تقرير شام السياسي 01-09-2015
المشهد المحلي:
• أبدى قيادي في المعارضة السورية خيبة أمله من أداء قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب، واصفاً إياها أنها لم تف بالغرض، وعزا عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موفق نيربية فشل الجهود الحالية لقوات التحالف كونها لا تتعامل مع هجمات نظام الأسد على المدنيين السوريين؛ كما تعامل "داعش"، مشددا على أنه في حال استمر التحالف في منهجيته الفاشلة التي تركز فقط على "داعش"، وواصل إهمال جوهر المشكلة ممثلا بنظام الأسد، فذلك سيسمح بمزيد من إراقة الدماء ويقوي "داعش"، وأكد نيربية أن إنشاء منطقة الحظر الجوي سيؤسس لإنهاء استخدام البراميل المتفجرة من قبل طيران الأسد، ما من شأنه تغيير حسابات قواته، وإجباره على الانخراط في مفاوضات حقيقية بخصوص الانتقال السياسي، الذي وافق عليه المجتمع الدولي، بما فيه روسيا، وأضاف أن منطقة الحظر الجوي ستقضي على خطاب "داعش" الذي يروجه للتجنيد وجذب الشباب إليه، إذ ستظهر أن المجتمع الدولي مهتم بحماية السوريين.
• أكّد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية محمد حكمت وليد أن دور الجماعة السياسي والدعوي نابع من قرارات المؤسسة الإخوانية ولا علاقة له بمواقف حزب (وعد) الذي تشارك فيه، ونفى المراقب العام أن يكون دور الجماعة قد تغيّر أو أصبح دعوياً فقط بعد تأسيس الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد) مطلع العام الماضي، وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إنه من الضروري التأكيد على أن حزب (وعد) ليس حزباً إخوانياً وإنما تأسس بمشاركة عدة أطياف من المجتمع السوري، تضم الجميع من وطنيين وإسلاميين وإخوان ومستقلين، كما نفى المراقب العام لإخوان سورية تراجع علاقة الجماعة ببعض الدول العربية والأوروبية على حساب علاقتها بتركيا وقطر تحديداً، وعن الحل السياسي للأزمة السورية وإن كان هناك بدائل من وجهة نظر الجماعة، قال وليد الحل السياسي يبدو بعيداً في ظل ممارسات نظام الأسد ودعم حلفائه المستمر وتعنته أمام أي تسوية أو مفاوضات، وأضاف إننا نرى أن تعامل المجتمع الدولي والقوى الغربية الفاعلة مع الحل في سورية؛ ليس على المستوى الذي يليق بطموحات السوريين.
• قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم، إنه ينبغي على سوريا أن تخرج من أزمتها هذا العام، لافتا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية في هذا الاتجاه، وقال عبد العظيم إن التوافق الأمريكي الروسي فيما يخص الأزمة السورية قد أخذ أبعادا جديدة في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن روسيا لم تغير موقفها منذ بداية الأزمة وحتى الآن من أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية.
• قال المعارض "الموالي" قدري جميل، إن مؤتمر "جنيف-3" السلمي قد يعقد بعد 15 تشرين الثاني، وأعاد جميل في تصريحات لوسائل إعلام روسية بعد اجتماع لجنة متابعة لقاءات موسكو مع لافروف إلى الأذهان مبادرة دي ميستورا الخاصة بتشكيل لجان معنية بالتسوية السورية، موضحا أن تلك اللجان يجب أن تبدأ اجتماعاتها في منتصف الشهر القادم، ومن المتوقع إنجاز عمها بحلول 15 تشرين الثاني المقبل، وأضاف أنه بعد ذلك يمكن دراسة فكرة عقد مؤتمر "جنيف-3"، واعتبر جميل أنه من الضروري تشكيل وفد جديد متعدد الأطراف للمعارضة السورية للمشاركة في "جنيف-3"، مشددا على ضرورة التخلي عن احتكار الائتلاف السوري فيما يخص تمثيل المعارضة السورية بأكملها.
• اعتبر مفتي بشار الأسد، أحمد حسون، أن "المؤامرة" التي تتعرض لها سوريا تستهدف القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية لمصلحة أعدائها، وأشار حسون خلال لقائه وفدا من الناشطين السياسيين البلجيكيين والهولنديين يزور سوريا حاليا إلى أهمية زيارة هذه الوفود لنقل الصورة وتوضيح حقيقة ما يجري في سورية من أحداث في ظل تنامي دور الإعلام المضلل الذي يستهدفها بهدف ثنيها عن مواقفها المبدئية الثابتة، حسب وصفه، وقال المفتي خلال اللقاء إن ما يجري في سوريا اليوم هو ضريبة تدفعها جراء مواقفها، مبينا أن أصحاب الفكر المتطرف لا علاقة لهم بالإسلام الذي يحملون شعاره وإنما دجنت أفكارهم على أنهم فقط المسلمون وغيرهم الكافرون.
• أجلت محكمة الجنايات التابعة لنظام الأسد إصدار الحكم المرتقب على الناشط الحقوقي المعروف مازن درويش مع اثنين من زملائه إلى السادس عشر من شهر أيلول المقبل، حسب ما أعلن أحد المحامين، موكل في القضية، وقال المحامي ميشال شماس إن مازن درويش حضر جلسة المحاكمة أمام محكمة الجنايات إرهاب، إلا أن الحكم تأجل إلى السادس عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل بعد أن غاب عن الجلسة كل من هاني زيتاني وحسين غرير، وأضاف المحامي شماس أن المحكمة كانت ستصدر حكما بحق الثلاثة بإسقاط التهم عنهم بعد شمول التهم بمرسوم العفو رقم 22 لعام 2014، إلا أنه بغياب هاني وحسين اضطر رئيس المحكمة لتأجيل المحاكمة.
المشهد الإقليمي:
• أكدت الخارجية الأمريكية أن تركيا قد قدمت أكثر مما توقعناه في إطار الحرب على تنظيم "داعش"، وذلك في رده على مقال لصحيفة النيويورك تايمز، وصفت المشاركة التركية في الحرب أنها إلهاء للعالم عن حربها ضد "بي كا كا"، وقال متحدث الخارجية الأمريكية مارك تونر في الموجز الصحفي اليومي، إننا نواصل مباحثاتنا مع تركيا بشأن مخاوفهم المتعلقة بالحدود وطرق مساعدتها لتأمين حدودها، لكن كما تعلمون فإن تركيا قد فعلت أكثر مما توقعنا لها، في محاربة "داعش" والتعامل مع تدفق اللاجئين السوريين، وتابع تونر أنه فيما يتعلق بقضية بي كا كا، فإن جميع الغارات التركية ضد أهداف "بي كا كا"، كانت ردًا على هجمات التنظيم على قوات الجيش والشرطة، مضيفا أننا نريد أن نرى "بي كا كا" يتوقف عن الهجمات، ونريد أن نرى كلا الجانبين يمتنعان عن العنف، ونريد أن نرى عودة إلى عملية الحل (المفاوضات) التي تنتهي بتحقق السلام.
• عقد ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا محادثات اليوم الثلاثاء مع مسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية في السفارة الإيرانية في بيروت، والمسؤول الإيراني هو حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية للشؤون العربية، ولم يدل أي من المسؤولين بتصريحات صحفية بعد الاجتماع.
• شدد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال لقاءاته مع المسؤولين التونسيين على ضرورة عدم وضع شروط مسبقة للحوار ومسار العملية السياسية في سوريا واليمن وباقي الدول المتأزمة، والتقى وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته الحالية لتونس رئيس الوزراء التونسي حبيب الصيد وتناول اللقاء التعاون الثنائي في المجالين الثقافي والاقتصادي، وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء قال ظريف إن التطرف والإرهاب خطر كبير يواجه العالم الإسلامي، داعيا الى وقف التدخل الأجنبي في أزمات المنطقة، وقال ظريف إنه لاينبغي وضع شروط مسبقة للحوار ومسار العملية السياسي في سوريا واليمن وباقي الدول المتأزمة.
المشهد الدولي:
• قدم المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وثيقة للحل السياسي عبر ثلاث مراحل لتنفيذ بيان جنيف، وتدعو الوثيقة، التي كشفت عنها صحيفة "الحياة"، إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ومجلس عسكري مشترك من النظام والمعارضة في مرحلة انتقالية توصل البلاد إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية الأمم المتحدة، وتقترح الوثيقة خريطة طريق لتنفيذ بيان جنيف، مقسمةً مسيرة الحل إلى ثلاث مراحل أولاها مرحلة التفاوض، وتستند المرحلة الأولى إلى بيان جنيف للوصول إلى اتفاق مرحلي، يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وتعاون القوات المقاتلة عدا الفصائل الإرهابية، وإصلاح القطاع الأمني وصولاً إلى تشكيل سلطات انتقالية، والمرحلة الثانية هي المرحلة الانتقالية، ويتم فيها إنشاء هيئة حاكمة انتقالية بسلطة مطلقة في جميع الشؤون العسكرية والأمنية وتشرف على المجلس العسكري المشترك، أما المرحلة الأخيرة بحسب الوثيقة فهي مرحلة الدولة السورية في شكلها النهائي حيث تؤدي المرحلة الانتقالية إلى الوصول إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية الأمم المتحدة، ولم تشر الوثيقة إلى بشار الأسد إلا أنها اقترحت تأسيس المؤتمر الوطني السوري من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.
• اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بشار الأسد ما زال رئيسا شرعيا تماما، على الرغم من التصريحات الغربية، مشيرا إلى أن مطالبة الأسد بالرحيل كشرط مسبق للشروع في مكافحة الإرهاب، أمر ضار وغير واقعي، ودعا في في خطاب ألقاه اليوم الثلاثاء، أمام طلاب وأساتذة معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية إلى التخلي عن هذه المطالب، التي ما زال بعض شركاء روسيا يتمسكون بها، قائلا إنهم يحاولون اليوم ربط جميع الخطوات التي يجب اتخاذها للتسوية في سوريا برحيل الأسد باعتبار أنه لم يعد شرعيا، وهو نفس النهج الذي اعتمدوه للقضاء على صدام حسين ومعمر القذافي، لكن الأسد شرعي تماما، ورأى الوزير الروسي أن "الجيش السوري" يمثل اليوم القوة الأكثر فعالية التي تواجه تنظيم "داعش" على الأرض، على حد تقديره.
• قال رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر إن الحملة التي ينفذها التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لا تحقق ما كان مرجوا منها في سوريا وأجزاء من العراق، وأكد هاربر للصحفيين أثناء اجتماع في الحملة الانتخابية في بلاده أن كندا، وهي من الدول التي تساعد العراق في محاربة التنظيم المتطرف، تحتاج إلى إستراتيجية مستمرة وطويلة مع شركائها الدوليين ضد "الدولة الإسلامية"، وأضاف هاربر للصحفيين: أن التدخل كان له أثر في وقف تقدم "الدولة الإسلامية" إلى حد كبير وخاصة في شمال العراق وإلى حد ما في أجزاء أخرى من العراق وسوريا ربما ليس كما كنا نحب.
• أعلنت الأمم المتحدة أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية أكدت تعرض معبد "بل" في مدينة تدمر السورية للتدمير، ليصبح بذلك ثاني معبد يدمره تنظيم "داعش" المتطرف في غضون أسبوع في هذه المدينة الأثرية الواقعة في قلب الصحراء السورية، وقال معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار): بوسعنا أن نؤكد واقعة تدمير المبنى الرئيسي لمعبد بل وكذلك لصف من الأعمدة ملاصق له، مشيراً إلى أنه خلص إلى هذه النتيجة استناداً إلى صور التقطتها أقمار صناعية بعد التفجير الذي هز أرجاء المدينة الأثرية الأحد وشكل الفصل الثاني من الأعمال التخريبية التي يرتكبها التنظيم الإرهابي بحق المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.