جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-01-2016
• نشرت صحيفة ميديا بار الفرنسية تقريرا حول تردي الوضع الإنساني في سوريا، والمشكلات التي تواجهها المنظمات الدولية في إغاثة المدن السورية المنكوبة، بعد خمس سنوات من بداية الصراع السوري في سنة 2011، وقالت الصحيفة إن الجدل تزايد حول دور منظمات الإغاثة الدولية في تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة، في الوقت الذي تشير فيه التقارير حول الوضع الإنساني في سوريا إلى أن أكثر من 4.5 مليون شخص يعيشون في أوضاع مأساوية في المناطق السورية المعزولة، وأضافت الصحيفة أن الحرب السورية أدت منذ بدايتها قبل خمس سنوات إلى نتائج كارثية؛ حيث قتل أكثر من 250 ألف شخص، وتشرد ملايين السوريين الآخرين في مخيمات اللجوء، في الوقت الذي توجد فيه مؤشرات جدية على أن الوضع الإنساني في سوريا أكثر تعقيدا مما يبدو عليه؛ حيث يتعرض أكثر من 400 ألف شخص في السجون إلى التجويع والتعذيب، واعتبرت الصحيفة أن عمليات الإغاثة التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة في سوريا تعرضت لعديد الانتقادات من طرف المنظمات الإنسانية والأساتذة الجامعيين، بعد اتهامها بالتخاذل في تقديم المساعدات الإنسانية لعديد المدن السورية المنكوبة، وفي الختام، قالت الصحيفة إن أحد التحقيقات الذي قامت به صحيفة "فورين بوليسي"؛ كشف أن منظمة الأمم المتحدة كانت على علم بحقيقة الوضع الإنساني في مضايا، إلا أنها فضلت عدم الدخول في مواجهة مع النظام السوري في ذلك الوقت.
• قال الضابط الإسرائيلي السابق عاموس غلبوع لصحيفة معاريف الإسرائيلية إن تنظيم الدولة الإسلامية يدخل العام 2016 وهو يقف في حالة دفاع عن النفس، في ظل الضغوط التي تقع عليه في العراق وسوريا، مما ساهم في إضعافه العام الجاري، لكن لن يكون بإمكان تلك الدول الإطاحة بالتنظيم أو القضاء عليه، لاسيما في ظل أيديولوجيته التي يتمتع بها، وأضاف غلبوع أن تنظيم الدولة عاش عام 2014 ذروة انتصاراته الكبيرة، لكن العام 2015 شكل فترة تراجعه وفقدان أراضيه وموارده المالية، والمس ببنيته التحتية من النفط والمقاتلين، ولذلك يجد التنظيم نفسه مع بداية العام الجديد في موقف دفاعي من الناحية الإستراتيجية، والسبب الأساسي في ذلك -حسب غلبوع- هو أن هناك خسائر بشرية متواصلة في صفوف التنظيم في معارك الاستنزاف وحروب العصابات التي يخوضها في أكثر من بلد، ويشير الضابط السابق إلى أنه رغم ما يفقده التنظيم من مقدرات وموارد فإنه ما زال يسيطر على مساحات واسعة من غرب العراق وشرق سوريا، وما زالت قواعده في الرقة السورية والموصل العراقية تحت سيطرته، وما زال التنظيم المجموعة المسلحة الأغنى في العالم، ويتوقع الضابط الإسرائيلي السابق أن تتواصل الضغوط الدولية على التنظيم، لكنها لن تستطيع إخضاعه، لأنه لن يسكت بل إنه سيواصل توجيه ضرباته في الخارج وضمنه إسرائيل، في محاولة منه للمحافظة على مظهره كتنظيم مخيف ومنتصر، كما سيحاول التنظيم -وفق المتحدث نفسه- تمديد نفوذه إلى دول عربية وإسلامية أخرى، حيث يقيم التنظيم في ليبيا قاعدة عسكرية غنية مقابل الشواطئ الإيطالية لتهدد بذلك وسط أوروبا، في وقت لا يقوم الغرب بشيء لمواجهة هذا التهديد.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لوليد شقير بعنوان "مكاسب المعارضة السورية"، كتب فيه أن السؤال الذي يطرح نفسه بعد التطورات المتعلقة بالمفاوضات على الحل السياسي السوري في جنيف هو ما إذا كانت المعارضة السورية المتمثلة بالهيئة العليا للتفاوض مع النظام السوري، المنبثقة من مؤتمر الرياض، ستربح شيئاً لمصلحة قضية الشعب السوري في حال حضرت هذه المفاوضات بالشروط المذلة التي طرحها عليها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورأى الكاتب أن التوافق الأميركي - الروسي على إدارة ما يسمى العملية السياسية في سورية، وتنفيذ القرار الدولي 2254 الذي وضع خريطة طريق لها، لم يهدف إلى إنهاء المأساة السورية، موضحا أن موسكو وواشنطن أرادتا من وراء مفاوضات جنيف والتفسيرات التي فرضتاها لنصوص القرار الدولي، تحويل هذا القرار والمفاوضات غطاء لتفاهمات واتفاقات جانبية بينهما، لا علاقة لها بالحل السياسي السوري، ومظلة لاستمرار التقدم الميداني للحملة الروسية الجوية والنظام السوري وحلفائه من الميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية، واعتبر الكاتب أن انضمام واشنطن إلى موسكو باعتبار الفقرات 12 و13 و14 من القرار 2254، عن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة ووقف الهجمات ضد المدنيين والعودة الآمنة للنازحين، مادة تفاوض وليست إجراءات للتنفيذ من جانب النظام، كشف عن أن سلاح استهداف المدنيين البشع سيبقى مباحاً بمظلة المفاوضات التي أريد لها أن تستمر 6 أشهر، وبموافقة واشنطن، مبرزا أن ما يهم موسكو والنظام ليس ضم «معارضين» آخرين إلى وفد المعارضة (مثل صالح مسلّم وهيثم مناع وقدري جميل...) بل استبعاد من يتمتعون بقدر عالٍ من الحنكة والخبرة بألاعيب النظام ومكره (وحلفائه)، أو لتعطيل وجود هؤلاء أمثال حجاب وأسعد الزعبي وخالد خوجة وهادي البحرة.
• نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا لحسام عيتاني تحت عنوان "جولة الدور الروسي"، الكاتب اعتبر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قرر تعيين نفسه مساعداً لنظيره الروسي سيرغي لافروف، في ظل الانكشاف الشديد لغياب أي استراتيجية أميركية في سورية باستثناء الحرب على الإرهاب التي يبدو أن واشنطن لا تمانع في ضم الأسد إليها، ورأى أن الإصرار الأميركي على تجاهل النكبة السورية وتركيز الاهتمام، في المقابل، على الإرهاب، قد يدفع إلى ظهور آراء عدمية تعتبر أن تنظيم «داعش» هو ما يستحقه هذا العالم المنافق الذي تخلى عن مسؤولياته السياسية والأخلاقية حيال الشعب السوري، مستدركا بأن أصواتاً كهذه لا تفيد سوى في تعميق نكبة السوريين وتفاقم التجاهل العالمي لمطالبهم المحقة بالكرامة والحرية، ولفت الكاتب إلى أن الاعتقاد بقدرة جولة مفاوضات واحدة في جنيف على حسم الموقف لمصلحة النظام أو المعارضة ينطوي على سذاجة كبيرة، موضحا أن ما سيجري في المفاوضات المقبلة لن يزيد عن تظهير موازين القوى وإعادة صوغ المشهد السياسي بعد التدخل الروسي الكثيف وتراجع إيران عن أداء دور الراعي الأول لبشار الأسد لمصلحة موسكو، وأشار الكاتب إلى أن السجالات في شأن تشكيل الوفد المعارض وإملاءات لافروف وكيري والمبعوث دي ميستورا تكتسي سمة غير واقعية ما دام الجميع متفقاً على فشل المفاوضات من قبل أن تبدأ، وخلص إلى أن مفاوضات جنيف لن تكون أكثر من جولة لتكريس الدخول الروسي الثقيل من دون أي أفق لتسوية التناقضات التي أدت إلى انفجار الثورة السورية في المقام الأول.
• صحيفة الشرق الأوسط نشرت مقالا لرئيس تحريرها سلمان الدوسري تحت عنوان "الأزمة سورية وخيبة الأمل أميركية"، شدد فيه على أن الضغط الرهيب الذي تتعرض له المعارضة السورية للقبول بمشاركة شكلية وغير متوازنة أمام وفد النظام في مؤتمر "جنيف3" هو مؤشر جديد على خذلان العالم للثورة السورية، مبرزا أن كل الطرق إلى "جنيف" تؤدي إلى مصلحة النظام السوري ومن خلفه روسيا، ورأى الكاتب أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 المتعلق بالحل السياسي في سوريا، شكل تراجعًا عن وثيقة جنيف التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، وبعد أن اعتبر أن موقف الأمم المتحدة التي تضغط من باب أن عدم حضور المعارضة للمفاوضات هو خسارة لهم ومكسب للنظام? هو موقف صحيح، استدرك الكاتب إلى القول بأن السيد دي ميستورا يعلم والولايات المتحدة تعلم وروسيا أيًضا تعلم، أنه متى ما أقصيت أو همشت المعارضة الحقيقية التي تمثل روح الثورة، فإن أي حل سياسي قادم ليس أكثر من خدعة سينمائية سينكشف زيفها سريعًا، وأكد الكاتب في نهاية مقاله أن العقدة الأساسية في الأزمة السورية لم تأِت من الدب الروسي، بل أتت من الولايات المتحدة، التي طوال خمس سنوات هددت وأزبدت وأرعدت، وحذرت، عبر رئيسها، من الوصول للخطوط الحمراء، وعندما انتهكت هذه الخطوط حركت قواتها، ثم وبأسرع انعطاف سياسي في التاريخ تنازلت، فقبلت، أقوى دولة في العالم، أن تسير في نفس المسار الروسي الذي كان معاكًسا لها ونقيًضا.
• نطالع في صحيفة العربي الجديد مقالا لعمار ديوب تحت عنوان "خطورة التصعيد الروسي ومستقبل سورية"، رأى فيه أن الدور السلبي لأميركا تجاه تفاعلات إسقاط تركيا طائرة حربية روسية دليلاً واضحاً على أن الأمريكان يحبذون التدخل الروسي، وأنهم يريدون مع الروس إعادة إنتاج النظام، وتأهيله مجدداً، والانتهاء كلياً من فكرة الثورة، وتصوير الوضع السوري بأنه جماعات إرهابية، والتحالفات الدولية المشكلة هي من أجل ذلك، مبينا أن هذا الوضع يدفع إلى القول بأن هناك تنسيقاً بين التحالف الدولي وروسيا وإسرائيل في الأجواء السورية، وجزم الكاتب بأن وفد مؤتمر الرياض لن يذهب في حال عُقدت جلسات التفاوض، مهما مورست عليه من ضغوط، معتبرا أنه في حال ذهابه فإنه سيكون شاهد زور على دماء سورية ودمارها، وبشكلٍ لا يحفظ له أي ماءٍ للوجه، وشدد على أن مستقبل سورية لن يكون بيد الروس والأمريكان، ولا الجهاديات التي سيتصاعد دورها، إن فشلت المفاوضات، بل سيكون مستقبل السوريين فعلاً من صُنع أيديهم، مبرزا أن المسألة في غاية التعقيد، وعلى الروس أن يفهموا أنه من غير الممكن القبول بشروطهم، وأن من يمثل المعارضة هو حصراً الوفد المنبثق عن مؤتمر الرياض.