جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 31-01-2016
• اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بمحادثات جنيف حول سوريا، وقالت إن الدبلوماسيين أعربوا عن أملهم في أن تصل أطراف المحادثات إلى اتفاق بشأن أمور لا يجب أن تكون أصلا محل نقاش وهي توصيل الطعام والأدوية للعالقين خلف خطوط القتال الأمامية وفك الحصار عن البلدات المحاصرة ووقف القصف، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، لأن ذلك يوجبه القانون الدولي والقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ونقلت نيويورك تايمز عن المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا قوله عندما سأله الصحفيون عما إذا كان قد حصل على وعد من النظام السوري وروسيا لرفع الحصار، قال إنه يجب على الصحفيين إعطاء المحادثات فرصة لتبدأ وكأنه يريد تأكيد أن هذه المحادثات لن ينتج عنها شيء قريب من التسوية السياسية، مشيرا إلى أنها ليست عن السياسة وحدها، وإنما نريدها أن تكون حول دليل ما عن تحسن من أجل الشعب السوري.
• تغطي الثلوج بلدة مضايا السورية ويزداد البرد القارس الذي ينخر العظام، مما فاقم معاناة الآلاف من الأشخاص المعرضين لخطر الموت جوعا هناك بسبب الحصار المستمر الذي يفرضه النظام منذ أكثر من ستة أشهر كما يقول سكان وعمال إغاثة لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وتقول الصحيفة إن مضايا تصدرت في وقت سابق من هذا الشهر عناوين وسائل الإعلام عندما سمح اتفاق تدعمه الأمم المتحدة بدخول قوافل مساعدات أمنت بعض الغذاء والدواء لسكان المدينة ذات الموقع الإستراتيجي الواقعة على بعد نحو أربعين كيلومترا إلى الغرب من العاصمة دمشق، ويؤكد مسؤولو الأمم المتحدة وعمال الإغاثة أن ذلك لم يكن كافيا بالمرة، وأن شحنات إنسانية إضافية تمت عرقلتها من قبل نظام الأسد الذي حاصر أكثر من عشرين ألف شخص في مضايا منذ الصيف، ويؤكد السكان أن الموت جوعا مستمر في المدينة مع استمرار موجة البرد القارس، أحد سكان المدينة -ويدعى عبد الله (25 عاما)- يقول لمراسل واشنطن بوست: كنا على حافة الموت جوعا قبل أن تأتي مساعدات الأمم المتحدة هنا، والآن ما زلنا نموت جوعا مع اشتداد البرد أكثر فأكثر، وعلى لسان كل سكان المدينة الذي تعبوا من الجوع والمرض والبرد يقول عبد الله لمراسل واشنطن بوست إن أجسادنا هزلت في الوقت الحالي، وأي نوع من المرض يمكن أن يكون قاتلا، فنحن بحاجة فقط إلى أن يوضع حد لهذا الوضع وهذا الحصار.
• كشفت وثيقة سرية حصلت عليها مجلة فورين بوليسي الأميركية، أن الأمم المتحدة لن تكون قادرة على تنفيذ أي اتفاق للسلام قد يخرج عن محادثات جنيف حول سوريا، وجاء في الوثيقة التي نشرت المجلة تفاصيلها، أن الأمم المتحدة عبرت عن قلقها إزاء تعويل العالم على قدرة الأمم المتحدة الخروج بحلول للأزمة السورية، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة قد لا تستطيع فرض وقف لإطلاق النار، بسبب تعدد الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية في سوريا، كما لفتت الوثيقة إلى أن الحرب في سوريا والتطورات السياسية إزاء الأزمة تشير إلى أن الاعتماد على قوات دولية أو مراقبين طريقة غير ملائمة لمراقبة وقف النار، بسبب خطورة الوضع على الأرض بالنسبة لقوات حفظ السلام، وأشارت إلى أن الدول الكبرى والمعنية بالأزمة لا تظهر رغبة جدية للتدخل للقيام بهذه المهمة على نحو فعال.
• خصصت صحيفة التايمز البريطانية مقالها الافتتاحي لمحادثات جنيف بين الأطراف المتنازعة في سوريا، وتقول التايمز إن هذه المحادثات لابد أن تركز على فرض وقف إطلاق النار في جميع أرجاء البلاد، وإنهاء الحصار العسكري المتوحش الذي يفرضه نظام الرئيس بشار الأسد على قرى وبلدات في سوريا، وترى الصحيفة أن فرص السلام لا تزال بعيدة المنال على الرغم من أن الحرب في البلاد ستدخل قريبا عامها السادس، وتضيف التايمز أن المطلوب الآن هو إسكات الرشاشات والقنابل، وإن كانت محادثات جنيف، حسب الصحيفة، ليست مؤتمرا للسلام، وفق المعايير المعروفة، وتقول الصحيفة إنه على محادثات جنيف التركيز على التخفيف عن المدنيين، وإطلاق سراح المساجين، وترحيل الجرحى والمرضى، ومنع القنابل، وتختم التايمز بالقول إن المشاركين في المحادثات لابد لهم أن يتوصلوا إلى رؤية مشتركة لمستقبل سوريا، يعيش فيه العلويون والسنة والأكراد معا، وإن المسؤولية تقع على جميع للهيئات الدولية للعمل من أجل إيجاد توافق بين الأطراف المتنازعة.
• كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن إسرائيل تقوم حاليًّا بإنشاء حزام أمني في هضبة الجولان السورية لحماية حدودها الشمالية، وقال الجنرال "آفي بنياهو" الناطق الأسبق بلسان الجيش الإسرائيلي، في مقال نشرته الصحيفة، إن الدولة العبرية تعمل حاليًّا على تأسيس حزام أمني لها غير معلن في هضبة الجولان السورية وتوظف إمكانياتها لتأمين الحدود مع سوريا، وأوضح "بنياهو" أن الحزام الأمني يقوم على ثلاث ركائز أساسية وهي: تعزيز التعاون مع القرى الدرزية في الجانب السوري، من خلال تقديم المساعدات لها، إلى جانب التعاون مع أطراف إقليمية لتقليص فرص تحول المنطقة إلى ساحة للانطلاق لتنفيذ عمليات ضد العمق الإسرائيلي، إضافةً إلى عمليات الرصد الاستخباري، وأكد بنياهو أن كل الخيارات تبقى أفضل من التدخل العسكري المباشر فيما يحدث في سوريا، خاصة أن الأوضاع من الممكن أن تخرج عن إطار السيطرة.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لعبد الرحمن الراشد بعنوان "مفاوضات فاشلة وحضورها مهم"، اعتبر فيه أنه بحضور وفد المعارضة بكامله إلى جنيف تكون المعارضة قد تجاوزت العتبة الأولى فقط من سلم طويل في جنيف تقدر الأمم المتحدة أنه سيستغرق ستة أشهر وفق برنامج تفاوضي معروفة موضوعاته الرئيسية، لكن تفاصيله ليست واضحة، وأوضح الكاتب أن سياسة الوفد برئاسة رياض حجاب هي عدم إعطاء فرصة للنظام السوري وحليفيه، الإيراني والروسي، للانفراد بالمجتمع الدولي الذي يمثله فريق الأمم المتحدة ومبعوثها دي ميستورا، مبرزا أن أعضاء المعارضة يعلمون أن مدة الستة أشهر كافية لامتحان النيات والمشاريع السياسية، وبإمكانهم في الأخير رفضه والاستمرار في محاصرة النظام، وعبر الكاتب عن عدم تفاؤله من المفاوضات في حسم النزاع، وأكد أنه مؤتمر سياسي له غايات مختلفة غير معلنة، مبينا أن الإدارة الأميركية تريد أن تقضي هذا العام في نشاط دبلوماسي حتى لا تتهم باللامبالاة تجاه أخطر قضية نزاع تؤثر على السلم في العالم اليوم، والأوروبيون كل همهم كبح حركة اللاجئين المتجهة نحو حدودهم، أما الروس فهم يعتقدون أنهم قادرون على فرض حل سياسي يجبر المعارضة على الاستسلام لحكم الأسد، مع منحهم مقاعد هامشية في حكومة رمزية، وعن السبب وراء مشاركة المعارضة طالما أنها عارفة بالأهداف المتواضعة للوسطاء والمفاوضات، رأى الكاتب أنها أولاً لن تخسر بحضورها شيئًا، وثانيًا حتى لا ترمم بغيابها شرعية نظام الأسد دوليًا، وهي تحضر حتى تنازع النظام في كل القضايا وتتحداه.
• في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية يتساءل الكاتب إلياس حرفوش: "كيف أصبح كيري ناطقاً بلسان الأسد؟"، واصفا وضع هيئة المفاوضات السورية قبل اتخاذ قرارها الصعب بالذهاب إلى جنيف كمن يقع بين المطرقة والسندان، وأوضح الكاتب أن الأوراق التي في يد المعارضة باتت قليلة، في وجه نظام شرس وجوار ضعيف وعالم غير مبالٍ، ولفت إلى أن هيئة المفاوضات تتسلح بسلاح المطالب الإنسانية، وتدعو العالم إلى نصرة الشعب السوري المغلوب على أمره، منوها إلى أن هيئة المفاوضات، ومعها كل أطراف المعارضة السورية، باتت تدرك الآن أن العالم لم يعد يرى الأزمة السورية إلا من منظار اللاجئين عند الحدود الأوروبية، أو الإرهابيين الذين يحصلون التدريب عند تنظيم "داعش"، ثم يخرجون من الرقة لينشروا الرعب في عواصم العالم، وأشار الكاتب إلى أن خيار عدم المشاركة في جنيف كانت ستكون تبعاته وأكلافه كبيرة، طالما أنه لا يحظى بموافقة وغطاء ممن يفترض أنهم حلفاء المعارضة، وبعد أن نوه إلى أنه كان يجب أن يكون الأميركيون في طليعة هؤلاء الحلفاء، بين الكاتب أن التدحرج الأميركي الآن وصل إلى حد إغفال أي كلام عن مصير بشار الأسد، حتى أصبحت رغبة الأسد في تشكيل حكومة «وحدة وطنية»، برئاسته طبعاً، كمخرج من الأزمة، وهي الرغبة نفسها التي حملها جون كيري إلى هيئة المفاوضات خلال لقائه الأخير معها، متناسياً كل خطب رئيسه وتأكيداته أنه لا يجب أن يكون للأسد مكان في مستقبل سورية بعد أن غرقت يداه في دماء 300 ألف سوري، وأخيرا أكد الكاتب أن أي حل ظالم يتم فرضه على السوريين سوف يكون مدخلاً لأعوام وربما عقود من عدم الاستقرار في سورية وفي المنطقة، كما سيكون هذا الحل ورقة ذهبية في يد "داعش" وأمثاله من الذين يعتبرون أن الإرهاب الذي يقومون به هو الطريقة الوحيدة التي تستطيع مواجهة الإرهاب الذي يرتكبه بشار الأسد وسائر الشبيحة الذين يحيطون به.
• تحت عنوان "هيئة المفاوضات تعيد المعارضة السورية إلى الطريق الصحيح" كتب برهان غليون مقاله في صحيفة العربي الجديد، اعتبر فيه أن أعظم ما حصل سورياً، في الأسبوع الماضي، وأنعش الأمل في إمكانية إحباط الخطط الأميركية والروسية والإيرانية والإسرائيلية معاً، هو التناغم غير المسبوق، الذي لا يماثله سوى التفاعل الشامل مع انطلاق المجلس الوطني السوري في بداية تشكيله، بين جميع مكونات وأطياف الرأي العام الثوري والمعارض مع المواقف القوية لهيئة التفاوض العليا التي رفضت الانصياع لإرادة الدول الكبرى والخضوع لابتزازها، وأوضح الكاتب أن سبب هذا التناغم هو رفض المعارضة المشاركة في مؤتمر جنيف 3 بشروط الدول الكبرى التي همشت كلياً قضية الشعب السوري المتجسّدة في التحرّر من نير نظام القهر والعبودية المدعوم من الخارج، وإصرارها على أن تكون مسألة الانتقال السياسي محور هذه المفاوضات، وأن يكون تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على الوقف الفوري للحصار والتجويع والقصف العشوائي للمدنيين وإطلاق سراح المعتقلين المدخل لأي مفاوضات جدية مع النظام الذي تحوّل إلى قناع للسيطرة الروسية، ورأى أنه إذا التزمت واشنطن والأمم المتحدة بالوقف الفوري لحصار المدن، وحل مشكلة الاعتقالات، وتجنيب المدنيين القصف، وتعريف هدف المفاوضات الرئيسي على أنه الانتقال نحو نظام جديد، فسيكون هذا انتصاراً كبيراً لوفد المفاوضات، ولقوى الثورة والمعارضة، ودعا الكاتب في نهاية مقاله إلى الوحدة والثقة والتعاون والعمل كفريق بين كل أبناء الثورة وأنصارها، مقاتلين وناشطين، مؤكدا أننا إذا بقينا موحدين، سننتصر مهما كانت قوة خصومنا.