الشتاء على الأبواب: النازحون السوريون يواجهون الخيام المتهالكة ويرفعون نداءات استغاثة
الشتاء على الأبواب: النازحون السوريون يواجهون الخيام المتهالكة ويرفعون نداءات استغاثة
● أخبار سورية ١٦ أكتوبر ٢٠٢٥

الشتاء على الأبواب: النازحون السوريون يواجهون الخيام المتهالكة ويرفعون نداءات استغاثة

لم تمرّ أولى الأمطار التي شهدتها مناطق شمال غربي سوريا مرور الكرام على النازحين؛ إذ أدّت إلى تسرّب المياه داخل الخيام وتبلّلها، ما أعاد مشاهد المعاناة التي تتكرر خلال كل فصل شتاء، في ظل محدودية إمكانيات الأهالي وضعف استجابة المنظمات لتحسين واقع المخيمات.

تقول أم محمود، نازحة من ريف حماة الشمالي وتعيش في مخيم تابع لأطمة منذ أكثر من ست سنوات: "مع كل شتاء تتكرر المعاناة نفسها، كلما هطل المطر، تتسرب المياه إلى خيمتي، وتتبلل الأغراض، ويصاب الأطفال بالبرد. لم أعد أتمنى شيء سوى تأمين مسكن كريم في قريتنا، بعيداً عن المخيمات والنزوح".

آلاف السوريين يتكبدون معاناة العيش في المخيمات
على الرغم من مرور أكثر من عشرة أشهر على سقوط نظام الأسد وعودة آلاف السوريين من النزوح الداخلي والخارجي إلى قراهم ومدنهم، ما يزال عدد كبير من الأهالي يواجهون مشقة الحياة في الخيّم، ويكابدون تبعاتها وظروفها القاسية.

وتمتد تلك الخيام على مساحات واسعة من مخيمات دير حسان، وكللي، وقاح، وكفر لوسين، وأطمة، وغيرها من المناطق، وتظهر على أغلبها علامات تدهور واضحة نتيجة التعرض الطويل لأشعة الشمس الحارقة في الصيف وهطول الأمطار خلال الشتاء. 

كما تفتقر هذه المساكن المؤقتة لأي عزل حراري أو بنية تحتية أساسية، ما يجعل سكانها عرضة للغرق في مياه الأمطار أو البرد القارس، ويعرض آلاف العائلات النازحة لخطر الإصابة بتداعيات ظروف فصل الشتاء، خصوصاً أولئك الذين يعيشون في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

عائلات عاجزة عن العودة بسبب الدمار والمحدودية المادية
على الرغم من قوافل العودة التي انطلقت من مخيمات شمال غرب سوريا نحو القرى والمدن التي هُجرت منها سابقاً، لا تزال هناك عائلات عاجزة عن العودة. والسبب منازلهم مدمرة بسبب القصف، ولا يوجد لديهم مسكن بديل، كما أنهم لا يستطيعون استئجار بيوت أخرى لتفادي مشقة البرد، بسبب محدودية إمكانياتهم المادية.

يقول مصطفى حاج محمد، نازح من ريف إدلب الجنوبي: "أسرّتي مكونة من ثمانية أفراد ومنزلنا في القرية دُمّر بالكامل. ولا أملك ثمن بناء غرفة واحدة مع مطبخ، ولا حتى يمكنني شراء كرفانة، فأسعارها تتراوح بين 600 و800 دولار أمريكي، مما يجعلنا مضطرين للبقاء في المخيمات ريثما تتحسن أوضاعنا المادية ونتمكن من مسكن كريم".

ضعف الدعم وشح المساعدات في المخيمات
تظل الظروف القاسية في المخيمات تدفع الأهالي لتوجيه نداءات استغاثة عاجلة إلى المنظمات الإنسانية، مطالبين بتوفير مواد التدفئة والملابس الشتوية للعائلات المحتاجة، إضافة إلى توزيع خيام جديدة لمن يعيشون في خيام مهترئة لا توفر لهم الحماية الكافية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وما يرافقه من صعوبات موسمية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ