحوري وحكومته، مضيفا أن الأسد رحب بالمبادرة الإيرانية، والتقى عبد اللهيان اليوم الخميس الأسد، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد إنه خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى سوريا مؤخرا تم تقديم ورقة إيرانية هي عبارة عن تصور أولي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وأوضح عبد اللهيان أنه تم تقديم المبادرة الإيرانية إلى بشار الأسد وتم التوافق بين الجانبين على أن يصار إلى متابعة هذه الأفكار الأولية عبر وزيري خارجية البلدين بصورة عميقة وبناءة، حسب تعبيره.
المشهد الدولي:
• قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون إن إحلال السلام والاستقرار في سوريا أكثر أهمية من قبول المزيد من المهاجرين من البلاد التي مزقتها الحرب، وفي تصريحات لشبكة "آي تي في" الإخبارية، للرد على المطالب المتزايدة من داخل وخارج بريطانيا بقبول البلاد لمزيد من اللاجئين، قال زعيم المحافظين: لقد استقبلنا عددا من طالبي اللجوء الحقيقيين من مخيمات اللاجئين السورية لكننا نعتقد أن أهم شيء هو محاولة إحلال السلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم، وأضاف إنني لا أعتقد أن هناك حلا للأزمة عن طريق استقبال المزيد والمزيد من اللاجئين.
• قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنه مقتنع بأن دولا بالشرق الأوسط سترسل في الوقت المناسب قوات برية إلى سوريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيناقش في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، وأوضح كيري لشبكة "سي أن أن" أنه يجب أن يكون هناك أناس على الأرض، وأن دولا تتباحث في هذا الأمر، مشيرا إلى أن في المنطقة من هم قادرون على فعل ذلك تماما كما أن المعارضين السوريين للنظام هم أيضا قادرون على ذلك، وقال إنه مقتنع بأنهم سيكونون هناك عندما يحين الوقت المناسب، لكنه أكد أن الولايات المتحدة غير مستعدة لأن ترسل قوات برية إلى سوريا، مبينا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال بمنتهى الوضوح إن القوات الأميركية لن تكون جزءا من المعادلة بسوريا، وليس هناك أدنى مشروع لتغيير هذا الأمر، وأشار كيري إلى أن سبل مواجهة تنظيم الدولة ستكون موضوع نقاش خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية سبتمبر/أيلول الجاري.
• اتهم دبلوماسيون في مجلس الأمن روسيا بتأخير بدء تحقيق للأمم المتحدة يجريه خبراء مستقلون حول الهجمات الأخيرة بالأسلحة الكيماوية في سوريا، وكان المجلس تبنى بالإجماع في السابع من أغسطس قرارا لتشكيل آلية تحقيق مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والأسبوع الماضي اقترح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخطوات الملموسة لهذه المهمة التي أسندت إلى ثلاثة خبراء وتنتظر الضوء الأخضر من مجلس الأمن لتوظيف هؤلاء الخبراء، وانتهت المهلة الثلاثاء ولم تعط روسيا التي تولت رئاسة المجلس في سبتمبر، جوابا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، وصرح السفير الروسي فيتالي تشوركين للصحفيين إننا نواصل عملنا في هذا الخصوص، إنها مسألة تقنية ونريد أن نكون متأكدين تماما.
• قال محققون في جرائم الحرب يتبعون الأمم المتحدة إن السوريين محاصرون بين قصف حكومة الأسد للمناطق المدنية وجماعات إسلامية لا ترحم في صراع تديره على نحو متزايد قوى خارجية ويتسم بانتشار التطرف، وأضاف المحققون وفقا لوكالة "رويترز"، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مناطق واسعة من محافظات بشمال وشرق سوريا امتد إلى وسط البلاد وجنوبها ليبث الرعب ويرتكب جرائم ضد الإنسانية، وأضاف التقرير دون أن يذكر أسماء أن قوى دولية وإقليمية تدير الحرب على نحو متزايد خاصة وفقا لما يتماشى مع مصالحها الجغرافية الاستراتيجية، وأشار إلى أن ضربة جوية بقيادة الولايات المتحدة على منطقة بير محلي في حلب في إبريل نيسان أسفرت عن سقوط 60 قتيلا على الأقل من المدنيين فيما أسفرت ضربة على منطقة دالي حسن في حلب في يونيو حزيران عن مقتل أسرة تضم خمسة أطفال.
• قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أثناء زيارة إلى سويسرا، إن عبء استقبال مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من الصراعات في سوريا وأماكن أخرى يجب أن يوزع بشكل أكثر عدلا في أوروبا، وأضافت ميركل في مؤتمر صحفي في برن أن الحكومة الألمانية تقول إن نهج دبلن لم يعد فعالا لأن عددا كبيرا من اللاجئين يصلون إلى حدودنا الخارجية ولا يمكننا ترك اليونان وحدها أو إيطاليا بمفردها كي تواجه هذه المهمة، وتابعت أنه لا يمكن أيضا ترك ثلاث دول كالسويد والنمسا وألمانيا تتحمل نصيب الأسد من هذا الأمر، وأشارت ميركل إلى أنه على أوروبا حل أزمة اللاجئين بروح العدالة والتضامن، مشيرة إلى استعداد ألمانيا لتحمل مسؤولياتها في ضوء قوتها الاقتصادية، ولفتت إلى أن القيم المسيحية تنص على حق كل من يواجهون الخطر في الحصول على الحماية.
• قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان إن أزمة اللاجئين التي تواجهها أوروبا هي مشكلة ألمانيا حيث أن كل المهاجرين يسعون إلى الوصول إليها، وحذر أوربان، المعروف بتوجهاته المناهضة للمهاجرين، اللاجئين من المخاطرة بحياتهم وحياة أطفالهم في سبيل الوصول إلى أوروبا التي وصفها بأنها مرتعدة، ودعا في مؤتمر صحفي مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز اللاجئين القادمين من سوريا إلى البقاء في تركيا أو صربيا، لأن الرحلة إلى أوروبا خطيرة، و ما من ضمانة لاستقبالهم جميعاً، على حد تعبيره.
• أكدت وزارة الخارجية الألمانية على التزامها باتفاقية دبلن التي تنص على أن اللاجئين يجب أن يسجلوا أنفسهم ويقدموا طلب اللجوء في الدول التي يدخلوا منها أراضي الاتحاد الأوروبي، كما أكدت الحكومة الألمانية على دعمها الإنساني للاجئين السوريين وأن اتفاقية دبلن تُعد بمثابة القانون الساري في الاتحاد الأوروبي، وأوضح بيان الخارجية أن قرار المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين حالياً ولاعتبارات عملية في الحالات الاعتيادية هو تفعيل حق اللاجئ في اختيار الدولة التي يرغب في الدخول إليها، ووقف العمل بإعادة اللاجئين السوريين إلى الدول التي دخلوا منها أراضي الاتحاد الأوروبي لَيؤكد المسؤولية الإنسانية التي تضطلع بها ألمانيا تجاه هؤلاء اللاجئين المتضررين بصفة خاصة، والغرض من القرار هو تسهيل الإجراءات وتسريع وتيرتها، من أجل إتاحة الشعور بالأمان وفرصة الاندماج للاجئين، وبغض النظر عن ذلك يجب على اللاجئين السوريين أيضاً وبالضرورة أن يُقيدوا أنفسهم في الدولة التي يدخلوا إلى الاتحاد الأوروبي عبر أراضيها.