
"العفو الدولية" تُطالب بالإفراج عن "حمزة العمارين" المختطف في السويداء
طالبت "منظمة العفو الدولية"، بالكشف الفوري عن مصير العامل الإنساني حمزة العمارين، أحد متطوعي الدفاع المدني السوري، الذي اختُطف في 16 تموز/يوليو الماضي أثناء مهمة إنسانية في محافظة السويداء، محمّلة مجموعة مسلحة درزية مسؤولية اختفائه.
وقالت المنظمة في بيانها الصادر الأربعاء إن العمارين كان في طريقه لتقديم المساعدة بعد اشتباكات اندلعت بين قوات الحكومة السورية ومجموعات مسلحة محلية، قبل أن يتم اعتراضه على الطريق قرب دوار العمران، حيث أُوقف مع مدنيين كان ينقلهم بسيارة إسعاف، ليُفرج عنهم لاحقاً وتبقى أخباره مقطوعة منذ ذلك اليوم.
متطوع إنساني مفقود منذ ثلاثة أشهر
العمارين، المولود في درعا عام 1992، أب لثلاثة أطفال، وسبق أن شارك في عشرات المهام الإنسانية في مناطق مختلفة من سوريا. وبحسب إفادات عائلته، فقد واصل عمله في الدفاع المدني خلال سنوات الحرب، وساهم في عمليات إنقاذ واسعة عقب الزلازل والحرائق، وكان آخر مهامه قبل اختطافه المشاركة في إخماد حرائق اللاذقية.
وأوضح أحد أقاربه لمنظمة العفو أن حمزة كان “مؤمناً بعمله الإنساني حتى في أخطر الظروف، ولم يتخلَّ عن واجبه رغم التهديدات”، مشيراً إلى أن العائلة لم تتلقَّ أي اتصال من الجهات الخاطفة أو من أي جهة محلية حتى اليوم.
تصاعد الهجمات على فرق الإغاثة
وجاء اختطاف العمارين في ظل تصاعد التوترات الأمنية في السويداء خلال شهري تموز وآب الماضيين، حيث شهدت المحافظة مواجهات مسلحة بين مجموعات درزية ومقاتلين من العشائر البدوية، أعقبها قصف إسرائيلي استهدف مواقع عسكرية سورية، ما أدى إلى فوضى أمنية شملت عمليات خطف واستهداف متكرر للعاملين في المجال الإنساني.
ففي 20 تموز/يوليو، تعرض متطوعون من الهلال الأحمر السوري لإطلاق نار خلال مهمة إسعاف، كما احترق مستودع إغاثي وعدة سيارات إسعاف في المدينة، وفق ما وثقته تقارير محلية ومنظمات حقوقية.
مطالب حقوقية بتحقيق ومحاسبة
وأكدت منظمة العفو الدولية، أن استهداف العاملين الإنسانيين يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، داعية إلى فتح تحقيق عاجل حول الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها، ومشددة على أن “السكوت على هذه الانتهاكات يكرّس الإفلات من العقاب ويهدد العمل الإنساني في سوريا”.
وفي السياق ذاته، كانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان والهلال الأحمر العربي السوري قد أصدرتا بياناً مشتركاً في 16 آب/أغسطس بمناسبة مرور شهر على اختطاف العمارين، دعوا فيه إلى تحييد المدنيين والمتطوعين عن الصراعات المسلحة، مؤكدين أن “استهدافهم يعني استهداف الإنسانية ذاتها”.
غياب الرد الرسمي
حتى اليوم، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجهات الأمنية أو الإدارية في السويداء والتي تمثلها ميليشيات الهجري، بشأن مصير العمارين، فيما يواصل الدفاع المدني السوري مطالبة السلطات المحلية والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل للكشف عن مكانه وضمان سلامته.
وتشير منظمات حقوقية إلى أن حادثة العمارين ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات التي طالت العاملين في المجال الإغاثي، خصوصاً في المناطق الخارجة عن السيطرة الحكومية، حيث تتكرر حالات الخطف والتهديد والاستهداف دون محاسبة.