جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 30-04-2015
• قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن التوترات قد زادت على الحدود السورية الإسرائيلية بعد محاولات تسلل وضربات جوية، وأوضحت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية كانت في حالة تأهب قصوى الاثنين، على طول الحدود الشمالية مع سوريا بعدما أعلن الجيش عن إحباط هجوم مسلح بضربات جوية، وأشارت إلى أن تفاصيل الحادث الذي وقع في وقت متأخر يوم الأحد ليست واضحة، إلا أن الاضطراب الناجم عن الحرب الأهلية السورية قد امتد أحيانا إلى النقطة الحدودية مكثفة الحراسة قرب مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، ولفتت الصحيفة إلى تقارير إعلامية عربية ذكرت أن الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت مواقع لـ"حزب الله" و"الجيش السوري" شمال دمشق، وأوضحت التقارير أن الأهداف كانت فرق لـ"الجيش السوري" يعتقد أن بحوزتها أسلحة إستراتيجية وصواريخ بعيدة المدى، ولم يرد الجيش الإسرائيلي على تلك المزاعم، وفي صباح الاثنين، وبعد الحادث الحدودي، ذكرت تقارير إعلامية عربية مجددا أن ضربة جوية في نفس المنطقة قرب جبال القلمون السورية استهدفت "الجيش السوري" ومخازن أسلحة "حزب الله"، ونفت إسرائيل تلك التقارير، وعزت مثل هذا الهجوم للحرب الأهلية بين قوات بشار الأسد وفصائل المعارضة، ونقلت واشنطن بوست عن جوناثان سباير، مدير مركز رابين البحثي الإسرائيلي، قوله إن هناك علامة استفهام حول كل تلك الحوادث، لكن على السطح يبدو أنها تتبع نمطا أصبحنا معتادين عليه خلال العامين الماضيين، مع استخدام إسرائيل لقوتها الجوية لمنع نقل الأسلحة لـ"حزب الله"، ورغم نفىي إسرائيل رسميا أى صلة بالضربات في سوريا، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون قال خلال منتدى في تل أبيب يوم الأحد الماضي إن تل أبيب لن تسمح بنقل أسلحة متطورة لـ"حزب الله"، واتهم إيران التي تدعم نظام الأسد و"حزب الله" بمحاولة تأسيس بنية تحتية إرهابية على طول الحدود مع سوريا.
• نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا حول الهزائم التي مني بها جيش النظام مؤخرا، كتبه كل من آن بارنارد وهويدا سعد وإريك شميت، قالوا فيه إن "الجيش السوري" يجد صعوبة في تعويض خسائره البشرية، فحتى العائلات المؤيدة للحكومة ترفض إرسال أبنائها ليقاتلوا مع وحدات مكشوفة على الخطوط الأمامية، وهذه التطورات الجديدة تثير أسئلة حول إمكانية استمرار حكم بشار الأسد، ويرى معدو التقرير أن هناك مؤشرات على الإجهاد في أنحاء البلاد، بما يتناقض مع الثقة التي يحاول الأسد عكسها في العلن، ولفتوا إلى أن المسؤولين في عواصم الأقاليم مثل حلب ودرعا، جهزوا خطط طوارئ للحفاظ على الأموال والآثار وإجلاء المدنيين، وتناقص احتياطي البلاد من العملة الأجنبية من 30 مليار دولار في بداية الحرب إلى مليار دولار الآن، وتضيف نيويورك تايمز أنه حتى في مناطق الأقليات التي تخشى المتطرفين، مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة، مثل مناطق الدروز في الجنوب والآشوريين في الشمال، والإسماعيليين في حماة، يقول السكان إنهم يحاولون إرسال أبنائهم للخارج كي يتجنبوا التجنيد، أو يبقوهم في قراهم لحمايتها، ويذهب التقرير إلى أن هذا حوّل "الجيش السوري"، الذي كان لديه مركزية في قيادته، إلى شكل شبيه بالثوار، عبارة عن فسيفساء من المقاتلين المحليين والأجانب، الذين لا تلتقي مصالحهم دائما، منوهة إلى أن عدد أفراد "الجيش السوري" كان قبل أربع سنوات 250 ألف فرد، وتناقص إلى 125 ألفا؛ بسبب القتل والفرار من الخدمة، بالإضافة إلى 125 ألف رجل مليشيات مؤيدة للحكومة، بينهم عراقيون دربتهم إيران، وباكستانيون وأفغان من الهازارا، بحسب المسؤول الأمريكي.
• نقرأ في صحيفة العرب اللندنية مقالا لعمار ديوب تحت عنوان "الانتقال السياسي في سوريا ومسألة الطائفية"، تطرق فيه إلى المشكلة الطائفية التي تفاقمت في سنوات الثورة السورية، ورأى أن هذه المشكلة تعود إلى سببين، الأول هو رفض النظام إغلاق ملف عشرية الثمانينات وما سادها، حين خاض الإخوان حربا طائفية ضد النظام، ورد الأخير بتشكيل كتائب طائفية ضدهم وانتصر فيها، حيث أن هذه الحقبة تركت خللا في الوعي العام مفاده أن النظام أقلوي والسنة متضررون، أما السبب الثاني لهذه المشكلة الطائفية، فهو استغلال كل من النظام والإخوان المسلمين للثورة وتطييفها، ومحاولة الاثنين تجديد التسابق نحو السلطة؛ النظام ليؤبد وجوده في موقعه، والإخوان لاعتلاء السلطة وأسلمة المجتمع، وهو هدفهم الأساسي في كافة الدولة العربية التي اقتربوا أو وصلوا فيها للسلطة، وأكد الكاتب أن هذه المشكلة تفاقمت مع انتقال الثورة إلى السلاح والتمويل الخارجي، وتفاقمت حينما أفرج النظام عن الجهاديين من سجونه، وسماح تركيا بعبور الجهاديين من كل دول العالم إلى سوريا، وحينما أدخل النظام "حزب الله" وإيران والميليشيات الطائفية في حربه ضد الشعب؛ كما قدم الإخوان، كل أشكال الدعم لدفع الثورة نحو التطييف، وشكلوا كتائب مقاتلة تابعة لهم، واعتبر الكاتب أن النظام وباقترابه من السقوط فإن ذلك العقل سيدفع نحو طائفية سياسية قادمة، وبذلك يكمل ما بدأه النظام والإخوان في بناء السلطة الطائفية، وسيكون لممثلي الطوائف حصصا وستكون أطراف من السلطة الحالية ممثلة فيها.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لصالح القلاب بعنوان "«عاصفة الحزم» وانتصارات المعارضة السورية!"، اعتبر فيه أن "عاصفة الحزم" هي سبب كل هذه المتغيرات التي طرأت على واقع ميادين القتال بين المعارضة والنظام في سوريا، موضحا أن النجاحات التي تحققت في اليمن والتي لا تزال تتحقق قد انعكست، وفقًا لنظرية السوائل في الأواني المستطرقة المعروفة، على معادلات القوى السورية المتصارعة وأيضًا، في حقيقة الأمر، على الأوضاع في العراق وفي لبنان وبعض دول الخليج العربي، ورأى القلاب أن "عاصفة الحزم" قد أثبتت أنها ليست مجرد عملية عسكرية تستهدف تحالف الحوثيين مع علي عبد الله صالح للحفاظ على الشرعية اليمنية، التي أراد هؤلاء التخلص منها، بل بداية نهوضٍ عربي شامل، وأنها أيقظت وجدان الأمة العربية كلها، مؤكدا أن الانتصارات التي حققها "التحالف العربي" في اليمن قد عززت ثقة قوى الثورة السورية بنفسها، وجعلتها تلملم أوضاعها وتبادر إلى تجاوز تعارضاتها وتنصهر في إطار تحالف عام شعاره التخلص من نظام بشار الأسد وتحرير سوريا من الظلم والطغيان والحفاظ على وحدتها ووحدة شعبها.
• تحت عنوان "عاصفة حزم فوق دمشق ؟!"، اعتبر محمد برهومة في صحيفة الحياة اللندنية أن الربط بين اليمن وسورية صار اليوم أكثر وضوحاً ومدعاة للترقب والتأمل، ورأى أنه ليس بلا دلالة التصعيد النوعي للمعارضة السورية في عدد من المناطق، التي تمكّنت مـن السيـطرة عليها في الأشهر الأخيرة من إدلب إلى معبر نصيب وصولاً إلى جسور الشغور فمعسكر القرميد، منوها إلى أنه يصعب عزل الدعم السعودي – التركي عن هذه التطورات، ولفت الكاتب إلى أن إحداث تغيير في موازين القوى على الأرض، يسمح بإنتاج معادلات سياسية أخرى تفرض نفسها في الميدان، وتدفع باستعجال الحلول السياسية والتسويات والتـنازلات، واستبعاد منطق الأرض المحروقة ومعاقبة السكان المحليين، الذي يتّبعه "النظام السوري"، المُصرّ على المعادلات الصفرية أو رابح (النظام) وخاسر (المعارضة والسكان المحليون)، وبعد أن أشار إلى أنه من الصعب في هذه اللحظة الحديث عن "عاصفة حزم" سورّية، أكد الكاتب أن دينامية التطورات الجارية في غير منطقة سورية، تجعل هذا الحديث اليوم أكثر جدية من ذي قبل، وتحديداً قبل "عاصفة الحزم" في اليمن.
• "هل تتحوّل معركة القلمون استنزافاً؟" بهذا السؤال عنون غسان حجار مقاله في صحيفة النهار اللبنانية، أشار فيه إلى أن معركة القلمون لم تعد مجرد رغبة في تحقيق "انتصار إضافي" للنظام في دمشق ولحليفيه الايراني و"حزب الله" فحسب، بل إنها صارت حاجة دفاعية ضرورية لنظام الأسد وللحزب الذي يجهد في الدفاع عنه، منوها إلى أن الاستعدادات لهذه المعركة قائمة من الطرفين، ويبقى عنصر المفاجأة فيها العامل البارز، لا في التوقيت وحسب وانما في الخطة العسكرية والسلاح المستعمل وعديد المقاتلين، وأكد كاتب المقال أن معركة القلمون حاجة للمعارضة السورية كما هي للنظام وحلفائه، موضحا أن هدف المعارضة هو الإطباق على العاصمة، من خلال قطع طريق دمشق حمص السريع، وتأمين التواصل مع المسلحين في الزبداني، مع حلم الوصول إلى جديدة يابوس والسيطرة على الطريق الدولية التي تربط سوريا بلبنان، وبالتالي قطع طريق إمداد "حزب الله" بالسلاح، سواء من مطار دمشق الى لبنان، أو في الاتجاه المعاكس لدعم النظام الأسدي، وبعد أن أشار إلى أن النظام ومعه "حزب الله"، يحتاج في المقابل إلى تعطيل كل الخطة المذكورة، وإحكام السيطرة على تلك المواقع، وتحقيق انتصار مادي ومعنوي بعد سقوط منطقة جسر الشغور عبر المحافظة على دمشق العاصمة ومحيطها وإبقاء تواصلها قائما، خصوصا مع اللاذقية، لفت الكاتب إلى أن "حزب الله" يتخوف من أن سيطرة المسلحين على منطقة القلمون ستجعلهم على تماس مباشر مع قرى بقاعية حدودية، ما يتيح لعدد منهم اختراق حدود متداخلة وغير مرسّمة بناء لإرادة النظام الأسدي الذي رفض دوما ترسيم الحدود والاعتراف بلبنان، وخلص الكاتب إلى أن معركة القلمون إذا لم تحسم في ساعات وأيام فإنها ستتحول حرب استنزاف طويلة.